في المرة السابقة تحدثت عن المشكلات الاقتصادية الداخلية التي يخشاها المحللون في تقليص فرص إعادة انتخاب الرئيس الحالي «باراك أوباما» في الانتخابات القادمة. واليوم اتحدث عن المشكلات الاقتصادية الخارجية التي قد تحدث نفس الأثر إذا لم يتداركها الرئيس وحزبه الديمقراطي بشئ من التبريرات والاعترافات. وكما هو معروف منذ ان وضعت الحرب العالمية الثاني أوزارها ان امريكا ظهرت كامبراطورية تعيش في الغالب على موارد الشعوب الأخرى وان مصالحها في الغالب قد تتعارض احياناً كثيرة مع مصالح الآخرين لكن هدفها الأساسي الأوحد هو تحقيق الرفاهية لشعبها «بالنفط» و«بالصناعات» أي بمعنى آخر ان الطاقة المستوردة هي الهدف الاسمى للامبراطورية في السابق والحاضر والمستقبل والتي تأتي من الخارج وبناء على تلكم المصالح والأهداف انطلقت العلاقات الخارجية في عهد اوباما مع العالم الخارجي وبالرجوع إلى اداء ادارته خلال الاربع سنوات من حكمه نجد ان العلاقات الاقتصادية الامريكية بالذات اصطدمت بثلاث أزمات خارجية أضعفت نمو الاقتصاد الامريكي وحرمته من التعافي السريع كما اضرت بموقف امريكا الاقتصادي القيادي للعالم وبهتان صورتها الناصعة منذ الحرب العالمية الثانية.. الازمات الثلاث هي الازمة مع الصين حول سعر اليوان المنخفض وحول ميزان التجارة البينية والذي صب في مصلحة الصين خلال الثلاث سنوات من حكم الرئيس وان الرئيس بدا ضعيفاً أمام الابتزاز الصيني. والأزمة الثانية هي العلاقة بالاتحاد الأوروبي التي وصلت مؤخراً إلى درجة تبادل الاتهامات بين إدارة اوباما والمانيا وفرنسا حول جهود كل منهما لتلافي انتشار أزمة الديون الاوروبية هذه الازمة ادت إلى جفوة اقتصادية أعاقت تعافي الاقتصاد الامريكي المرتبط ارتباطاً وثيقا مع الاقتصاد الاوروبي إلى درجة ان الخبراء الامريكيين قالوا ان لا سبيل للتعافي الامريكي ما لم يتعاف الاقتصاد الاوروبي .أما الازمة الثالثة فهي بين إدارة اوباما والدول النامية حول بروتوكولات التجارة الدولية بعد ان اشتكت الدول النامية عن عدم عدالة التجارة الدولية في ظل السيطرة الامريكية والاوروبية كما خلق عداء وعدم رضاء لدى الحكومات في الدول النامية من اسلوب إدارة أوباما ونظرتها للتجارة الدولية.. هذه الأزمات الثلاث خلقت عدم تعاطف خارجي مع الرئيس وادارته الاقتصادية من ناحية وخلقت انتقادا داخليا من معارضيه وخاصة من منافسيه الجمهوريين الذين روجوا الاتهام للرئيس وادارته بالضعف وعدم الحسم وانه لا يتمتع بالشخصية القيادية التي فرطت في المحافظة على مركز امريكا في قيادة العالم اقتصاديا وسياسياً من ناحية أخرى هذه العلاقة الاقتصادية والسياسية الخارجية المتأزمة مع اكثر من جهة مضاف إليها السياسة الخارجية الخرقاء في نظر المنتقدين بالاخص مع ايران وسوريا وافغانستان وباكستان وليبيا ومصر يخشى منها في الاطاحة بالرئيس في الانتخابات نوفمبر القادم ما لم تحدث معجزة في الايام القليلة القادمة تنقذ الرئيس وحزبه من السقوط وقد جاءت حادثة الرسوم المسيئة إلى الاسلام لتحجب عنه احداث مسلمي امريكا وقد جاء الخلاف مع الرئيس الاسرائيلي نتيناهو ليحجب عنه أصوات اليهود والصهاينة الامريكيين الذين يقولون دائماً (أن من لا يرعى مصالح اسرائيل لن يحكم أمريكا..!..(