دخلت الازمة فى سوريا منعرجا جديدا بعد قصف الطيران الحربى التابع للنظام السورى معسكر اليرموك للاجئين الفلسطينيين فى دمشق، يوم الاحد وأوقع عشرات القتلى والجرحى معظمهم من النساء والاطفال وشرد الباقين، لتعيد الازمة السورية للأذهان معاناة الفلسطينيين المستجيرين من الرمضاء بالنار فى كل البلدان التى لاذوا اليها بالفرار من العدو الاسرائيلى ليجدوا انفسهم طرفا من حيث يرغبون او لا يرغبون فى صراعات محلية سواء فى لبنان او سوريا او حتى العراق بعد الاحتلال الامريكى للعراق العام 2003 كابد اللاجئون الفلسطينيون اوضاعا صعبة قبل ان يفر بعضهم الى سوريا ليواجهوا الآن فصلا جديدا من المأساة ، واعتبرت الولاياتالمتحدة والامم المتحدة ان ما حدث فى اليرموك يمثل تصعيدا خطيرا فى الازمة، لان الامر لم يقف عند حد القصف بالطيران بل تبع ذلك استخدام اللاجئين فى الصراع الداخلى، حيث شهد المعسكر يوم امس الاول وبعد يوم واحد على القصف اشتباكات بين مقاتلين معارضين للنظام السورى وفلسطينيين موالين له، لا سيما من الجبهة الشعبية-القيادة العامة. ووجد استهداف اللاجئين الفلسطينيين تنديدا دوليا واسعا واجماعا فلسطينيا على استنكار الحادث وتحميل النظام السورى مسئولية حماية اللاجئين الفلسطينيين طبقا لأعراف القانون الدولى، وفى توافق نادر الحدوث ادانت السلطة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أدانتا قصف معسكر اليرموك وطالبتا بوقف استهداف المعسكرات الفلسطينية.وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (وفا) إن القصف على المعسكرات الفلسطينية في سوريا يجب أن يتوقف فورا.من جانبها عبرت حماس في بيان صدر عن مكتبها الإعلامي عن عميق ألمها لاستمرار ما سمته نزف الدم السوري والفلسطيني بسوريا.وجاء في بيان صدر عن مكتبها الإعلامي «نؤكد إدانتنا الشديدة لما يتعرض له الشعب السوري من عدوان متواصل، كما ندين بشدة استمرار تعرض المعسكرات الفلسطينية في سوريا للاستهداف والقصف والعدوان. دوليا جرى تنديد واسع بالعملية حيث أشارت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إلى أن الهجمات التي شنتها القوات الحكومية على اليرموك قوضت دعوات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع إلى «تسوية تاريخية» وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وأوضحت أن هذه الهجمات أظهرت أنه لم يحدث أي تغيير في «سلوك النظام بما في ذلك الوحشية التي ينتهجها ضد شعبه». ودعت المتحدثة الأميركية في بيان لها جميع الأطراف في سوريا إلى وقف الهجمات غير المشروعة على المدنيين والالتزام بالقانون الدولي. كما أشارت نولاند إلى أن الولاياتالمتحدة قلقة من وضع أكثر من 500 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا الذين يعانون بازدياد من تصاعد العنف، وطالبت الحكومة السورية بالسماح بالدخول الكامل والحر للعاملين في الإغاثة الإنسانية «من أجل حماية ومساعدة ضحايا النزاع» وحذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون -الذي قدم تقريرا امس الاول إلى مجلس الأمن الدولي عن الوضع في سوريا- طرفي النزاع في سوريا من أن الهجمات على المدنيين قد ترقى إلى «جرائم حرب».ونقل عنه الناطق باسمه مارتن نيسيركي أنه «قلق من استمرار التصعيد الخطير للعنف في سوريا في الأيام الماضية، والأخطار الكبيرة التي يواجهها المدنيون في المناطق التي تشهد إطلاق نار». من جهته أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن قلقه البالغ من سقوط أعداد كبيرة من الضحايا من المدنيين الفلسطينيين، جراء قيام قوات النظام السوري باستخدام الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة ضد معسكر اليرموك للاجئين الفلسطينيين. وحمل العربي في بيان صادر عن الأمانة العامة بالقاهرة السلطات السورية مسؤولية أمن المعسكرات الفلسطينية، محذرا من مخاطر إقحامها في النزاع الدائر بسوريا.واعتبر أن «ما يتعرض له الفلسطينيون في سوريا من أعمال عنف وقتل يمثل مخالفات جسيمة طبقا للقانون الدولي الإنساني»، مذكرا بالتزامات الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين إزاء حمايتهم ورعايتهم. وامام هذا السيل من الادانات الدولية لقصف معسكر اللاجئين الفلسطينيين واستهداف المدنيين من قبل نظام الاسد سعى وزير خارجيته وليد المعلم تبرير ما حدث عندما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» القول بعد اتصال هاتفي أجراه معه بان كي مون إن «الأممالمتحدة والمجتمع الدولي مسؤولان تجاه حالة الإحباط التي يعيشها الفلسطينيون، لعدم تنفيذ قرارات الأممالمتحدة المتعلقة بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني».وأضاف «ما تقدمه سوريا للإخوة الفلسطينيين منذ عقود لم تقدمه أي من الدول المضيفة لهم». وشدد على أن القوات النظامية السورية لم تدخل إلى المعسكر «على الرغم من مناشدات السكان» بذلك، موضحا أن الاشتباكات الجارية فيه «هي بين المجموعات الإرهابية التي تتلقى الدعم بالسلاح والمال من بعض دول الجوار، وعناصر من المعسكر شكلتها اللجان الشعبية»، التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة والموالية للنظام السوري.