طالب الاستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية، الأمين العام للحركة الإسلامية، شباب الحركة للخروج من ثوب الصفوية والعمل مع شرائح المجتمع كافة وحسن الانتشار بين الناس ودعاهم للاهتمام بالبعد الاجتماعي. وقال: آن الأوان لكسر فهم أن الحركة الإسلامية صفوية، وأضاف طه خلال مخاطبته مؤتمر قطاع الشباب بالحركة الإسلامية بقاعة الصداقة أمس، إن القيود الآن انكسرت وصهرتها حرارة الإيمان كما تصهر النار الحديد تحت قوة وعزيمة الجيل الحالي الذي تربى في كنف الحركة الإسلامية، وأوصاهم بعدم الاغترار بالحرية والتبطر بالفضاءات الفسيحة وصولجان السلطة والحكم، وأوضح طه أن العالم يحبس أنفاسه بين معسكرين أحدهم يتطلع لنجاح شباب الحركة الاسلامية الذي زلزل الاركان وملأ الساحات وينادي بالحرية ويتطلع أصحاب هذا المعسكر لرؤية ماذا سيفعل هذا الجيل، وأشار إلى أن الجيل الآخر يشفق ويرتجف ويمكر الليل والنهار يريد إطفاء النهضة الاسلامية. وقال طه إننا أمام تحدي أن نبسط الاسلام منهجاً واضحاً مرتب الافكار ومحدد المراحل لنأخذ بيد الناس من الظلمات إلى النور طالما وثقت فينا جماهير شعوبنا حتى التي لا تشاركنا العقيدة الاسلامية، ورهن طه إحداث النهضة بالإيمان وتوحيد الله وحسن إعداد الأفراد إيماناً ومعرفة وعلماً بأصول الدعوة التي يحملونها، وقال إن النهضة لا يصنعها متردد خوار ولا جاهل. وأوضح طه أن ما يساعد في بسط تجربة الحركة الإسلامية بالسودان قبولها للخطأ وفيها الخطأ وأيضاً قابلة للصواب وفيها الصواب، ونتبادل فيها التجارب لتجنب تكرار الأخطاء. وقال الأمين العام للحركة الاسلامية، إن النهضة التي اتخذها شباب الحركة شعاراً ونتطلع إليها تقوم على ربط وتجسيد قيم الاسلام ومبادئه، وأضاف: لابد أن نتخذ لها من الأدوات ما يميزها، وأوضح أن النهضة لديهم جعل الحياة الدنيا مزرعة للعمل الطيب ليكون حصادها في الآخرة. وأكد طه ان تنزيل فقه الاسلام تفصيلاً هو الحل، وقال إن الناس ينظرون إلينا كيف نخطط لوجوه الحياة وسائر ضروبها، وكيف نعبئ طاقات الأمة لتكون حاضرة في الدفاع عن دينها وتحرير أرضها، وأوصى بإحالة الشعارات إلى واقع وإحسان التخطيط للوقت، واستشهد بالإمام حسن البنا في قوله: (الوقت هو الحياة)، وأضاف طه: يجب ألا يكون فعلنا قائم على ردود الأفعال. وطالب الأمين الحركات الاسلامية، العالم العربي باخراج فقه سياسي في الدستور والسياسة الشرعية حتى تهزم أحلام أولئك الذين قال إنهم يتوقعون فشل الاسلاميين في إدارة التنوع. وأشار إلى أن التحدي الآخر كيفية حسن توظيف طاقات الأمة لصياغة تجربة اقتصادية وإعلاء قيمة العمل والتجويد حتى تخرج الشعوب من الاعتماد على الآخر وكسب الإغاثات بتأمين الغذاء للناس، وأكد ثقته في مقدرة شباب الحركات الإسلامية في (دك حصون النظام العالمي الجائر). وطالب طه شباب الحركة الاسلامية بتأسيس نظام علاقات دولية خاصة الدول التي شملها التغيير الإسلامي والتي في رحاب الاسلام، وقال إننا نعيش في عالم مفتوح يعاني من اضطرابات في ميزان الاقتصاد وميزان القيم والاخلاق. ونصح طه وفود الحركات الإسلامية المشاركة من دول مصر وليبيا واليمن وموريتانيا وتونس وتركيا وأندونيسيا وجزر القمر وحركة المقاومة الإسلامية حماس إلى إعمال الفكر في الفقه الدستوري والسياسة الشرعية وتأسيس عقد سياسي دولي يحفظ السلام العالمي. وقال إن شعارات العروبة والبعث والاشتراكية كلها سقطت، ولفت إلى أنها كانت نبيلة المقصد إلا أنها طائشة المنهج. وأردف: جاء دور الشباب الإسلامي ومواجهة تحدي كيف نصوغ وحدة إسلامية قائمة على تأسيس صف أكثر ثباتاً يحمل المشعل ليقدم للإنسانية العدل في مواجهة الظلم القائم في المؤسسات الدولية. وناشد شباب الحركات الإسلامية الأخذ بأسباب القوة من خلال امتلاك العلوم والتقانة حتى لا يختل الميزان بين الشباب الإسلاميين وشباب الغرب. من جهته، أكد المهندس عبد المنعم السني أمين قطاع شباب الحركة الإسلامية أنهم لن يعترفوا بدستور لا يعتمد الشريعة الاسلامية مصدراً رئيساً وإحتواءه على برنامج إقتصاد إسلامي. ودعا السني شباب السودان كافة لإدارة حوار جاد والمشاركة في صياغة الدستور الدائم، وطالب قيادات الحركة الاسلامية بتطوير الشورى منهجاً ونظماً وممارسة، ودعا لتواصل الاجيال وليس الإحلال والإبدال من الداخل، وأكد أنهم لم يعتقدوا أنهم الفرقة الناجية، وأبدى تطلع الحركة بأن يكون المجتمع كله ناجي، وقال: لسنا مع التطرف والغلو والتفخيخ كما أننا لسنا مع الانحلال. وأشار السني إلى تجاوز الحركة الإسلامية منزلقات الصراع حول إمارة الحركة ورئاسة الجمهورية.