بسم الله الرحمن الرحيم السيدة : رئيس المؤتمر ديلما روسيف.. السيد: الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات السادة الوزراء ورؤساء الوفود السيدات والسادة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السيدة : رئيس المؤتمر أود في المستهل، أن أتقدم، باسم حكومة وشعب جمهورية السودان، بأسمى آيات الشكر والعرفان، لحكومة وشعب البرازيل هذا البلد المضياف الذي ارتبط اسمه منذ العام 1992 بالمستقبل الذي نصبو إليه جميعاً . السيدة : رئيس المؤتمر، بكثير من الحماس شارك العالم في «قمة الأرض» في هذه المدينة الجميلة قبل عشرين عاماً، والتي تمخض عنها برنامج عمل الأجندة (21)،الذي تضمن مقترحات مفصلة للعمل في المجالات الاجتماعية والاقتصادية، وفي ذلك الوقت وافقت الحكومات على أن التكامل بين البيئة والشواغل الانمائية سيؤدي الى تلبية الاحتياجات الأساسية ,وتحسين المعايير للجميع وحماية النظم البيئية وإدارتها على نحو أفضل وأكثر أماناً. السيدة : رئيس المؤتمر، إن نشوء معاهدات دولية تتصدى للتصحر والتنوع البيولوجي وإدارة البحار والمواد الكيمائية وطبقة الاوزون وتغير المناخ قد أدى إلى إنشاء تجمعات للتعاون الإقليمي,وان قمة البيئة والتنمية في عام 1992قد أرست القواعد والمبادئ المطلوبة لأجندة التنمية المستدامة، ووضعت نواة الأطر المؤسسية لتلك الأجندة، ولم يكن ينقص المجتمع الدولي سوى الشروع في التنفيذ والمتابعة. وفي هذا السياق يؤمّن السودان على كل ما جاء في الوثائق التوافقية لمجموعات انتمائه السياسية والإقليمية بخصوص مبادئ ريو ، كما نرجو أن يركز مؤتمرنا هذا ، بصورة أساسية على كيفية اعتماد نهج متوازن لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الروابط والتفاعل بين أبعادها الثلاثة : الاقتصادية ، والاجتماعية ، والبيئية. السيدة : رئيس المؤتمر، إن سلسلة الإخفاقات التي منيت بها العديد من محافل التنمية المستدامة بعد قمة ريو 1992 , تظهر حالة من عدم القدرة على اتخاذ القرارات , فعلى الرغم من وجود اتفاق على تشخيص العقبات والتحديات إلا أن الدول لم تتفق على الحلول الناجعة , لما يترتب عليها من التزامات. لذا حرى بنا أن نقول إن السبب الرئيسي فى عدم تحقق مقررات القمم الرئيسية للتنمية هو عدم وفاء الدول المتقدمة بالتزاماتها خاصة تخفيف أعباء الديون التي تكبل مساعي التنمية المستدامة في الدول النامية وكذلك توفير التمويل ونقل التكنولوجيا. السيدة : رئيس المؤتمر، إن السودان قد عايش ، بالفعل، الآثار السالبة المتعددة الأوجه لتغير المناخ . و إن مشكلة إقليم دارفور، في غرب السودان، ترجع جذورها إلى أسباب التدهور البيئي. فنتيجة لموجات الجفاف والتصحر الشهيرة التي ضربت الإقليم ، في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، وأدت إلى تدهور الأراضي ، وشح في المياه والمراعي، أدى ذلك لان يتحول التنافس التقليدي بين فئتي المزارعين والرعاة حول العشب ومصادر المياه إلى نزاعات مدمرة استغلتها بعض القوى الأجنبية وأكسبتها بعدا سياسيا ، صرف أنظار المجتمع الدولي عن مخاطبة جذور الأزمة ومعالجة عملية التنمية المستدامة في الإقليم. واني لاغتنم هذا المحفل لأتوجه بالشكر والتقدير لكل من أسهم في عملية سلام دارفور خاصة الدول العربية والأفريقية والأمم المتحدة، وأخص بالذكر دولة قطر الشقيقة ، التي رعت المفاوضات التي أفضت إلى اتفاق على وثيقة الدوحة لسلام دارفور ,التي أرست الأساس لحل النزاع ، مما أدى لاستتباب الأمن والسلم ، وإعادة الحياة إلى مسارها الطبيعي في الإقليم . السيدة : رئيس المؤتمر، وضع السودان، كالعديد من الدول النامية، إستراتيجيات لتحسين سبل العيش الكريم، وتخفيف حدة الفقر من خلال برامج التعليم والصحة والأمن الغذائي، رغم الحروب والنزاعات والعقوبات الأحادية الجائرة المفروضة عليه، والتي تنافي قواعد القانون الدولي , ورغم التحديات الكبيرة التي صاحبت الفترة الانتقالية لاتفاقية السلام الشامل التي انتهت باختيار جنوب السودان في استفتاء أدى لانفصال وقيام دولة جنوب السودان. والتي فقد على أثره السودان مصادر مهمة من موارده البترولية دون أن يجد مقابل ذلك أية مساعدات من المجتمع الدولي حسبما قدم من وعود قبل إجراء الاستفتاء. وفي هذا السياق نود أن نشير إلى الآثار السالبة للنزاعات بين الدول والتي تسببها حركات التمرد على البيئة , وفي هذا السياق أدى الدمار البيئي الكبير الذي أحدثه عدوان دولة جنوب السودان على منطقة هجليج النفطية إلى تلوث بيئي اضر بالمنطقة وصحة إنسانها الذي يعتمد في أنشطته الاقتصادية على الرعي والزراعة . فالحروب تعتبر أعدى أعداء البيئة. السيدة : رئيس المؤتمر، نجح السودان في تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى في مجال تطوير تنمية استخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة ومصادر الوقود النظيف الصديق للبيئة(وقود الايثانول من صناعة السكر وإنشاء اكبر مصنع متخصص لإنتاجه في أفريقيا والشرق الأوسط بمساعدة كريمة من دولة البرازيل.) وتم تشييد العديد من السدود ومشروعات حصاد المياه لتوليد الطاقة الكهربائية، والتوسع في استخدام الطاقة الشمسية ، وطاقة الرياح ، بالإضافة للشروع في إقامة شبكات الربط الكهربائي على المستوى الإقليمي. كما بذلت بلادي جهودا كبيرة لتحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات, فتم سن التشريعات وتعديل الأنظمة ووضع الخطط والاستراتيجيات وإصلاح البنى التحتية وتطويرها, وعلى الرغم من ذلك لا تزال هذه القطاعات تتطلب الكثير من الجهود في مجال التمويل وبناء القدرات. السيدة : رئيس المؤتمر، في الختام ، أود أن أشير إلى أن خلاصة المراجعات والمناقشات الدولية المتعلقة بتفعيل الإطار المؤسسي للتنمية المستدامة تؤكد على ضعف التنسيق بين الآليات المعنية بتنفيذ محاور التنمية المستدامة مما يستوجب بذل مزيد من التنسيق في هذا الجانب , واختتم متمنيا أن تكلل مداولاتنا خلال هذا المؤتمر بالنجاح وشكرا السيدة : رئيس المؤتمر