خلال اسبوع واحد.. اصدرت فرنسا اربعة تصريحات ومقترحات لحل ازمة دارفور.. يناقض كل تصريح التصريح الذي سبقه... ............................................................................................................................................. مرة تعلن ... أنها لن تسمح بالمساس بوحدة واستقرار السودان..وانها مستعدة للعمل مع الخرطوم لحل ازمة دارفور.. قبلها.. كان موقفها اكثر حدة.. اذا طالبت الخرطوم بتسليم احمد هارون وكوشيب مقابل تعليق المطالب بايقاف الرئيس البشير. ثم مرة ثالثة.. حيث أكدت أنها مستعدة لتسوية القضية مع الخرطوم اذا نفذت اربعة شروط منها محاكمة هارون وكوشيب في السودان، وايقاف الحرب في دارفور.. ثم السماح بنشر قوات الهجين.. وآخر، الجلوس مع الحركات المسلحة للتفاوض وحل القضية حلا سلمياً.. وفاجأتنا بالامس أنها سوف تستخدم «الفيتو» لمنع تعليق مطالبة الجنائية بايقاف الرئيس البشير. مواقف متناقضة بشكل لا يليق بدولة فرنسا الحرة والديمقراطية. وواضح جداً.. ان فرنسا ساركوزي لا تملك معلومات حقيقية عن الوضع في دارفور وأصل وتطور قضية دارفور بالرغم من قاعدتها العسكرية في دولة تشاد تقع على مقربة من الحدود السودانية الفرنسية، وفرنسا مهتمة جداً بمصالحة السودان ودولة تشاد.. حيث أنها وصوتها ضمن شروط تعليق فنية اوكامبو.. وهي تعلم تماما ان السودان كان جاداً في المصالحة وفي تطبيع العلاقات مع تشاد.. على أن توقف تشاد كل دعم للحركات الدارفورية الرافضة للسلام.. فمن باب أولى ان تمارس ضغطاً على الرئيس ادريس ديبي على قبول المصالحة.. حتى يرتاح جنودها في مدينة أبشي الحدودية من مراقبة الحدود وينهون الاستعداد العسكري الذي ظل قائماً لدى جنود القاعدة الفرنسية فترة طويلة. ودولة كفرنسا.. كان يجب ان يكون موقفها واضحاً وواحداً ومبنياً على حقائق كاملة وواضحة جداً..بدلاً عن هذا التناقض في المواقف الذي هو نتاج موقف ضبابي ورمادي.. في ظل غياب كامل للمعلومات والحيثيات التي تعيش في أرض الواقع. وفرنسا دولة لها وزنها السياسي والعسكري والموقف الذي تتبناه يجب ان يكون موقفاً صامداً.. ومنصفاً وعادلاً.. وغير متناقض. والسودان كان تربطه بفرنسا علاقات قوية طوال الحقب السياسية الماضية التي مرت بها فرنسا.. وحتى عند وصول ساركوزي الى سدة الحكم كانت العلاقات طيبة وطبيعية لكن فجأة.. بدأت باريس بالتعامل مع الخرطوم بطريقة مختلفة تماماً ووصل برود العلاقات بين باريس والخرطوم تحت الصفر. الصحيفة الفرنسية الأولى في فرنسا «لوموند» كشفت بالأمس ان فرنسا مدعومة من بريطانيا منشغلة بإعطاء الأولوية للسلام في إقليم دارفور على الإدعاءات ضد الرئيس البشير أمام المحكمة الجنائية الدولية.. وقالت «اللوموند» إن الدبلوماسية الفرنسية طرحت على الخرطوم مقايضة على أساس وقف القتال والتفاوض مع المتمردين وتطبيع العلاقات مع تشاد والتعاون مع الأممالمتحدة من أجل نشر القوات المختلطة بدارفور ومحاكمة هارون وكوشيب.. لكن الخرطوم رفضت الأمر كلياً في حين نفت وزارة الخارجية الفرنسية وجود صفقة من هذا النوع. وتعلن الصحيفة عن مصادر دبلوماسية فرنسية ان جنوب افريقيا تنوي التقدم بمشروع قرار للمجلس، لكن لن يكون له أي حظ من النجاح من دون مساندة باريس ولندن، وأشارت الى أن الدبلوماسية الفرنسية تبدو وكأنها قامت بإنعطافة بعد ان تبين لها أن الوضع وصل الى طريق مسدود، ولذا قامت باريس في مطلع الشهر الحالي بإيفاد المستشار الدبلوماسي لقصر الأليزيه المختص في الشؤون الافريقية برنو جوبيرت الى الخرطوم حيث تباحث مع نائب الرئيس الأستاذ علي عثمان محمد طه. وعززت اللوموند معلوماتها بحديث مع السفير السوداني بالأممالمتحدة الذي قال: نعم لعملية السلام ونعم لنشر قوات الأممالمتحدة من دون حدود ثم نعم للمساعدة الإنسانية، ولكن لن يكون هناك أي اتفاق بصدد تسليم مواطنينا.. هذا خطنا الأهم. السفير عبدالمحمود كشف للصحيفة الفرنسية أن وفداً سودانياً قد يتوجه الى باريس قريباً من أجل إستكمال المفاوضات، وأشار الى عقد اجتماع بين الاستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية.. والرئيس الفرنسي ساركوزي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني والعشرين من الشهر الحالي. وقالت إن الإليزيه أثنى أخيراً على محاولات دولة قطر لتسوية أزمة دارفور. إن ما ذكرته اللوموند يؤكد آخر المواقف الفرنسية.. مع تناقضها التام مع التصريحات السابقة. نأمل كثيراً في لقاء الاستاذ علي عثمان محمد طه مع الرئيس الفرنسي ساركوزي في الأممالمتحدة بأن يخرج موقف فرنسي موحد وقوي يسهم في حل الأزمة الجنائية وأزمة دارفور، وواضح من كل التصريحات الفرنسية، أن فرنسا.. لا تلم إلماماً كثيراً بتفاصيل قضية دارفور.. ولكن الرئيس الفرنسي سوف يستوعب ذلك في لقائه المرتقب مع الاستاذ علي عثمان محمد طه. والله الموفق وهو المستعان،،،