صورة تعلية الجدار الشمالي الشرقي لمقر المؤتمر الوطني الرئيسي المطل على شارع المطار ، الذي يطلق عليه أهله اسم المركز العام ، تم تناقلها بكثافة على صفحات الفيس بوك والمواقع الإلكترونية خلال الأيام الفائتة . خاصة أن تلك التعلية لذلك الجدار أتت على خلفية المظاهرات التي تشهدها شوارع السودان وأزقته ، وحاول البعض خلالها أكثر من مرة إحراق إحدى دور المؤتمر الوطني في هذه المدينة أو تلك الضاحية. التعلية ، تعلية الجدار ، وضعتها بعض الدوائر داخل المؤتمر الوطني في إطار الاستدراك الهندسي الطبيعي لقصر قامة قديم تتسم به جدران مقر المؤتمر الوطني ، ويؤكد هؤلاء أن القائمين على أمر المركز العام التفتوا مؤخراً إلى قصر قامة ذلك الجدار ، فقرروا رفع هامة الجدار قليلاً (مدماكين تلاتة )، لتصبح قامة الحائط طبيعية مستوفية لمتطلبات التأمين . وبينما يرى البعض في تعلية سور المركز العام للمؤتمر الوطني استدراكاً هندسياً عادياً يسهم في تأمين مقر ذلك الحزب وعضويته الموجودة داخله ، يؤكد آخرون أن تعلية الأسوار الخارجية للمباني لا تضمن في حد ذاتها تأمين تلك المباني ومن يقيمون ويعملون ويجتمعون داخلها ، ذلك أن من يريد شراً بهذا المبني أو ذاك ، يعد نفسه غالباً بالأدوات اللازمة للقفز من فوق الأسوار العالية ، أو تلك الأدوات التي لا يحتاج إلحاق الأضرار معها إلى القفز من فوق الجدران ، بل يكفي الرمي بها من على البعد لإلحاق الأذى وإشعال ألسنة النيران. وإن كان القائمون على امر المركز العام قد اختاروا زيادة ارتفاع الجدار المطل على شارع المطار ، نسبة لقصره ، فإن المؤتمر الوطني نفسه اختار الاحتماء والتخندق خلف قرارات التقشف ورفع الدعم عن المحروقات التي أجازها وشرع في تنفيذها ، ويقول هؤلاء إن جدران التقشف ورفع الدعم عن المحروقات التي يسور بها المؤتمر الوطني نفسه وحكومته لن تحميه من تناقص شعبيته في أي منعطف انتخابي قادم. الملاحظ ، أن تبرماً واسعاً من الأداء الاقتصادي تتسع دائرته يوماً بعد يوم ، وبدأ العديد من المتعاطفين مع المؤتمر الوطني والمتحالفين معه ، بل العديد من مؤيديه ، يجاهرون بالسخط من تردي الأوضاع الاقتصادية وعجز قيادات الحزب عن انتشال الاقتصاد من وهدته ، وعن تقديم حلول حقيقية لمشكلة ضعف الإنتاج وتراجع الإيرادات الحكومية وافتقار البنك المركزي إلى العملات الأجنبية. سور التقشف ورفع الدعم عن المحروقات، هو الملاذ الوحيد للبلاد وللحزب في خضم طوفان الأداء الاقتصادي الحالي يقول آخرون ، وبينما يرى البعض أن تخندق الوطني وراء تلك الأسوار العالية من زيادة الضرائب ورفع الدعم عن المواطن سيودي بقدر كبير من شعبيته ، يؤكد هؤلاء أن تلك الاجراءات التقشفية بالذات ستكون السور الذي يعصم المؤتمر الوطني من غضب الجماهير ، ويجعلها تلتف حوله حينما تتكشف أمامها فعالية تلك الاجراءات وجديتها. كلاهما ، رفع قامة الجدار ورفع الدعم عن المحروقات ، إجراءان يهدفان في المقام الأول إلى حماية المؤتمر الوطني من غضب المتظاهرين أولاً ، ومن الأزمة الاقتصادية ثانياً ، يقول المعارضون ، في المقابل يرى المؤيدون في تعلية الجدار استدراكاً هندسياً طبيعياً لا يحاول تفسير مدلولاته إلا مرجف أو مغرض ، وفي رفع الدعم عن المحروقات دواء مراً فرضته متطلبات المواجهة مع دولة الجنوب ومن خلفها دوائر الصهيونية العالمية ..!