في الوقت الذي تعاني منه الاسواق والأنشطة التجارية من شح في توافر السيولة بينما البنوك لديها فائض من السيولة النقدية وجه محافظ البنك المركزي في اجتماعه مؤخراً مع مديري عموم المصارف التجارية بضرورة توظيف فائض السيولة وتوجيهه للقطاعات الانتاجية تحسباً لاية آثار قد تنجم من جراء تراكم السيولة لدى الاجهزة المصرفية وأكد مصدر مصرفي ل (الرأى العام) ان هناك تخوفاً واضحاً من جانب البنوك التجارية من جراء تقديم تمويل للعملاء بسبب تزايد مشاكل التعثر وتراكم مديونيات طائلة لدى البنوك التجارية بسبب عدم وفاء بعض العملاء من سداد ما عليهم من التزامات مالية حيث اصبحت بعض البنوك تتردد في تقديم تمويل بعد ان طال التعثر رجال اعمال كبار، وشدد المصدر على ضرورة ان يقوم البنك المركزي بدراسة وافية للمشاكل التي ظهرت مؤخراً وأدت لارتفاع التعثر بنسب عالية من شأنها ان تؤدي لاهتزاز الثقة في الاجهزة المصرفية وتأثر المراكز المالية للبنوك. من جهته أكد الأمين عبدالمجيد مدير عام البنك الاسلامي ان البنوك لا تعاني من شح السيولة بل لديها فائض، وقال ان هناك عملاء جادين يتم تمويلهم وفق الاجراءات المتبعة كما ان هناك نسبة محددة ب (25%) من حجم الودائع المتوافرة لدى البنوك وفق توصيات البنك المركزي على البنوك ان لا تتجاوزها، وقال إن قضايا التعثر والمشاكل التي ظهرت مؤخراً سببت هلعاً بين الاوساط المصرفية والمواطنين. الى ذلك قال الناطق الرسمي لبنك السودان ازهري الطيب ان هناك سيولة فائضة لدى البنوك التجارية ووجه محافظ البنك المركزي مديري البنوك إلى أهمية توظيفها لتحريك الانشطة الاقتصادية مبيناً ان البنك المركزي يتابع الموقف واذا احتاج الامر لضخ سيولة سيقوم البنك المركزي بضخها وفقاً للاتفاق المبرم بين رئىس اتحاد اصحاب العمل ومحافظ بنك السودان. من جانبه قال التاجر عثمان حسن ان الاسواق تعاني هذه الايام من شح واضح في السيولة وهذا الامر تسبب في عودة نظام البيع بالكسر مما ادى لاحداث خسائر للتجار، وان هناك تجاراً لديهم مديونيات واجبة السداد، وحذر من استمرار حالة شح السيولة وآثارها السالبة على الأسواق.