الاثنين 10 ديسمبر شهدت الروصيرص والأحياء والقرى المترامية حولها جموعاً من زائريها هم من خيرة أبناء السودان علماً وسيرة وروعة، أنهم ذهبوا يحتفلون بذكرى استقلال السودان وبحدث كبير ستنداح آثاره على الحياة في الزمن الآتي القريب. والحدث المشهود هو اكمال تعلية خزان الروصيرص الذي افتتح اكمال نشوئه الأساسي في عام 1966م، حيث كان هناك أيضاً الإحتفاء العظيم بمشاركة جميع رموز الدولة الوليدة وفي مقدمتهم الزعيم إسماعيل الأزهري رئيس مجلس السيادة في ذلك الزمان «منذ أكثر من أربعين سنة» وبالأمس جاء الاحتفال أيضاً فرحاً بإنجاز تعلية الخزان الأخيرة التي انتظرها ابناء السودان طوال تلك السنوات المنصرمة وهنا في احتفال الاثنين الماضي تجلى الاهتمام باحترام الجيل السابق من مهندسين وفنيين تتقدمهم هذه المرة وفاء وعرفاناً أسرة الزعيم إسماعيل الازهري وهم الذين تابع والدهم انشاء الخزان حتى تقدم المحتفون بمناسبة اكماله مفتتحاً إياه هو ذلك الحفل في ذلك الزمان وكانت تحيط به جموع المواطنين مطلقة الحداء والأناشيد والهتافات تمجيداً للسودان الحر المستقل- والاحتفالات بإتمام التعلية تقيمه جموع المواطنين الذين ذهبوا إلى مستقر الخزان وأعين الجميع تهفو إلى غد يشهد متغيرات ذات آثار ومنافع لأهل السودان قاطبة.. والأمر ليس قاصراً على مضاعفة التيار الكهربائي الذي ينطلق من أحشاء الخزان فقط أو تكوين البحيرة المائية الكبرى ذات الطول والعرض لتفتح فرص صيد الاسماك بأحجام مهولة وإنما فوق هذا وذاك ان الخزان بتعليته هذه سيصبح ضمانة أخرى لري مشروع الجزيرة ثم تنداح منه المياه عبر الترع والكنارات الكبيرة لتتيح انشاء المشاريع الزراعية التي تضاهي مشروع الجزيرة والمناقل معاً فقد فرح الناس وهم يلتقون بنفر عزيز منهم الذين باشروا إنشاء الخزان أو بذلوا جهودهم باخلاص لاكمال تعليته فاصبحت المناسبة ذات مغزى معنوي عزيز على جموع المحتفين من المسئولين وجماهير الشعب العزيز .. ? ومثلما ذكر الاستاذ عبد الماجد عبد الحميد الذي حضر المناسبة «الاهرام اليوم 11/12» حيث قال: «كانت كل هذه الاسماء الرائعة والخالدة في تاريخ أمتنا حاضرة صباح امس «يعني بالإثنين 10/12 وجالسة في منتصف الخزان بعد اكتمال مشروع التعلية .. أسرة المرحوم أحمد البشير حمد حضر ممثلاً لهم ابنه محمد حلمي السيد حمد - أسرة المرحوم د. عبد الله يوسف عنها ابنه سامي عبد الله يوسف.. مهندس حسب الني موسى بروفيسور دفع الله عبد الله الترابي.. مهندس مجذوب أحمد طه.. مهندس موسى محمد مصطفي مهندس أحمد الفاتح سعد.. مهندس تاج السر أحمد.. مهندس الهادي عبد الرحمن محمد خير عن أسرته ممثلاً ابنه النور الهادي.. وآدم أبكر موسى .. دكتور يعقوب أبو شورة وزير الري «1989-1997» كل هؤلاء كانوا حضوراً في تلك الساعات فهي بحق لمسة وفاء نادرة ولفتة بارعة يستحق عليها الذين نظموا الحفل والتكريم الرمزي التقدير والتحية.. وأقول: إن الاحتفال بالمناسبة الذي يصادف ذكرى الاستقلال كان يمكن ان يكون اكبر وشاغلاً للناس في أنحاء الوطن لولا أنه جاء في ظروف سيئة يمارسها الوطن حيث تقاطعت في بلادنا أحداث كبيرة انشغل بها السواد الأعظم من الناس..