كشف احمد بلال عثمان وزير الاعلام المتحدث باسم الحكومة عن تسجيل بعض المتهمين اعترافات قضائية كاملة بالتورط في تدبير المحاولة، الخرطوم أخذت تشتعل بعدما جدد بلال التأكيد على ثبوت اتصال بعض المتهمين وتنسيقهم مع حركة العدل والمساواة.. العقيد الصوارمي خالد سعد المتحدث باسم القوات المسلحة قال ان التحقيقات مع الموقوفين في المحاولة التخريبة كشفت عن اسماء جديدة، وان التحقيق لا يزال جارياً واكد رفضه بشدة ما أسماه بالتحليلات السياسية التي تحدثت عن صلة المتهمين بمجموعات اخرى، لتبدو الخرطوم بين مصدق ومكذب. ورطة كثيرون أعتبروا التصريحات بمثابة طوق نجاة تنقذ الحكومة من شبهة تلفيق التهمة، وتقطع الشك حول صدقية الاتهامات المصوبة نحو المجموعة المعتقلة لتصفية حسابات شخصية.. من جانبه وصف الناشط الحقوقي والقانوني أنور سليمان ، الاعترافات القضائية بأنها خطوة متقدمة جداً في سياق القضايا الخطيرة ، واشار في حديث ل (الرأي العام) أن المتهمين اذا سجلوا الاعترافات بالفعل؛ فإنهم يقللون من فرص تراجعهم عن الاعترافات تحت تأثير الاعتقال وما يجري فيه اذا حدث .. طه .. والاعترافات الاعترافات بدت كمن منح الحكومة صكوكاً للتصريحات حول التخريبية بعدما أستعصمت خلف حصون السرية وحصار التكتم.. الغموض اخذ في التساقط رويداً رويداً في الخرطوم ، عقب القول باعترافات قضائية.. خروج الخرطوم من أجواء 22 نوفمبر الماضي ، ومحاولتها التخريبية ، بدا مكلفاً للغاية ببروز تلميحات سيادية وتسريبات مسئولة عن مصير المتورطين فيها، بتصريحات د.احمد بلال عثمان الناطق باسم الحكومة ،وعبارات النائب الاول علي عثمان محمد طه لدى افتتاحه منشآت خدمية وتدشين شراكات بالرميلة أمس الاول.. تكتيك الخدمات كثيرون ارجعوا حديث النائب الاول في معرض افتتاحات خدمية، كمحاولة من الخرطوم لتكسير اجواء الخوف والحذر القلق، بتكتيكات توجيه الاعلام صوب التنمية والاقتصاد ومشاريع الشراكة بين الحكومة والمجتمع، بعد ان استمرأت الجهات المعنية صمتها، وأدمنت القيادات النافذة النأي بنفسها عن وضع الكثير من النقاط فوق الحروف ، مبررة الامر بأفضلية الجهات المختصة.. أسئلة تبحث عن اجابة 23 عاماً انقضت من عمر الشارع السوداني كان محصلتها تعلم الدرس الوحيد في جدلية التفكير، باعتباره المدخل الوحيد للوصول لكل هدف أو حقيقة تحرياًً للدقة، فكانت الاسئلة الاكثف منذ مفاصلة الاسلاميين في 1999م، استفهامات من فرط سخونتها لم تجد اجابات باردة، تلطف حدة المزاج الرسمي ، وتعهده بالمحاسبة .. الاسئلة من جنس هوية القائمين على المحاولة وانتماءاتهم، وهدفهم، وخططهم، وعلاقات ما بينهم، لتظل حائرة تبحث عن متكأ حقيقة ومسند واقع.. طه.. أول الغيث الخرطوم توشحت برداء الحشمة والستر ردحاً من الزمن في تحديد هوية انتماء القائمين أو المتورطين في ملف التخريبية، قبل أن يقطع النائب الاول، بأنهم أبناء الحزب الحاكم والحركة الاسلامية ، ولم يزد في تحديد الشخوص ولا وظائفهم.. لكن مصادر ل(الرأي العام) كشفت أن ملف التخريبية تضخم بمستوى فاق مفاصلة رمضان الشهيرة ، وان الازمة الحقيقية تتمثل في انه مس العصب الحساس داخل الاسلاميين، لجهة أن ابرز الاسماء في قيادة العملية يشغلون تنظيمياً المكتب العسكري للحركة الاسلامية والوطني ، رغم تشتت مواقعهم الرسمية، رغماً عما صرحت به قيادات نافذة بالدولة ل(الرأي العام) بان جل القائمين على الامر من المدرعات باستثناء ضابط واحد.. ليكون التناقض في الروايات الرسمية ربما جزء من سيناريو التعتيم أو التسريب المضلل.. على كل حال ، النائب الاول لم يشغل ذهنه، بأهمية تحديد مواقع (ابنائهم) المتورطين، بقدر ما ركز على توضيح ابعاد الجريمة في مخيلة سياسيي الحزب الحاكم فاقر بأن المتورطين في المحاولة التخريبية؛ منتمون للحركة الاسلامية والحزب الحاكم، واصفاً سلوكهم بالخيانة والغدر والخارج على الامام والبيعة، قاطعاً باتخاذ القانون كوسيلة للتعامل مع المتهمين، وقال(سعوا للخروج على النظام فوجدوا الطريق مقطوعا أمامهم)، واضاف (بخروجهم على الايمان والقسم، لا مكان لهم بيننا) واردف (المكان بيننا؛ لعهد الله والوفاء للشهداء والتزام الطريق والعمل من داخل الصف بالنصيحة والرأي وليس بالخيانة والغدر ولا بزعزعة الاستقرار أو بالخروج على الامام وعلى البيعة). شجرة الشيطان الانقاذيون يستدعون امثلتهم من القرآن في خطبهم السياسية، الشجرة بدت أكثر الأمثلة استهلاكاً في أفواه رجالاتها، أي الانقاذ، واتخذوها شعاراً لحزبهم تارة ودعايةً لمرشحهم الرئاسي الرئيس البشير تارة اخرى، وفي كل الاحوال ظلت تتساقط اوراقها بحكم التململ أو التناقضات الداخلية طبقاً للكثيرين، ما دفع النائب الاول لرئيس الجمهورية لكبح جماح الاشاعات التي اعتبرت أن التخريبية حلقة نهائية لسقوط النظام، بعد أن أكتظ بها الشارع العام، واضحى متخماً بلحظات الانتظار المثيرة والمترعة بالخيال الخصب، فاستدعى مشهد الشجرة وقال (من يريد هز شجرة السودان والقرآن ، لن يستطيع لأن هذه الشجرة اصلها ثابت وفرعها في الشماء يرويها القرآن ودعوات الصالحين ، وأن كلا من ظن أن شجرة الانقاذ ضعفت واهم، وعليه أن يجرب).. الربط بين محاولتين تحدي طه الاخير تبعه بتلفت يمنة ويسرى ربما للبحث عن دليل يعضد قوة وثبات شجرة الانقاذ، قبل ان يسبل جفنيه عائداً الى يونيو ويوليو الماضيين ، حينما انتقلت عدوى تونس والقاهرة وطرابلس للخرطوم، فخرجت بحثاً عن مخرج.. وقال(المتربصون سعوا لاستغلال الظروف الاقتصادية بالبلاد، ورفع الدعم عن الوقود وزيادة اسعار بعض السلع للانقضاض على النظام واسقاطه، وانهم حاولوا جس النبض باخراج الشباب والمغرر بهم في بعض الشوارع) ، واستدرك(لكن أهل السودان اسكتوهم، لأنهم ميزوا الخبيث من الطيب والتزموا جانب الحق ، وساندوا سلطتهم).. محاولة طه في الربط بين المحاولتين ، عده الكثيرون محاولة سيادية لقطع الطريق على تصوير المحاولة الاخيرة بأنها في صالح او سبيل أوضاع افضل للشارع السوداني ، أو انها لتحقيق اصلاح اقتصادي ينعكس على حياة المواطن.. مصير التخريبية طه بدا استثنائياً امس الاول وهو يتناول الملف المشتعل خفية في أضابير الوطني ، فكانت اول مرة يتناول فيها الموضوع منذ حدوثه.. ابرز اضاءات الرجل جاءت توضح المصير الذي ينتظر (ابناءهم) في التخريبية ، قاطعاً بذلك تسريبات اكتنفت الساحة السياسية الفترة الماضية عن احتمالات صفقة ربما تفضي للعفو، آخرها ما حملته تسريبات ل (الرأي العام) عن أن الرئيس البشير تسلم اعترافات قيادات التخريبية، لتبدو التحليلات ذهبت الى ان الرئيس البشير ربما يتخذ قراراً رئاسياً بالعفو عن المتورطين في اعقاب تعهدات بعدم تكرار المحاولة ، بحكم حرصه على تحقيق استقرار سريع في البلاد .. ترجيحات العفو بددها النائب الاول بالرميلة حينما قطع بأن المتهمين سيعاملون وفقاً للقانون وبالعدل ، وأضاف :(لكن بحزم كامل حتى تستقيم المسيرة) ليضع نقاط المصير فوق حروف متهمي التخريبية.. مصير المتورطين ومحاكمتهم، لم يكن بطله النائب الاول فقط ، واستبقته قيادات نافذة بالدولة توعدتهم بالقانون حال ثبوت الاتهامات ، وقالت حينها ل(الرأي العام)أن الترابي حكم السودان بلا (بيرق) على سيارته ، وحينما فكر في الانقلاب على المشروع ، والمجئ عبر عربة تحمل(بيرق) لحكمها من القصر كان الفراق.. ما يشير الى أن قيادة البلاد السياسية حسمت امرها تجاه ابطال التخريبية..