الرئيس عمر البشير رئيس المؤتمر الوطني أقر بالضائقة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وقال لأعضاء مجلس الشورى أمس، إن السودان يمر بظروف طارئة وغير عادية في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية، وأن الوطني سيلتزم بقرارات وتوصيات المجلس القومي للشورى. خط الصفر ودلف البشير إلى انتقاد دولة الجنوب وطريقتها التفاوضية والسعي لعدم الوصول إلى حل مع السودان، بجانب انتقاده لقرار مجلس الأمن الدولي. وقال: لا تفاوض مع جوبا إلا على حدود الأول من يناير 1956م، واتهمها بالسعي لإفشال المفاوضات الجارية بين الدولتين الآن في أديس أبابا، وجدد البشير اشتراط تفاوض الخرطوم مع جوبا فيما يتعلق بالقضايا الأمنية على أساس حدود الأول من يناير 56م واستناداً الى الخارطة المتعارف عليها والتي جرت وفقها اتفاقية السلام الشامل 2005م، ووضعت الحدود بين الدولتين. وأضاف: لا حديث ولا تفاوض حول بند الترتيبات الأمنية إلا بعد الاتفاق على خط الصفر الذي يفصل البلدين، وبموجب حدود الأول من يناير 1956م، وزاد: (لن نقدم أي تنازلات، وبعد كدا العين بالعين والسن بالسن، والبادي أظلم). الخارطة المزيفة البشير أكد أيضاً على أن بلاده ترفض الخارطة الجديدة التي تقدمت بها دولة جنوب السودان، وقال إن الجنوب يسعى لإفشال المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي، وأن الخارطة التي قدمها الجنوب تخالف كل الخرائط المتفق عليها سابقاً، والتي تم بموجبها توقيع اتفاق السلام الشامل وإجراء استفتاء جنوب السودان. وذكر أن الخرطوم سبق وأن دفعت للجنة الوساطة الأفريقية بخطاب أكدت فيه رفضها لخارطة الجنوب منذ العام الماضي، لكنه قال: (للأسف أصحاب الغرض قالوا إن السودان قبل بالخريطة)، وأشار لعدم وصول الخطاب للرئيس ثابو أمبيكي الوسيط المشترك من قبل سكرتارية الاتحاد الأفريقي، لجهة احتوائها على شخوص متآمرين لم يبلغوا أمبيكي برفض الخرطوم للخارطة. وانتهى البشير بقوله: لن نقبل سوى بخارطة الأول من يناير 1956م التي تم الاتفاق عليها من قبل. وأكد البشير أن السودان لن يقبل أي ترتيبات أمنية إلا بموجب الخارطة التي تم بها الإعتراف بدولة الجنوب والتي تعمل بموجبها ال (يونميد) والتي حددت حدود المديريات الجنوبية. عدم تقدير وأبدى البشير أسفه على قرار مجلس الأمن الدولي الذي حمل الرقم (2046) بعد احتلال الجنوب لمنطقة هجليج الشمالية، وقال إن القرار ساوى بين المعتدي والمعتدى عليه، وأشار إلى أن هناك الكثير من السلبيات التى تضمنها القرار، ووجه انتقاداً للمجتمع الدولي لجهة عدم تقديره الجهود التي بذلتها الحكومة لإرساء السلام في جنوب السودان، وقال: كنا نتوقع من المجتمع الدولي تقدير ما قدمه السودان من أجل السلام والاستقرار، وأوضح البشير أن التحديات السياسية تتعلق بجهد كبير تم بذله في ملفات السلام مع دولة الجنوب أو في دارفور وشرق السودان وجنوب كردفان. صبر الحكومة للصبر حدود.. ولكن صبر الخرطوم على جوبا في التفاوض يعد إثباتاً مغايراً لعدم جدوى المتعارف عليه في أدبيات الصبر، وهو ما أكده الرئيس البشير بأن الخرطوم ستصبر على التفاوض مع جوبا حتى الحصول على حقوقها، في مقابل عدم تقديم أي تنازلات جديدة بعد الكثيرة التي قدمتها من أجل السلام والوحدة، ولم تكن نتيجتها إلا الغدر والخيانة. توصيات الشورى في توصيات شبه معلنة ومنذ افتتاحية جلسة الشورى صباح أمس، دعا أبوعلي مجذوب رئيس المجلس، الجهاز التنفيذي للعمل على الإيفاء بما وعد به الشعب في الخروج من الأزمة الاقتصادية ومعالجتها بعيداً عن زيادة معاناة المواطن، وأعرب عن أمله في ألا تكون الإجراءات المرتقبة مجرد معالجات سريعة، وطالب بالتركيز على زيادة الإنتاج والاهتمام بإعادة تأهيل البنيات الأساسية التي قال إنها تشهد تدهوراً كبيراً. واعتبر أبوعلي أن هناك إهمالاً لثروات وموارد البلاد الزراعية والحيوانية والمعادن تحتاج للمراجعة وإعادة النظر بصورة صادقة تمكن من زيادة الإنتاج، وأتبع ذلك بقوله: نحن لسنا دولة ضعيفة ولكننا نحتاج إلى الإنتاج لجهة أنه لا يوجد اقتصاد دون إنتاج ونلاحظ تدهورًا في ذلك خاصة في الزراعة والثروة الحيوانية، وزاد: اقتصادنا يحتاج إلى مراجعة. إصلاح مؤسسي وحذر ابو علي من أن البديل للشورى هو الطغيان والاستبداد الذي يمثل بداية انهيار وخراب الدول، واستشهد بما شهدته دول ثورات الربيع العربي. وطالب بضرورة الالتزام بالإصلاح المؤسسي فى كل مؤسسات الدولة وخفض الإنفاق الزائد عن الحاجة، بجانب مزيد من التمكين لنهج الشورى على كل المستويات القومية والولائية. ووصف المجذوب شورى الولايات بالضعيفة، ودعا الولاة للاهتمام بمجالس شورى الولايات, وطالبهم بالعمل على تقوية الشورى والاهتمام بمؤسساتها لمعالجة مختلف القضايا الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية. وقال: لابد أن نقدم المثال في الالتزام بنهج الشورى الذي ارتضيناه والعمل من أجل التمكين له وتقويته على المستويات كافة -حاكمين ومحكومين- حتى نتمكن بالرأي والرأي الآخر من أن نضع القرارات المناسبة التي تمكننا من مواجهة التحديات والمؤامرات التي تحاك ضدنا. حصار الوزير ما أن انفضت جلسة الشورى الافتتاحية بدار الوطني قبيل منتصف نهار أمس خرج الصحافيون يمنّون أنفسهم بحديث قد يخرج به المؤتمرون في جلستهم المغلقة ينصب مباشرة في إخماد نيران الأسعار ويقلل من وطأة المعاناة، وبينما هم يحملون أحلامهم وهموم الناس لاح أمامهم وزير المالية علي محمود ليترك الناس كل شئ ويتحلقون حوله في محاصرة وسيل من الأسئلة أجاب الوزير على بعضها والبعض الآخر قال إنه ينتظر به مثلنا توصيات وتنفيذ مخرجات المؤتمرين... والكل ينتظر.