أحدثت زيارة الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية والوفد المرافق له المكون من كمال عبد اللطيف وزير المعادن والدكتور عيسى بشرى وزير العلوم والتكنولوجيا إلى روسيا.. أحدثت هذه الزيارة اختراقاً كبيراً في العلاقات السودانية الروسية.. وكان مستوى هذه العلاقات قد تدنى لدرجة اقتربت من الصفر.. ومنذ أكثر من ثلاثين عاماً يقوم وفد رفيع المستوى بقيادة مساعد رئيس جمهورية لزيارة روسيا.. والتي استقبلت الوفد السوداني بترحاب كبير.. وتم خلال هذه الزيارة استعادة وتطبيع العلاقات السودانية الروسية بشكل افضل مما كانت عليه سابقاً... وفتحت روسيا للسودان مجالات وآفاقاً ارحب في كافة المجالات وتم توقيع عدد من الاتفاقات بين البلدين الصديقين. وروسيا.. أصبحت من أغنى بلاد العالم.. وأكثر تقدماً في مجال التكنولوجيا وفي كافة انواع الصناعات وبشكل متطور أكثر.. كما ان روسيا انفتحت على الصين وعلى الهند وعلى عموم دول افريقيا.. وهذه من نجاحات سياسات الرئيس الروسي بوتن.. والزيارة كانت تمهيداً لصفحة جديدة في العلاقات بين السودان وروسيا.. وتم الاتفاق في مجال المعادن استكشاف واستخراج.. كما تم الاتفاق على استفادة السودان من التطور العلمي والتقني الذي تميزت به روسيا، ولم تكن بغرض شراء أسلحة على الاطلاق .. الزيارة احدثت نقلة نوعية كبيرة في العلاقات السودانية الروسية.. والمؤتمر الوطني وحكومته اهتما كثيراً بتطوير العلاقات بين دول الجوار الافريقي، وبدأت في تطوير العلاقات مع عدد من الدول الافريقية التي يمكن ان تسهم في حلحلة بعض المشاكل السودانية خاصة مع دولة الجنوب المشاغبة.. كما يمكن ان تلعب دوراً إيجابياً في الإتحاد الافريقي وفي مجلس السلم الافريقي وبالتحديد في تغيير تقرير امبكي الخاص بمنطقة أبيي والذي يحاول ومعه عدد من اعداء السودان تحويله إلى مجلس الأمن.. وروسيا والصين يمكن ان تلعبا دوراً مهماً في تغيير هذا القرار الظالم.. ان انفتاح الحكومة على مختلف دول العالم امر جيد.. وعليها ان تعمل على تغليب مصالح السودان و إقامة علاقات مشتركة تخدم مصالح البلدين والشعوب التي تحترم وتحب الخير للسودان وأهله.. الدولة.. وحزبها الحاكم ادركوا تماماً أهمية المحور أو التحالف الآسيوي الذي يضم روسيا والصين والهند.. خاصة بعد زيارة رئيس الوزراء الروسي بوتن إلى الهند التي حدث اختراقا آخر لما يملكه البلدان من امكانات هائلة في الموارد وفي التكنولوجيا.. وسيكون لهذا التحالف الآسيوي خطورته في تغيير العلاقات الدولية.. لصالح دول العالم الثالث في أفريقيا وغيرها ويعيد التوازن الدولي إلى خدمة كافة قضايا دول العالم الافريقي وبلدان العالم الثالث وللسودان مصلحة كبيرة في نمو وتطوير هذا المحور كما ان الاقتصاد أهم نقطة لتطوير هذا المحور خاصة ان الاقتصاد العربي يواجه ازمة حقيقية في بعض الموارد.. ويجب على السودان السعي على تعميق العلاقات الصينية الروسية وأعلم ان السودان لعب دوراً مهماً في فتح قنوات بين الصين وافريقيا.. واستطاع السودان اقناع تشاد باستعادة علاقتها مع الصين رغم اعترافها السابق بتايوان.. ان دول الربيع العربي انعتقت من التبعية للغرب وهذا فتح كبير.. الموقف الروسي من سوريا موقف قوي.. وروسيا لديها ارادة سياسية تجاه الغرب. نأمل ان تستمر سياسة الدولة في تطبيع العلاقات مع كافة دول العالم بما فيها الولاياتالمتحدةالامريكية.. دون ان تسعى لاجبار السودان للتعامل مع دولة الكيان الصهيوني.. وهذا موقف مبدئي وصارم للسودان حكومة وشعباً..