لم يصدق الكثيرون ان العربة التى فى شكل صندوق حديدى هى نتاج لصناعة محلية من حديد الخردة،العربة التى تدار بواسطة وابور مياه موضوع على خلفيتها ومكتملة الانارة والنواح الفنية تتمختر فى شوارع جنوبالخرطوم وتلفت الانتباه،لها ولصانعها الميكانيكى عمر عبد الموجود. -معلم عمر،نستوقفك للحديث عن العربة،نريد ان نتحدث اولا عنك قبل العربة؟ عمر عبد الموجود الحسين من مواليد الاراك الشمالية درست مراحلى الاولية هناك والثانوى فى كورتى ،ختمت القرآن الكريم مرات ومرات فى خلاوى الاراك - درست فى المساق الاكاديمى،ماعلاقتك بالميكانيكا للدرجة التى تجعلك تصنع سيارة تقودها بنفسك؟ شوف،من عمرى( 12 )سنة استهوتنى فكرة الميكانيكا،كنت اصلح وابورات المياه بالقرية واصبحت معروفا بذلك منذ الصف الثالث الابتدائى. - من علمك ذلك؟ نفس عصام سودت عصاما،وعلمته الكر والاقداما. - أيوجد بالأسرة من يمتهن اصلاح الماكينات؟ لا.. ?منذ متى اذن احترفت الصنعة؟ منذ الثانوى وانا طالب كنت اعمل لاوفر مصاريف دراستى وبعد الثانوى تفرغت لها تماما،وتخصصت فى تصليح ماكينات القوارب النهرية والبواخر ،ولدى محل بالميناء البرى امارس فيه مهنتى. ?ندلف الى العربة التى تلفت الانظار،كيف بدأت الفكرة،التنفيذ ،ومراحل التصنيع؟ الفكرة قديمة،وازيدك،انا مركب فيها ماكينة (ضخ هوائى)(كمبرسون) وعملت لها انابيب املأها بالهواء واستطيع ان امشى بها على سطح المياه! -نبدأ بالتصنيع؟ فكرت فى امتلاك عربة تسمح لى بنقل احتياجات العمل لصيانة القوارب فى النيل،كما تعلم كونك تسحب قطعة نهرية حتى تصلحها هناك عوائق مرورية وخلافه،من هنا فكرت فى العربة ،بدأت بتصنيع الشاسى من حديد وزن (20) لينيا والمحولات الحركية من دريكسون ومكابح وتوصيلات كهربية مكتملة ومن ثم بدأت فى صناعة جسم العربة من حديد الخردة ،لدى خبرة جيدة فى اعمال اللحام والتوضيب والكهرباء،الدركسون نظام المشط وصنعت محول القوة والسرعة واستعنت بوابور صينى لتوفير الطاقة الكهربية للعربة وضعته فى خلفيتها. -هل تسير على ما يرام؟ كما ترى هى عربة مكتملة،بها محول سرعة ومكابح وانوار طويلة وقصيرة واشارات توقف ودوران لاينقصها شئ. -اول مشوار ؟ ذهبت بها لمنزلى فى الازهرى مربع( 13) والمواطنون لم يصدقوا اول مرة ،العربة دشنتها يوم احتفال هلجيج وشاركت بها فى احتفال الساحة الخضراء وكانت حديث الحاضرين. ?هل تجد تعاونا من المرور اثناء تحركاتك؟ نعم ،سيما انها عربة لا فيها شق ولا طق واحسن من عربات كثيرة فى الخرطوم. ?كم تزن العربة؟ طنا و200 كيلو. -اكبر حمولة من الركاب ؟ 17 شخصا ركبوا عليها يوم احتفال هجليج فى ابريل الماضى. ?اصعب مرحلة فى التصنيع؟ الامور تيسرت لى تماما،صنعتها فى اسبوع فقط. ?التكلفة المالية؟ 13 مليون كدا. -كميكانيكى وصانع للعربة،ماهى اشكالاتها بكل صدق؟ بحكم مهنتى ،اصدقك القول اننى صنعتها بحذر شديد وبكل ما تنطبق عليه مواصفات المركبات الفنية والميكانيكية،حتى مسجل الصوت استطعت ان اضمنه فى كابينة العربة ،وتوزيع الاوزان والاطارات ووزنتها والمكابح والمقود والانارة كل شئ كما يجب ان يكون فى المركبات. -علام تعكف مستقبلا؟ اجهز لصناعة عربة اخرى بعد نجاح تجربتى الاولى،واعمل على تطوير الفكرة الاولى بادخال ماكينة استارتر ولدى دراسات مكتملة التخطيط لصناعة الآلات الزراعية كالمحاريث وطلمبات الرش ونظم نظافة المجارى،وهى افكار جاهزة اشرع فى تنفيذها. -ويواصل اثناء مسيرى يستوقفنى البعض للاستفسار ليس الا، هناك من يجرب الركوب كنوع من اختبار حركة العربة وكيفية قيادتى لها،اعرف ان عربتى هى حديث الناس وحتى ناس المرور لكن سيتعودون عليها حتما،سيما ان هناك عربة اخرى فى طريقها للحركة مع عربتى الاولى التى اسميتها فكرة تربال ..ومن الترابلة من يصنعون المركبات .