«المصائب لا تاتي فرادي « سيكون هذا هو التعليق المناسب الذي سيردده الاستاذ حسن برقو مسئول دائرة غرب ووسط افريقيا بالمؤتمر الوطني بينه وبين نفسه عندما يصله الخبر الذي تناقلته صحف الخرطوم عن نية مجلس امناء شبكة منظمات دارفور التي يديرها الطعن في اهليته في ادارة العمل الانساني بدارفور,ليتلقي ثاني الضربات بعد خروجه مؤخرا من المعتقل الذي مكث فيه شهوراً ، وكانت مجموعة من اعضاء مجلس شبكة منظمات دارفور اعلنت في بيان صحفي عممته في الصحف سحب الثقة من مديرها برقو ،واتهمته في ذات البيان بتحويل الشبكة لشركة خاصة ،اضافة الي عدم التزامه باللوائح والمؤسسية وقيامه بممارسات ادارية ومالية لا تليق بشفافية العمل الانساني . ويأتي البيان على خلفية اعفاء حسن برقو الامين العام للشبكة علي ابو زيد من منصبه قبل فترة ورفض ابوزيد قرار اقالته بشدة واعتبره موقفا فرديا من برقو ودعا المنظمات التي وصفها بالشريفة لمناهضة الاجراءت التي يقوم بها برقو ويتغول بها علي _حد قوله _على سلطات الجمعية العمومية ،واشار ابو زيد الي ان الاجراءت التي اتخذها برقو تهدف لطمس الحقائق وتشويه الشبكة ،وشدد علي اهمية انعقاد الجمعية العمومية التي قال انها صاحبة الحق الاصيل في اعادة تكوين ادارة جديدة للشبكة . بل ان ابوزيد ذهب ابعد من ذلك وقال انهم يرتبون الان للطعن قانونيا في اهلية برقو في قيادة العمل الانساني بولايات دارفور ،واضاف انهم سيكلفون الفعاليات القانونية من ابناء دارفور للقيام بالطعن القانوني ومخاطبة مفوضية العون الانساني والاجهزة الاخري لاعادة تكوين الشبكة وفق اللوائح والقوانين وذلك خلال الايام القادمة . كل هذه الترتيبات تمت في غياب برقو الذي وصل قبل ايام الى العاصمة الفرنسية باريس بغرض الاستشفاء واجراء عملية جراحية تقررت منذ فترة سابقة ،الرأي العام اتصلت بمقربين من برقو اكدوا انهم نقلوا له الخبر ،وهم الان في انتظار ما سيقرره ،لكن مراقبين ومحللين استطلعتهم «الرأي العام» يصفون ما حدث بالانعكاس الطبيعي للخلافات العميقة داخل المنظمة بين مديرها وامينها العام ،خاصة بعد اقالةالامين العام من منصبه ،عموما البعض يشير باصابع الاتهام لبعض الجهات بحجة انها تدخلت لصب مزيد من الزيت علي النار . وحسن برقوالقيادي بالمؤتمر الوطني وهو من ابناء دارفور يدور جدل كثيف حول شخصيته والدور الذي يلعبه منذ ان بدأت الحرب في دارفور، الا ان اعتقاله من قبل الاجهزة الامنية مرات عديدة ،كان اخرها ما تم بعد ساعات من هجوم حركة العدل والمساواة علي مدينة امدرمان في مايو الماضي أثار كثيراً من التساؤلات التي لا تزال تبحث عن اجابات ،حيث التزم الطرفان برقو والاجهزة الامنية بعدم الحديث للاجهزة الاعلامية عن اسباب الاعتقال، لكن مقربين من برقو اكدوا ل»لرأي العام « انه بدأ مستاءً جدا هذه المرة، وطالب بالخروج من السودان بغرض العلاج بعد ان تدهورت صحته مؤخرا. وبرقو كان لاعباً اساسياً لتحركات الحكومة تجاه الحركات المسلحة في اشد اوقات الحرب ضراوة وعندما كان من الصعب الوصول الي قيادات هذه الحركات ناهيك عن الحوار والتفاوض معها ،وكانت مهمته في هذا الاتجاه وفق مراقبين معقدة جدا وجلبت له العديد من الشكوك ما بين الحركات المسلحة والحكومة نفسها ولا زالت تداعياتها مستمرة ،الا انه رغم ذلك اسهم بشكل ملحوظ في تقريب وجهات النظر والتمهيد لعدد من الاتفاقيات والمفاوضات التي استضافتها انجمينا والتي تمت مع بعض الفصائل المنشقة من حركة العدل والمساواة. و برقو ينحدر من قبيلة الزغاوة بدارفور ويرتبط بعلاقات عائلية مع الرئيس التشادي ادريس دبي والدكتور خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة ،ولقد ظل حلقة الوصل في العلاقة ما بين الخرطوم وانجمينا في فترات التوتر والانفراج بين البلدين ، يستقبل المسئولين التشاديين في الخرطوم ويرافق المسئولين السودانيين الي انجمينا، ويرتبط اسمه بقوة عند الحاجة الى معرفة درجة التقارب او التباعد في العلاقات ما بين الحكومتين السودانية والتشادية ،وهذا الدور وفق مقربين منه سبب له كثيراً من الاشكاليات على الصعيد السياسي والشخصي ،وقاده عدة مرات الي المعتقل رغم انتمائه المعروف منذ بدء تكوينه السياسي للحركة الاسلامية واختياره للعمل في المؤتمر الوطني بعد المفاصلة التاريخية للاسلاميين في اواخر التسعينات، ورغم ذلك ظل قياديا في الحزب ويشغل منصب مدير ادارة غرب ووسط افريقيا ومسئول ملف تشاد في امانة العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني ،اضافة الي ادارة مكتب التوأمة بين الخرطوم وأنجمينا ومدير شبكة منظمات دارفور دون بروز اي اتجاه لاقالته من اي منصب ،وهو يمثل نموذجاً حياً للتداخل العرقي بين القبائل الحدودية ،وتشابه الولاءت بحكم الصلة والقربي والمكان عبد الله ادم خاطر الناشط والكاتب الصحفي اثني على الطموح الذي يتميز به برقو ،وقال انه يعرف اسرته جيدا وتربطه زمالة «كتاب» بأبيه اي انه رفيق دراسة وجده سلطان في منطقة طندباية بالقرب من كرنوي بشمال دارفور،واشار خاطر الي ان تجربة برقو في العمل السياسي اظهرت قدرته على القفز في الظلام. عموما ما يحدث داخل شبكة منظمات دارفور يحسب في اطار التعقيدات الكثيرة التي تواجها قضية دارفور نفسها ،من صراعات وتكتلات واجندة البعض الخاصة.