شهدت البلاد ثورة في قطاع الجسور نسبة لاهميتها القصوى في دفع عجلة التنمية وتسهيل العبور ورغم الانتعاش الذي شهده هذا القطاع إلا ان التوقعات كانت تشير الى زيادة في انشاء الكباري بالمناطق الأكثر حاجة، فمنذ الاستقلال كانت هناك حوالي (4) كباري فقط في دولة حُبلى بالانهار وفي الخمسينيات الجسور التي كانت مقامة لم تكن كافية، اما في عهد مايو كان هناك كباري اسهمت في حركة العبور وهي كوبري بري «القوات المسلحة» وكوبري كوستي وبعد ان تغيرت نظرة الحكومة للاهتمام بوسائل النقل زاد من عدد الكباري والجسور، وبلغت حالياً (27) كوبري منها مشاريع نفذت واخرى تحت التشييد وبعضها كمقترح المشاريع الحالية تركزت في ولايات نهر النيل والخرطوم والشمالية والنيل الابيض والجزيرة، وحسب نظرة المراقبين فان الجسور التي انشئت أخيراً حققت نمواً واضحاً واسهمت في معالجة المشاكل التي تواجه سكان بالعديد من المناطق بولايات السودان التي تذخر بالانهار كما ان زيادة الدولة اهتمام بتلك المشاريع محمدة لسكان تلك المناطق إلا ان الازمة العالمية وما رافقتها من تداعيات مالية واقتصادية اثرت سلباً على مشاريع الطرق والكباري القائمة والمقترحة، كما انه بسبب الظروف المناخية واستمرار الفيضانات والنزاعات العرقية الاثنية والقبلية تراجع حجم من التنمية في قطاع الجسور ببعض الولايات. تؤكد المؤشرات ان مسيرة انشاء الجسور لاتزال تواجه العديد من التحديات الداخلية مما يحتم على الدولة توسيع عملها في الولايات من خلال اتباع سياسات اصلاحية واجراء تغييرات تنظيمية في النظم والبرامج الاقتصادية الخاصة بقطاع الجسور وبما يؤمن زيادة التنمية. وشهدت الاعوام الاخيرة تنفيذ عدد من الجسور والكباري انحصر في ولاية نهر النيل في مساحة (120) كيلو اي في الجزء الجنوبي من الولاية بين شندي والدامر وهناك أكثر من (700) كيلو متر تحتاج لاقامة جسور وايضاً حظيت بولاية الشمالية بمشروعات كباري كان آخرها كوبري السليم دنقلا الذي افتتحه رئيس الجمهورية الاسبوع الماضي كما حظيت ولاية الخرطوم بنصيب الاسد في تلك الطفرة بقطاع الكباري. وتشير (الرأي العام) الى ان هنالك مشروعات معتمدة ومقترحة ضمن اجندة الحكومة لاقامة عدد من الجسور في بعض الولايات، ولكن تقف مسالة التمويل حائلاً دون التنفيذ، فلوزارة النقل والطرق والجسور خطة متكاملة لاقامة الجسور حسب احتياجات المناطق، ويؤكد د. الفاتح محمد سعيد وزير الدولة للنقل ان عمل مشاريع الجسور تحدده معايير وظروف منها تعداد السكان واهمية المنطقة فمثلاً بولاية نهر النيل كلفت الوزارة ادارة السدود باقامة مشاريع مصاحبة، اما الولايات الاخرى فهناك جسر مهم في النيل الابيض وهو جسر الدويم الذي قارب على الانتهاء وجسر رفاعة الحصاحيصا الذي تم افتتاحه أخيراً الى جانب عمل الدولة في جسور السوباط في الجنوب. وذهب فليب طون ليك وزير النقل الى ان العديد من الجزر في جنوب السودان تحتاج الى اقامة جسور على سبيل المثال كوبرى لربط الرنك من الضفة الشرقية بولاية جنوب كردفان وكوبري في ملوط لربط المناطق الزراعية في ضفتي النيل الشرقية والغربية، كما ان للوزارة مقترح جسر في ملكال يربط الطريق المقترح من تلودي في جنوب كردفان مع طريق السلام، واعلن عن تشييد كوبري السوباط في اواخر اكتوبر المقبل، وتوقع انشاء كوبري ايضاً جنوب بور بمسافة (28) كيلومتر لربط طريق السلام مع طريق شرق النيل الممتد من «جوبا وتركاكا ويرول ورومبيك واو» وكما للوزارة مقترح لانشاء اربعة كباري في مدينة جوبا وكباري على نهر السوي في شاريع الضعين وراجا واو» وعلى نهر الجور في واو وقبريال. وأضاف الوزير في حديثه ل (الرأي العام) ان السودان يحتاج الي تنمية متكاملة واعطاء الاهتمام لولايات معينة يخلق عدم التوازن في التنمية ويجب ان تعمل الدولة لتوسيع مشاريع الطرق والنقل عموماً لتحقيق التنمية المتوازنة، وبحث التمويل الكافي لاقامة المشاريع خاصة ان تشييد وسائل النقل تكاليفها مرتفعة لا تتوافق مع الامكانيات المتاحة كما ان كل القطاعات تتنافس في ظل وجود موارد محدودة للدولة مما حدّ من انشاء مشاريع الجسور بالبلاد. وطالب الوزير بضرورة تشجيع الاستثمار في قطاع النقل مع دخول الصين والهند لتنمية وسائل النقل بجانب ان تعمل الحكومة على توزيع ما لديها من موارد إلى المناطق الاخرى لتحقيق التنمية المتوازنة.