خطط وبرامج بدأ تنفيذها منذ وقت مبكر هذا العام في ساحة التلفزيون القومي لانتاج برامج شهر رمضان المعظم الذي أطل علينا بالأمس، وأغلب البرامج الجديدة تهتم بالمنوعات، فقد بدأ تسجيل الكثير من هذه البرامج حسبما اشارت الأخبار المتناثرة هنا وهناك، لكن من الملاحظ عدم التنسيق بين الفرق العاملة، وذلك لان اكثر من اسم فني ورد انه سيتم التسجيل معه في أكثر من برنامج، وهذا ما يجعل هناك تكراراً مملاً لهذه الشخصيات، فلا يعقل -مثلاً- أن اشاهد فرفوراً يغني في برنامج للغناء، ثم أجده مشاركاً في سهرة فنية، وفي آخر الشهر أراه في احدى الفقرات الأسرية التي تتحدث عن رمضان.. لذا نرجو مزيداً من التنسيق يجعل الصورة أكثر اشراقاً.. غنوا.. بالعربي كثير من أعمالنا التي تغنى بها غيرنا حققت نجاحات متقدمة، ودوننا في ذلك تجربة الفنان محمد منير الذي فاز بترديده لأغنية «وسط الدايرة» التي تخص مطربنا الكبير محمد وردي، وذلك عندما أداها في مهرجان عالمي للأغنية بفرنسا. وتجد الأغنيات السودانية التي تغنى بها منير كل تجاوب من الجمهور العربي، إذن هناك مآخذ على طريقة عرضنا لأشيائنا، فنحن كما قال منير (نملك جوهرة.. لكن نعجز عن عرضها). هذا العرض ينبغي أن يتم الافصاح عنه بالانفتاح على الثقافات من حولنا، فلا أرى غضاضة في أن يتغنى فنانونا باللهجة المصرية أو الخليجية أو حتى اللبنانية، فها هم فنانو العرب يطرقون أبواب كل اللهجات في سبيل اضافة ميزات للونيتهم الغنائية، والسعي إلى استقطاب جمهرة تشهد أغنياتهم وتتفاعل معها، ومن ثم يطرحون على هذا الجمهور المستقطب ما لديهم، لذا نحن مع حركة التجديد التي يقوم بها بعض الفنانين الشباب في ادخال ايقاعات «الريقي» والايقاعات العربية في موسيقاهم من أجل اطلالة أكثر اشراقاً للفن السوداني مستقبلاً. كفاية كلام دوماً يتراءى لنا «ضيق النفس» السوداني ونحن نتابع الكثير من النشاطات في مختلف مناحي الحياة، فنرى حماساً وثاباً حين الشروع في تنفيذ الخطط والأفكار، لكن ومع تقدم الوقت نرى أن مجمل الخطط الطموحة المعلنة لم تصل إلى مراحلها المنوط بها الوصول اليها..! والفن ليس بمنأى عن ذلك، فما هو إلا وجه من وجوه الحياة السودانية بكل ما تحمله هذه الوجوه من تفاصيل، لذا فالكثير من الأفكار التي تطرح تذروها رياح النسيان والتباطؤ إلى أن تصبح نسياً منسياً.. فدعونا من كثير الكلام، ولنبدأ القليل من العمل..! ركاكة موجة الأغنيات الكثيفة التي تقدم عبر الفضائيات العربية الآن، نرى أن هذا ليس غناءً فهذا نوع جديد من الترفيه، اذ يدخل تحت مسمى الفن الاستعراضي، فالغناء تستعذبه الأذن أولاً، لكن ما يقدم الآن يشغل معظم حواسك، لذا لا أعتقد أنه يسمى غناءً، ونعتقد أن السعي وراء الانتاج الكثيف لملاحقة طلبات القنوات الفضائية التي تخصصت في هذا الضرب من الفن أدت إلى استعجال الانتاج بصورة أثرت على جودة الأعمال المقدمة بشكل كبير، فمعظم ما يقدم نعتبره حشواً لوقت القنوات التي تبث طيلة ساعات اليوم فهي تحتاج إلى كم هائل من الأغنيات، لذا يجيء الانتاج بهذا الضعف، وهذه الركاكة.!!