(62) عاماً من سنوات عمره ال (77) قضاها فاروق أبو عيسى تحت مظلة الحزب الشيوعي السوداني وخارجها في ميادين العمل السياسي المختلفة. عمل أبو عيسى وزيراً للخارجية في ظل انقلاب مايو الأحمر ، وتأسف على ذلك بعد أن رأى الأضرار التي جرها الانقلاب على السودان فيما بعد ، ثم ظل من وقتها معارضاً للنظم الشمولية ومناضلاً من أجل الحرية كما يقول مؤيدوه الذين يحبونه جداً. أما معارضوه الذين يكرهونه كذلك ، فيقولون شيئاً آخر ، ويتمنون أن يستيقظوا فجأة ليجدوه خارج الساحة السياسية بعد ان ظل ممسكاً بمقود المعارضة رغم حالتها ، وحالته الصحية غير الجيدة فيما يبدو. فما الذي تبقى لأبوعيسى بعد هذا العمر المديد ؟ وهل سيفاجئ خصومه باعتزال السياسة ؟ بالطبع ، لا يصلح للإجابة على أسئلة بهذه الخصوصية غير أبو عيسى نفسه ، فقد أجاب مستنكراً على سؤال اعتزاله : (ليه ؟ .. ولمصلحة من ؟) وأردف في حديث سابق ل (سياسة حرة) : (أنا طالما فيّ دم وعندي قوة وعقل صاحي فأنا بائع نفسي لأهلي ولشعبي .. فمن يطالبني بأن أعتزل يريدني أن أُدفن حياً ، فأنا ما زالت لدى حيوية وقدرة على العطاء).. وعن ما تبقى له بعد كل هذا العمر في السياسة ، قال أبو عيسى : (تبقى أن نستعيد الديمقراطية والاستقرار في السودان ، ثم نقول بعد ذلك : باي باي).