تزايدت الأفراح في مناسبة ذكرى تحقيق الاستقلال بانجاز تعلية خزان الرصيرص فهو حدث كبير لانه يؤدي الى متغيرات ضخمة في حياة سكان ولاية النيل الازرق ابتداء، ثم حياة ملايين أخرى استقرت لديهم الكهرباء بعد ان زودها الخزان بما يعادل نصفها، والكهرباء كما نعرف تعني التوسع في الأراضي المزروعة بالري المستمر وتعني زوال عقبات الصناعة الوطنية ،تلك العقبات الناشئة اكثر من ضمور الطاقة الكهربائية ،فضلاً عن إتاحة فرص كبيرة أمام أصحاب الصناعات الصغيرة والحرفيين، هذا ومعه تحضير الأراضي (ترعة كنانة وتوأمتها) كل هذا يضع في البال أعداد المزارعين والعمال الذين تستوعبهم مستجدات العمل والانتاج وما يتبع ذلك من متغيرات اجتماعية وايجابية كثيرة الاحتفال بإكمال خزان الروصيرص التي تتوافق مع الاحتفالات القومية باستقلال السودان تجعل الفرح باستكمال تعلية الخزان أكثر اشراقاً خاصة في ولاية النيل الازرق التي أنجز فيها كعائد لحدث التغطية إنشاء قرى جديدة تعويضاً للمتأثرين بمتغيرات مجرى النيل الازرق الناتجة عنها تلك البحيرة الكبيرة الزاخرة باسماكها والملاحة بطولها وعرضها ،هي قرى حديثة استوعبت ما يعادل سدس سكان الولاية ولتحدث نقلة كبيرة في مستوى الحياة ،نقلة بمستويات المباني الحديثة ومرافق الخدمات الانسانية لمهام صحية وتعليمية وتعبدية مع تحول في اساليب العيش بعد تخصيص مساحات زراعية أعانت عليها ادارة السدود ،هذا برغم انه لم تزل هناك 17 قرية تتأثر بمجرى النيل بعد اكمال الخزان هي الآن الشغل الشاغل لتطويق خشية اهلها. تغطية الخزان التي جاء الاحتفال بها مقترناً بمناسبة ذكرى استقلال السودان اعادت الى ذواكر الجميع العام 1966م الذي افتتح فيه الرئيس الشامخ اسماعيل الأزهري إكمال مرحلة الأساس الأولى لخزان الروصيرص في احتفال بهيج في ذات مقر الخزان شاركت فيه كل الفعاليات والقيادات السياسية، يحيطون جميعاً برئيس مجلس السيادة السيد اسماعيل الازهري. قلت من قبل ان الحدث الذي نحتفل به الآن في معين احتفالنا باستقلال السودان في 1 / 1 / 1956م ليستحق حقا ان يستمر الاحتفال به لكي تستمر حماسة اليوم هذه فتصبح دفعاً مستمراً لاستكمال المشاريع الانمائية التي تتيحها التعلية فتعم بها الاراضي الزراعية تلك التي انتظرناها ما يزيد عن اربعين عاماً، هذا الحدث الذي بدأت تأثيراته الايجابية في المجتمع العريض سيؤدي الى متغيرات أنشطة الناس في نطاق الفنون والرياضة وأنشطة الثقافة بكل وجوهها ،فلم يعد اكثر الناس هناك شغلهم الشاغل البحث عن مياه الشرب او حطب (الوقود) إذ حدثت بدائل ذلك الآن وانتشر في القرى الحديثة الغاز والكهرباء ومجمعات الترفيه مما يجعل هذه الولاية قريباً قبلة للسائحين وطلاب المعرفة لبلادهم عن كثب.