على الرغم من قوله ليس لديه (وجهان)، إلا ان ثمة وجهاً آخر شفيف لا علاقة له بالأرقام للدكتور التيجاني الطيب الاقتصادي المعروف .. هذا الوجه لصيق بالأدب شارف بصاحبه على عتبة الشعر ، خصوصاً وأنه نهل من الأدب وتخصص صحفياً في مجاله في بداية حياته ?ولولا نصيحة أستاذه أن الصحافة في العالم الثالث لا مستقبل لها، لكانت الصحافة وجهة التيجاني الطيب بدلاً عن الاقتصاد. هذا الاقتصاد قاده بعيداً وجعل له أعياداً في بلاد شتى ، في هذه المساحة الوجه الآخر للتيجاني الطيب *ماهي اهتماماتك الاخرى بعيدا عن الاقتصاد؟ بدأت حياتي في مجال الأدب وكنت محرراً له في جريدة (الناس) احب كتابة الوجدانيات وقد بدأت هذا المجال في سن باكرة ، وتطورت الى ان بدأت اكتب قصة، وكنت من أميز الطلبة في الانشاء حتى ان أستاذي عبدالسلام كشه اجتهد معي حتى اكتب الشعر إلا أنني كنت افتقد الملكة، وبعده ملتُ للقضايا العامة والسياسة. *بما أنك تحب الصحافة، لماذا لم تتجه إليها أكاديمياً؟ في وقت الدراسة الجامعية لم يكن هناك تخصص صحافة، لذا ملت إلى دراسة الاقتصاد كبديل للصحافة ، وعندما ذهبت الى المانيا في بعثة دراسية وجدت كلية صحافة وبدأت أحضر محاضراتها, ولما اكتشف الاستاذ حبي لها نصحني ان أواصل في الاقتصاد قائلاً: إن الصحافة في العالم الثالث لا مستقبل لها لذلك (تخصص في شئ يفيدك قدام)، كتبت (من بلاد الساكسون الى بلاد السود) وكنت اعكس مشاكل عبرها, وواصلت الكتابه حتى في البعثات ، ولم أتوقف عن الكتابة في الصحافة إلا بعد ان اصبحت استاذا للاقتصاد في جامعة الخرطوم حيث لم يسعفني الوقت. *هناك قائمة دول طويلة، كيف كان العيد بها؟ في البنك الدولي عملت على عشر دول وفي صندوق النقد حوالي ثلاثين بلداً، صادفت ستة أعياد في جنوب افريقيا وستة في الأردن والباقي بين أمريكا والسودان. *أجمل عيد, أين كان؟ أجمل عيد كان في ود رملي .. الاعياد في السابق كان لها طعم مختلف ، عيدنا في ود رملي في اليوم الثاني يتجمع كل الأهالي ومن القرى المجاورة مع الشيخ محمد والشيخ عبدالقادر وهذا هو العيد. *أين كان أول عيد قضيته خارج السودان منفرداً؟ كان في أمريكا قبل ان اتزوج في النصف الثاني من السبعينات وكان(أبيخ) عيد في حياتي، حيث لم يكن السودانيون في واشنطون، ولم يكن عدد المسلمين هناك بالحجم الذي يشعرك بالعيد، وكان هناك مسجد واحد لا شئ فيه غير الصلاة ، لذلك كان العيد(مسيخ) لا حلاوة ولا لحمة. *ماعلاقتك بالغناء؟ أحب الغناء جدا خصوصا الرعيل الأول ، أحمد المصطفى ، عثمان الشفيع وأنا في المانيا كنت أقابل كابلي ، وذات مرة أخذت شريطاً لعثمان حسين وكان رابع فنان أفضله وكأني اكتشفت جوهرة ، الى ان جاء جيل زيدان ، حب الأستاذ الجامعي العزب ، عبد العزيز المبارك . إلا ان الغناء الجديد اصبح (كركبة) لا لحن فيه ولا شعر ولا ذوق. لاننا أهملنا غنانا وتركنا غناء العمالقة ، ولم يكن هناك تواصل أجيال ، والغناء الذي كان من الثروات القومية شبه ضاع، ونتمنى ان يرجع الى أصالته وان لا يكون مجرد (كركبة).