بعد غياب 12 عاما عن السودان قضاها في أمريكا ، عاد نادر حسن إبراهيم مالك أمين مال الإتحاد العام السابق ورئيس تنظيم النهضة المريخي السابق ويشغل حاليا منصب رئيس الاتحاد السوداني الامريكي لكرة القدم (سالس) ، عاد بذات الشخصية المثيرة للجدل ، والتي يمكن أن تختلف أو تتفق معها ، ولكنها تبقى شخصية واضحة وصريحة في التعبير عن آرائها ، عاد نادر مالك وكانت ( الرأي العام ) حريصة على الالتقاء به للوقوف على عدد من القضايا التي تشغل الساحة الرياضية ، فكان هذا الحوار .. * عاد نادر مالك للسودان بعد غياب 12 عاماً عن السودان .. ومن رأي ليس كمن سمع ماذا رأيت ؟ - وجدت بنية تحتية في المريخ وبالاتحاد العام المقر والاكاديمية واستاد الخرطوم اكثر مما كنت اتصوره وفي فترة زمنية قصيرة هو اكثر تغيير لفت نظري.. * قمت بجولات حسب ما عرفت في الوسط وجلست مع شخصيات رياضية بماذا خرجت؟ - جلست مع معتصم واسامة ومتوكل وهاشم ملاح كونت فكرة جيدة لما يجري من خلال هذه الجلسات ما أود قوله ان التركيبة الادارية لم تستطع مواكبة الطفرة التي حدثت في البنيات التحتية.. * بمعنى؟ - لم يحدث تطور اداري بحجم التطور في البنى التحتية.. جهود جمال الوالي وصلاح ادريس ومعتصم جعفر كأفراد احدثوا بعض الانجازات في الفرق على المستوى الافريقي ، و البرير حالياً يقوم أيضا بهذا المجهود، العمل الرياضي شاق وصعب.. ولكن هناك عجزا وضعفا اداريا من الموجودين حولهم .. * بمعنى؟ - تظل مجهودات فردية وليست مؤسسات اذا ذهب جمال او معتصم أو البرير هذه المجهودات تضيع لغياب المؤسسية أو العمل المؤسسي. * هناك رأي مخالف لما ذكرت يؤكد وجود كفاءات إدارية على اعلى مستوى ولكن غير مرغوب فيها من الاسماء التي ذكرتها...؟ - اسمع هذا الحديث كثيراً ولكني لأن العمل الرياضي صعب لا اصدق ان يجدوا كفاءات ويرفضوهم والتركيبة الرياضية تفرز فردا وحوله كوادر ادارية ضعيفة .. * ماذا عن عصام الحاج ألا يختلف؟ - لا يختلف وهو شخص كان سكرتير المريخ وعمل معي في المنشآت و مكانته محفوظة .. ولكن كشخصية تعاملت معه ولم اقابل وقتها جمال ذكرت أنهم لن يتفقوا وبعد انتهاء الانتخابات ارسلت له رسالة اوضحت له فيها أن وجهة نظري ارتبطت بالانتخابات ولكن تلقيت ردا شنيعا وبعدها اتهمني بأكل اموال المريخ وأموال المكرمة وحديث غير لائق.. على المستوى العام وجدت احباطا من اداء السكرتير من كثيرين وهناك اشياء اخرى لم يحن الوقت للكشف عنها.. * كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن الفساد في الوسط الرياضي هل احسست بذلك أو وقفت عليه بشكل أو بآخر؟ - وجدت اتهامات الفساد بكثرة ومنتشرة وفي المريخ هناك ملفات وشبكات لها منافع ومصالح في نادي المريخ وتدافع عن مصالحها بكل الوسائل ولا يهمها كثيرا مصلحة الفريق او النادي تضم صحفيين وإداريين جددا وصغار موظفين وعندما تنتهي المباريات سنكشف عنهم النقاب.. ونقلت لجمال الوالي نموذجا في التعامل مع المجموعات التي اتحدث عنها وهذا سبب الحملة التي يشنها البعض علىّ بالترغيب والترهيب..وهو دليل خوف. * خوف من ماذا؟ - حماية لمصالحهم او خوف من كشف اشياء لجمال والرأي العام. * هل لديك ما يثبت الفساد؟ - لدى معلومات.. * إلى ماذا تعزي أسباب الفساد في الوسط الرياضي ؟ - الظرف الاقتصادي يفرز اشياء مثل هذه والضعف الاداري وعدم فاعلية الادارات تفرز مثل هذه الاشياء و عدم المتابعة المباشرة من القيادات تفرز مثل هذه الممارسات.. هناك اشياء يصعب اثباتها لكن لا يوجد دخان بدون نار.. * الفساد يحمي الفساد من يحمي الفاسدين الذين ذكرتهم؟ - في تاريخ الوسط الرياضي لم تتم ادانة شخص بفساد مالي.. لكن حالياً للاسباب التي ذكرتها شراسة الشبكات تجعل محاربته اصعب وهذا يتطلب ان تقود القيادات الرياضية حملة لمحاربة الفساد.. * هناك اتهامات لبعض القيادات أنها تقف وراء استشراء الفساد في الوسط وأنت أبعدتهم نهائيا عن هذه الدائرة لماذا؟ - اتهمهم فقط بالتقصير وبجانب الادارات يجب ان يكون للإعلام الرياضي دور في محاربة الفساد وليس مشاركاً بالصمت او المشاركة في الفساد وهناك الأجهزة الاخرى الجمعيات العمومية والمراجع العام لها دور في محاربة الفساد وهذا يقودنا في النهاية الى ان التركيبة الرياضية للظروف التي تعيشها البلد تحتاج الى اعادة صياغة جوهرية وليست شكلية.. * أربط هذا السؤال بالسؤال القادم هل عدت للسودان بصورة نهائية أم أنك في زيارة وما زلت مستقرا بأمريكا؟ - جئت في زيارة خاصة اسرية ومستقر في امريكا.. * السؤال الثاني ملاحظ رغم بعدك كل هذه السنوات تتابع باهتمام عالٍ ما يحدث من تفاصيل داخل الوسط الرياضي السوداني ؟ - العالم اصبح قرية صغيرة بسبب النقلة الهائلة في التكنولوجيا وأنا جئت من هذا الوسط وتربيت فيه ولا يزال الوسط الرياضي بخيره رغم السلبيات وظهر لي ذلك من خلال الاستقبال العفوي الذي وجدته من الجميع .. قمت بزيارات لأماكن مختلفة مؤسسات وأماكن عامة وجدت ترحيبا كبيرا حتى من هلالاب وبصورة لا تقل عن المريخاب إن لم تكن أكثر كل ذلك يؤكد ان الوسط الرياضي ما زال بخير .. * ننتقل للإتحاد العام الذي كنت أمينا لماله في يوم من الايام وضعه الحالي لا يسر أحدا ، فوضى تضرب كل مكان وعشوائية وحالة من الارتباك لم تحدث من قبل ماذا تقول؟ - الاتحاد العام مؤكد له سلبياته وله ايجابياته.. نعم حدث قصور في موضوع مساوي وعدم التأهل لنهائيات الامم الافريقية ولكنه يبقى ذات الإتحاد الذي وصل في عهده المنتخب لنهائيات الامم الافريقية مرتين بعد غيبة طويلة يمكن أن يحدث إخفاق .. وهذه اشياء صغيرة الفوز والهزيمة لكن الجانب الأهم كان عندي ان يحدث الاتحاد تغييراً حقيقياً في الكرة من ناحية الهيكلة والقوانين والقواعد العامة وعلى مستوى المنتخبات والدرجات بصورة عامة تغيير حقيقي يقود لتطوير الكرة السودانية.. آخر تطور حقيقي او مشروع كان الدوري الممتاز في العام 1997 م ومجلس الادارة لا يمكن ان يكون تركيزه في لجنة المنافسات ولكن يجب ان يكون هناك جانب خاص بالتطوير..