أنهت اللجنة السياسية الأمنية المشتركة بين السودان وجنوب السودان أمس، اجتماعاً مهماً وصفه الفريق عبد الرحمن سر الختم سفير السودان في أديس أبابا ومندوبه الدائم للاتحاد الأفريقي، بأنه مثل اختراقاً كبيراً في التعقيدات التي طالت تنفيذ اتفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وجوبا. وأبلغ سر الختم (الرأي العام)، بأن الطرفين وبحضور الآلية الأفريقية الرفيعة برئاسة ثابو امبيكي، اتفقا على خطة مفصلة برضاء الطرفين لتنفيذ اتفاق التعاون المشترك بما فيه الملف الأمني، وقال إنّ الطرفين اتفقا أيضاً على وضع آليات محددة للتنفيذ، ولفت سر الختم إلى أن اللجنة السياسية المشتركة شرعت على الفور - عقب انتهاء اجتماع مساء أمس الذي وصفه بالمُوفّق جداً - في وضع التوقيتات الزمنية اللازمة لتنفيذ الاتفاق، وكشف أن رئيس الآلية ثابو امبيكي لخص للاجتماع المقترحات والنقاط التي كان طرحها كل طرف والخاصة بالتنفيذ. وقال سر الختم إن الأطراف اتفقت أيضاً على أن تعقد اللجنة السياسية الأمنية في الثالث عشر من يناير المقبل اجتماعاً بأديس أبابا لمتابعة تنفيذ الجدول الزمني. واعتبر سر الختم أن الخطوة التي اتخذت أمس في ختام الاجتماع، تمثل انجازاً كبيراً يدفع بالبلدين نحو التعاون لمصلحة شعبيهما. وكانت مصادر قريبة من الاجتماعات بأديس أبابا قالت ل (الرأي العام)، إن الوساطة والمراقبين شرعوا نهار أمس في دراسة مكثفة للمقترحات التي دفع بها وفدا الخرطوم وجوبا التي تتعلق بوضع جدول زمني لتنفيذ اتفاق التعاون المشترك خاصة ترسيم الحدود وفك الارتباط، وان الآلية عملت على صياغة نقاط الاتفاق وتقريب وجهات النظر في النقاط المختلف عليها وصولاً لصيغة مُرضية للطرفين. وفي السياق، قال المهندس إبراهيم محمود حامد وزير الداخلية، إنّه تم تشكيل آلية لتنفيذ القضايا المتفق عليها في المصفوفة المطروحة من قبل الوساطة الأفريقية. وأضاف الوزير حسب (الشروق) أمس أن الطرفين اتفقا على ترك القضايا محل الخلاف في المصفوفة إلى الجولة المقبلة المقررة في 13 يناير المقبل. وشدد على أنه شخصياً يرى أن الجولة أحدثت اختراقاً في كثير من القضايا التي كانت في السابق مثار خلاف - من دون أن يخوض في تفاصيل. وأوضح أن الآلية التي ستتولى مهمة الإشراف على تنفيذ الاتفاق والتي أسندت رئاستها إلى قائد قوات (اليونسفا) وتضم مسؤولين من الجانبين، ستشرع فوراً في التنفيذ، وأشار إلى أن هنالك جدولاً زمنياً وارداً في المصفوفة على ضوئه سيتم تنفيذ ما اتفق عليه. وأضاف: نحن من جانبنا ملتزمون بتنفيذ ما اتفق عليه ونتمنى أن يلتزم الإخوة في جنوب السودان بما يليهم. واعتبر أن البدء العملي في تنفيذ الاتفاقيات سيزيد الثقة لأنه أمرٌ ضروري في بناء السلام. وكان باقان أموم كبير مفاوضي الجنوب قال إن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود. وأضاف حسب «رويترز»: المحادثات وصلت طريقاً مسدوداً، وأرى على نحو خاص أن هذه المحادثات انهارت لأن السودان اتخذ موقفاً إستراتيجياً جديداً يعارض تطوير التعاون بين الدولتين. وعلى الصعيد، أبلغ علي كرتي وزير الخارجية، سفراء المجموعة الأفريقية المعتمدين في السودان بأنّ أيّة تدخلات من خارج أفريقيا لإيجاد حلول للمشكلات العالقة بين الخرطوم وجوبا لن تدفع باتجاه تسوية للعقبات ولن تفيد علاقة البلدين.وأشار كرتي لدى لقائه سفراء المجموعة بالنادي الدبلوماسي بالخرطوم أمس، الى أن الحكومة تلمست خلال الزيارات الأخيرة لعدد من العواصم الأفريقية عدم إرتياح القادة الأفارقة للمحاولات التي تقوم بها بعض الجهات لتحويل الملفات الأفريقية إلى المؤسسات الدولية. وكشف خلال اللقاء الدور الذي تقوم به الحكومة لتجاوز العقبات التي تعترض علاقات البلدين.