عشت أمسية الخميس الماضي فرحتين ... الأولى بتوقيع الإتفاق بين حكومة السودان ودولة الجنوب ... والذي بموجبه أنهى صراعاً وقتالاً دفع ثمنه الشعبان . الفرحة الثانية نجاتي من حادث مروري مروع وقاتل ... عندما اصطدمت بسيارتي ، سيارة (روزا) حافلة كبيرة منطلقة بسرعة الصاروخ للدرجة التي حولت مسار السيارة لتضعها أمام حافلة أخرى كانت تسابق وتريد اللحاق بالحافلة الأولى . تجمع أهل الخرطوم الاوفياء الذين يسكنون بجوار المكتبة القبطية ليسألوا ... وأنقذوا سائق الحافلة الثانية الذي لم يستطيع الخروج إلا بصعوبة ... بعد أن أصيب في ساقه . الفرحة الثانية كادت تفسد علينا الفرحة الأولى ... والتي لابد أن نشيد بها ونعمل جميعاً على تنفيذها حرفياً ... ونحمد للوفد السوداني والوفد الجنوبي ، وللرئيسين البشير وسلفا كير على هذا النجاح والتوفيق الذي زرع الفرحة في نفوس كل أهل السودان إلا من أبى . ومن ابى ... كان يريد المزيد من المكاسب للشمال ، لكن الاتفاقية في مجملها حققت مكاسب للطرفين ، في الشمال والجنوب أو لا يريد أصلاً علاقة بين الشمال والجنوب لأسباب كثيرة . المهم الإتفاق تحقق والسلام وصل إلى محطته الاخيرة وعلينا الحمد والشكر لله سبحانه وتعالى الذي وفق قيادتنا السياسية على تحقيق هذا الإنجاز ... وهدى القيادة الجنوبية لسماع صوت الحق ... والتعامل بمرونة وموضوعية . إنه عيد كبير لشعبنا ، وفرح أكبر له . والذي تحقق هذه المرة في المفاوضات ... لم يكن له أن يتحقق في الماضى ... كما أن صبر الوفد المفاوض وتمسكه بالثوابت الوطنية التي تحفظ حقوق البلاد لعب دوراً أساسياً في الوصول إلى هذا الإتفاق . وعلى الحكومة السعى وبكل قوة لإكمال ما تبقى من اتفاق ... وكذلك نطالبها بتحقيق الوفاق الوطني مع كافة أطراف المعارضة السودانية ، والتي بعد الاتفاق فقدت حليفاً قوياً ... كانت تتقوى به ، لذلك لا مناص من أن تقبل دعوة الحكومة لتحقيق الوفاق الوطني الحقيقي . لولا رعاية الله ومتانة سيارات الصفوة لكانت الخسارة أكبر أعود للحديث عن الحادث المروري الذي تعرضت له مساء الخميس الماضي ... وتعود أسبابه للسرعة الجنونية وعدم المسؤولية لدى كثير من سائقي الحافلات الذين لا يعرفون قواعد المرور ... ومن يعرفها لا يلتزم بها على الإطلاق ، وعدد كبير منهم لا يحملون رخص قيادة . والحافلتان يبدو أنهما كانتا في حالة سباق ... الأولى اصطدمت بسيارتي وغيرت اتجاهها لتضعها لقمة سائغة أمام الحافلة الثانية التي اصطدمت بسيارتي بقوة لم أتوقعها ... الشارع كان يجب أن يكون فيه( ترفك لاين) ... ولكن كان خاليا ولولا رعاية الله ومتانة السيارة الألمانية الصنع باسات ... ومهارة الشبل حاتم ... لكانت الخسارة أكبر ... وأكبر مما نتصور . ولا بد لنا من الإشادة بجودة الصناعة الالمانية والتي يعمل صديقنا الصادق حاج علي وكيلاً لهذه السيارات التي تتميز بعدد وافر من المخدات الهوائية ومتانة البودي والشاسي ... ورغم ذلك حدث الضرر الأكبر . كنت محظوظاً ... لأن السيارة كانت باسات الالمانية ولو كانت أية سيارة غيرها ... لحدث ما حدث . لذلك أهنئ صديقي الصادق الحاج علي مدير شركة الصفوة والتي تستورد السيارات الالمانية على حسن اختيارهم لهذه الماركات المتميزة والتي تعمل كثيرا على الحفاظ على أرواح المواطنين . وبهذه المناسبة لابد أن أشكر كل الذين هبوا إلى منزلنا مستفسرين عن صحتي بعد الحادث و الذين زاروني بالمكتب و الذين هاتفوني ... واسأل الله لهم العافية المستدامة .