فى شارع على عبد اللطيف ، وعلى الجهة المقابلة لبرج الفيحاء ، تجمع عدد من المواطنين ، حول أحد (المنهولات) المفتوحة منذ زمن ليس بالقصير ، اثار المشهد فضولي فاقتربت منه كغيري ممن يعبرون الطريق ، ورغم الإلفة لمنظر المنهولات المفتوحة ، إلا أن حذراً ما ينتابني كلما عبرت بجوارها ، اقتربت من المشهد فى حذر ، فإذ المفاجأة تلجمني ، وأنا أرى رجلاً طاعناً فى السن يتم سحبه من فوهة (المنهول) ، بعد سقوطه بصورة مفاجئة عقب انزلاق قدميه التى أعياه تعب التجوال بين شوارع العاصمة ، الممتلئة ب (منهولات فاغرة الأفواه) .. خرج الرجل المسن بسلام وجلس على الكرسي يتأمل مصيره متسائلاً : إذا كان الشارع خالي من الناس أو صادف ليلة ظلماء من كان سينقذه .. انفض تجمع المارة وجلس بعض سمار المدينة يحتسون أكواب الشاي بجوار البرج المعروف ، وحديثهم كان يصور حالة الاهمال ، المتمثلة فى ترك (منهولات) ليتحول غرضها لمصيدة أوساخ وآخرها أناس لا ذنب لهم سوى أنهم يعبرون الطريق ، وبالهم مشغول ب (لقمة العيش) العصية ، كحال الرجل المسن (ضحية الطريق) .. ماذا يحدث لو اغلقت المحلية (مصائدها) أي (منهولات) الصرف الصحي ؟ وهل تكلفة ايجاد غطاء لها بالأمر العسير .. ام أن حياة الناس لا ثمن لها ؟؟ بغض النظر عن الروائح المنبعثة منها التى اعتادت عليها الأنوف ، فالشارع يعبره الأطفال والعجزة ، ومنهم كفيفو البصر ، و المعتوهون وغيرهم مما لا حول لهم .. هؤلاء مسؤولية من ؟ ومن يصيبه الضرر جراء سقوطه فى مصائد المحلية (الحفر .. المنهولات) من سيعوضه ؟ وهل ستكون مفتوحة لفترة طويلة ؟ وإذا كان الأمر كذلك فيجدر بالمحلية وضع علامات طريق تفيد توخي الحذر لأن بالطريق (حفرة او منهول فاتح) أسوة بالعلامات المرورية ، بالتالى تخلي المحلية مسؤوليتها من أي حادث يقع . فى إمارة دبي تحدث أجنبي مقيم ، لإحدى القنوات الفضائية بأنه اشتكى للبلدية عدم قدرته دخول بعض البنايات لأنه معاق حركياً وعربته لا تسمح بتخطي أي سطح غير مستو بما فيها ارصفة الطرقات ، فبعد شكواه عملت البلدية على حل مشكلته فى الاتجاه الذى يسلكه من مكان عمله إلى المنزل .. ما قامت به بلدية دبي كان نتاج شكوى من اجنبي مقيم .. فماذا تفعل بلدية الخرطوم اذا تقدم العم المسن (ضحية الطريق) بشكوى جراء ما حدث له قبالة الفيحاء؟