الاستعداد للعيد في مدينة الثغر يبدأ من صينية المرور.. وهي المكان الذي تتقارب في جنباته على شريطي الطريق «طبالي» الملابس ومحلات التزيؤ والأناقة.. بالقرب من رئاسة شرطة المرور بوسط المدينة.. مجاورة لسور مدرسة الشرقية الأساسية. قبل ذلك.. كانت المتاجر التي تقع خلف سينما الشعب التاريخية التي أزيلت من فضاء المدينة وبعد تأسيسها لأكثر من «70» عاماً.. المتاجر التي تقع خلفها ويعرفها المواطنون باسم «الطبالي» كانت هي المحل الذي يوزع أناقة المدينة.. فأزيلت الطبالي مع السينما وصار المكان تتقافز فيه أكياس النايلون فضاءً دلجاً.. تحول أمر البيع الى متفرقات أخر كسوق ليبيا الذي كان يقصده المشتري لجلب أجهزة كهربائية فالمعروف أن «الطبالي» هي مكان تسوق الملابس والأحذية الأقدم في المدينة. وأما إن ابتغيت «ستائر» أو ديكوراً فعليك بالذهاب خلف مدرسة البحر الأحمر الثانوية التي أنشئت في ستينيات القرن الماضي فما خلفها وحتى تخوم «الخور» الفاصل بين ديم سواكن والسوق الكبير.. كل ما تطلب تجده هناك من ديكور، وكذلك سوق الزيارة بسلالاب الذي هو كل يومي أحد وأربعاء اسبوعياً. يقول جعفر حمزة الطيب من مواطني بورتسودان ويسكن بحي الثورة مربع «12» إن برامج العيد غالبها بعد الشرخ بعد هدم سينما «الشعب» التي كانت جزءاً من برنامج الشباب وبعض الأسر في الأعياد فهي تعرض أفلاماً اجتماعية راقية والمكان الأنسب لإقامة الحفلات الجماهيرية في الأعياد، فقد انعدمت فرحة الأماسي بعد إزالة السينما التي تقبع منتصف السوق تماماً، وعاد مذكراً بأن المدينة في العيد هي الأجمل لتميزها بكورنيش على البحر الأحمر وجمالياته، امتدت أماكن النزهة حتى مشارف الأحياء، فكورنيش البر الشرقي الممتد من حي الخليج حتى يقارب حي أبوحشيش بالبر الشرقي «الكبرى» شكل بوتقة لتلاقي الأسر و التجمعات ليمارسوا غبطتهم بالعيد السعيد. بينما كان تاكسي المدينة الأحمر المميز من ماركة «الكوريلا» هو المتعارف عليه في أسفلت المدينة، هذا العام تخلت بورتسودان شيئاً ما عن تاكسيها الأحمر.. فثمة تاكسي أصفر أصبح يزاحم الطريق.. أحد السائقين أخبرني أنه بالتقسيط وجملة مبلغه «47» مليوناً، أما السائق ناصر حينما سألته لماذا لا يكون لون التاكسي الأصفر الى أحمر حتى لا تخربوا زي تاكسي المدينة التاريخي.. أجابني ببرود: البيدفع حق البوهية منو؟!