لا يحتاج المرء تفكيراً عميقاً كي يدرك بجلاء أن الحكومة بدأت منذ فترة التخلي تدريجياً عن خدمات ضرورية واجبة على الدولة توفيرها، وفي مقدمتها التعليم والصحة.. وفي هذه المساحة نحاول التركيز على المرافق العلاجية في البلاد.. غالبية المواطنين زهدوا في الخدمات التي تقدمها المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية في أنحاء السودان على شحها وبؤسها.. المواطنون يعانون هذه الأيام البائسة من أمراض لم تكن معهودة في الأيام الجميلة ولا حول لهم ولا قوة، والشاهد على ذلك الفقر، ما يحدث في شارع الإستبالية حيث أن بعض المواطنين يستجدون ثمن الدواء الذي ارتفعت أسعاره بوتيرة لم تشهدها البلاد منذ استقلال السودان.. فلا عجب في غياب المرافق الصحية الحكومية وتحت هذه الظروف المعيشية القاسية التي تعاني منها الغالبية الساحقة من أهل هذا البلد المنكوب أن كثيراً من المرضى بدأوا في الآونة الأخيرة اللجوء إلى الطب الشعبي الذي راج في أسواق السودان حتى في العاصمة القومية (الحضارية).. وأشهر ما تفتقت عنه عقول تجار الأعشاب ما يسمى بنبات (المورنيقا (الذي لقي رواجاً واسعاً.. ويقول تجار هذا العشيب في منشورات توزع على المارة في سوق جاكسون إن بذور وأعشاب المورنيقا)ًصديقة العصر الحديث) تعالج«300»مرض حسب منظمة الصحة العالمية والتقارير الواردة من نتائج البحوث العلمية.. بينها السكري والضغط وأمراض القلب والقرحة والمسالك البولية.. الوصفة الطبية لاستعمال البذور حسب المنشور تؤخذ ثلاث حبات من البذور) قرش) أو بلع صباحاً ومساء.. يمكن أن تضاف إلى الماء الحار ويشرب مثل الشاي أو (سفوف). ويمكن اضافتها إلى أي نوع من المشروبات الدافئة سواء كان للأطفال أو الكبار.. (قررت أن أدق صدري وأجرب هذه الوصفة لعل وعسى).. نشرت صحيفة (الإنتباهة) تقريراً يوم الاثنين عن سودانية (اخترعت) دواء يعالج اليرقان عبارة عن أعشاب سدر وريحان. وتقول الحكيمة البلدية (حنان النور أنها حصلت على براءة من معهد البحوث العلمية والملكية الفكرية) العام 2009م. حتى الآن لم نسمع رأي المجلس الطبي السوداني عن طب الأعشاب.. ولكن د. ياسر ميرغني رئيس جمعية حماية المستهلك وهو طبيب صيدلي قال ل «الصحافة يوم الأحد ان جمعيتهم لا تعرف الجهة التي تصدق للعشابين لإنشاء تجارتهم ) ولا يوجد ضابط أو رقيب.. لهذه التجارة.. وأن الجمعية شاركت في لجنة شكلها وكيل وزارة الصحة لتنظيم مهنة العشابين واجتمعت مرتين وانفضت لعدم قدرة الوزارة على مراقبة بيع الأعشاب بالأسواق.. ويرى د. ياسر ان الاعشاب عموماً مضرة لان الموجود منها الآن في الأسواق لا تقدم الجرعة المناسبة للعلاج..