أشاد الرئيس عمر البشير بالوفود المشاركة في المؤتمر السادس للمؤتمر الوطني، وقال إنّ هذه المشاركة تعبير واضح عن مُساندتهم ودعمهم للسودان. واضاف رئيس الجمهورية لدى لقائه الوفود المشاركة في أعمال المؤتمر أمس أن السودان يطمح في علاقات متميزة مع كل شعوب العالم، وجَدَّدَ رفض السودان للاملاءات والتدخلات الاجنبية في الشؤون الداخلية للدول. من جانبه أكّد ممثل الوفود المشاركة مساندة بلدانهم للسودان ووحدة اراضيه. الى ذلك افتتح الرئيس البشير على هامش أعمال انعقاد الدورة السادسة للمؤتمر المعرض المصاحب للمؤتمر، وطاف على أجنحة المعرض التي تُجسِّد مراحل التطور المختلفة والمكاسب والإنجازات التي تحققت في العديد من المجالات. وفي السياق أكّد د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون السياسيّة والتنظيميّة لدى مخاطبته افتتاح المؤتمر الثالث لحزبه، إلتزام الحزب بالنظام الأساسي وإعماله الشفافية والمؤسسية في أجهزته كَافّة، وأوضح أنّ حزبه يُعد نموذجاً يحتذى في العمل السياسي والتنظيمي بالبلاد. وقال نافع، إنّ انعقاد هذا المؤتمر يُعد نتاجاً للمؤتمرات الأساسية والوظيفية والقطاعية التي انتظمت ولايات البلاد كافّة. وأشار لانضمام أعداد كبيرة للوطني أخيراً من الاحزاب والقوى السياسية كافة عن قناعة منهم بمبادئ ومنهج الحزب، وأكد تعاون الوطني مع الاحزاب كافة لخدمة القضايا الوطنية. ودعا الأحزاب للجاهزية في المرحلة المقبلة خاصة للانتخابات التي قال إنها تمثل تحدياً حقيقياً للوطن وكل القوى في البلاد. وعدّد نافع المؤتمرات التي عقدها الحزب وهي (57) مؤتمر منطقة، (58) مؤتمر اساس و(17) مؤتمراً وظيفياً في الولايات الجنوبية، وأشاد بالدور الذي لعبه قطاع الجنوب في إنجاح هذه المؤتمرات، وأشار إلى المضايقات التي ظلّت تتعرّض لها المؤتمرات الأساسية بالجنوب، وقال إنّ إغتيال أمينة المرأة بالمؤتمر الوطني بغرب الاستوائية أبلغ دليل على ذلك، فضلاً عن الهجوم الذي تعرّض له مؤتمر الحزب بولاية واراب من قِبل الحركة الشعبية، إلاّ أنّه أشاد بالجهود التي بذلها الفريق أول سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس حكومة الجنوب ونائبه د. رياك مشار في إنجاح مؤتمرات الحزب بالولايات الجنوبية. من جهته كَشَفَ د. مندور المهدي أمين الشؤون السياسية والتنظيمية بالوطني عن تسلّم حزبه إعتذاراً من باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية ونائبه ياسر عرمان، وقال مندور ان البرقية حوت إعتذاراً رسمياً بسبب ضيق وحركة الطيران من جوبا الى الخرطوم، ورفض التعليق على الإعتذار، وقال في رده على أسئلة الصحافيين (لا تعليق). وأشاد مولانا محمد بشارة دوسة رئيس مجلس الأحزاب السياسية بممارسة المؤتمر الوطني السياسية داخل الحزب، وقال إنّه دائماً ما يلتزم بالشورى والمؤسسية في أروقته، وأضاف: نحن نشهد له بذلك، خَاصةً وأنّه حَقّقَ السلام بين الشمال والجنوب عبر إتفاق (نيفاشا)، وأشار إلى التحول الديمقراطي للوطني، وأَكّدَ دعم الوطني لقيام الانتخابات بحرية ونزاهة تامتين، ودعا دوسة الأحزاب كافة لطَيْ الخلاف فيما بينها خاصة وأنّ المرحلة تتطلب العمل الموحّد من أجل وحدة البلاد. منْ جَانبه شَدّدَ مني أركو مناوي كبير مساعدي رئيس الجمهورية، رئيس حركة تحرير السودان على ضرورة النظرة القومية لقضايا البلاد، وأكد ضرورة إعمال الحوار بين القوى السياسية كافة، وقال إنّ الحرب ليست الطريق لاستقرار البلاد وحل القضايا العالقة، ودعَا مناوي المؤتمر الوطني والحركة الشعبية الى تجاوز الخلافات، وألاّ يكون مؤتمر جوبا سبباً للحساسية بين الشريكين، ودَعَا الطرفين لانعقاد مؤتمر آخر يتناول قضية دارفور والاستفتاء بقيادة زعماء الحزبين، ووعد بدعم حركته للمؤتمر حَال قبول الطرفين بالأمر. وطَالَبَ مناوي بالعمل على قيام انتخابات حرة ونزيهة في مراحلها كافّة، ووجّه رسالة إلى أطراف النزاع في دارفور خاصةً غير الموقعة على الاتفاقات السابقة بأنّه لابد من تقديم التنازلات اللازمة لتقريب شقة الخلاف بين الطرفين (الحكومة والحركات)، للوصول إلى نقاط تلاقٍ ترضي الأطراف كافّة. وأكّد دعم حركته لخيار الوحدة وأنها ستبذل الجهد في سبيل الوطن الواحد لتتساوى فيه كل القوى، وقال مناوي إنّ قضية دارفور سياسية، إجتماعية وتنموية، وحَثّ على إنفاذ إتفاق (أبوجا) عبر إلتزام الحكومة بوعودها من تعويضات والحوار الدارفوري - الدارفوري، وطالب القوى السياسية كافّة الى بلورة رؤى من شأنها حلحلة الأزمة. وقال موسى محمد أحمد مساعد رئيس الجمهورية، رئيس جبهة الشرق، إنّ البلاد تمر بمرحلة دقيقة تَتَطَلّب تضافر الجهود، وأضاف انّ تحقيق الإجماع الوطني تجاه القضايا الوطنية لن يتأتى إلاّ بالإرادة السياسية والتغلب على المصالح الشخصية والحرص على المصلحة العامة. ودعا إلى العمل لإنفاذ برامج الوحدة الجاذبة وبناء الثقة بين الشريكين (الوطني والحركة) وتنشيط العلاقات بين الشمال والجنوب. وطالب موسى، حركات دارفور بتوحيد موقفها التفاوضي للوصول الى حلول عادلة للمشكلة، وأشاد بقيام المؤتمر العام للوطني، من ناحيته أكّدَ الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي، أنّ كل ما توصل إليه مؤتمر جوبا من قرارات كانت بالإجماع وبمشاركة الجميع، ونفى أن تكون صدرت بالأغلبية، واستنكر المهدي عدم مشاركة بعض القوى السياسية في مؤتمر جوبا وعدم مُشاركة قوى أخرى في مؤتمر المؤتمر الوطني، وقال: نحن نريد للسودان الوصال وليس الإنفصال من خلال مشاركة بالرأي والرأي الآخر. ودعا المهدي إلى إبرام اتفاق (جنتل مان) لحل القضايا العالقة والتعاون لحلحلة القضايا كَافّة، وقال إنني أدعو لاتفاق (جنتل مان) للاعتراف بأوزان بعضنا والالتزام بالسلام العادل والشامل والحريات وعدم عزل أحد. وأضاف أن فشل النخبة السياسية في حل قضايا البلاد يعلن إفلاسها السياسي الشامل، وزاد: لكن النجاة تتمثل في الطريق القومي للخلاص. وأكّدَ المهدي تمسك حزبه بالتراضي الوطني، وقال: مهما كان الحال فإنّ أهداف التراضي الوطني تظل أهدافنا. ودعا إلى التمسك بالوحدة الوطنية، وقال إنّها تمثل عصا موسى والبلسم الشافي لكل جراحاتنا. وأكّدَ ضرورة السعي الجاد بالحكمة والعزيمة لتوحيد الإرادة الوطنية. وَوَجّه المهدي رسائل للأطراف كافّة، وقال إنّ مصلحة المؤتمر الوطني تأتي عبر الوفاق الوطني، ومصلحة الحركة الشعبية في الوحدة الجاذبة والحوار الأخوي، وزاد: الحركات المسلحة لا جدوى لها سوى إزهاق مزيد من الارواح والأموال، ومطالب دارفور هي جزء من القضايا الوطنية وتحقيقها بالوسائل الوطنية مُمكنٌ. من جانبه دعا جلال يوسف الدقير ممثل أحزاب حكومة الوحدة الوطنية إلى تكوين جبهة وطنية عريضة تهدف لإحلال السلام والتوافق الوطني وإكمال مسيرة التحول الديمقراطي. وقال ان السودان وطن واحد يسع الجميع، وزاد: إن تسارع الأحداث في البلاد والمتغيّرات التي يشهدها تحتم علينا جميعاً أن نسرع الخُطى لتنفيذ بناء صف يعتمد على مؤشرات العمل الوطني لمجابهة التحديات التي تُواجه البلاد، وطالب الدقير حركات دارفور بالاستجابة لصوت العقل. إلى ذلك أكّدَ عبد العزيز بلخادم رئيس جبهة التحرير الوطني الجزائرية، رئيس الوزراء السابق دعم بلاده لجهود السودان في إرساء دعائم الأمن والإستقرار في البلاد وسعيه الجاد تجاه حل قضية دارفور، وأشار إلى الجهود الإقليميّة والدوليّة التي تُصب في هذا الصدد. وقال إنّ بلاده تنظر بعين الرضاء لما أنجزه السودان خَاصةً فيما يتعلّق بتوقيع اتفاقية السلام (نيفاشا) باعتبارها أنهت أطول حرب في أفريقيا، وأكّدَ ضرورة التمسك بالاتفاقية والمضي بها نحو أهدافها المرجوّة في تعزيز السلام والاستقرار بالبلاد، وجَدّدَ مساندة بلاده لكل الجهود العربية والأفريقية لحل مشكلة دارفور، وأعْرب عن أمله في أن تفضي مفاوضات الدوحة المقبلة إلى سَلامٍ دَائمٍ وشَاملٍ في دارفور. من جانبه أكّدَ زو منقو رئيس وفد الحزب الشيوعي الصيني، أنّ العلاقات بين الصين والسودان راسخة ومتجذرة لأكثر من خمسين عاماً، وزاد: إنّ الاحتفال باليوبيل الذهبي لعلاقات البلدين يمثل دليلاً واضحاً على المستوى المتقدم الذي وصلت إليه تلك العلاقات، وأوضح أنّه يحمل تحيات (75) مليوناً من أعضاء الحزب الشيوعي الصيني للقيادة السودانية، وأشار منقو إلى التنسيق بين البلدين في المحافل الاقليميّة والدوليّة كافّة، وجدد موقف الصين الداعم للسودان تجاه التحديات التي تواجهه، وأوضح أنّ العلاقات بين المؤتمر الوطني والحزب الشيوعي الصيني تُحظى بدعم القيادة في البلدين، وأشار إلى أن الاتصالات بين الحزبين تشهد تطوراً ملحوظاً منذ تاسيسها في اغسطس 2002م، وقال: بالرغم من البُعد الجغرافي للبلدين إلاّ أنّ الروابط بينهما تتميّز بالقوة والرسوخ. وانقسم المؤتمر مساء أمس إلى أربع لجان (سياسية برئاسة اللواء جلال الدين تاور، إقتصادية برئاسة ألسون مناني مقايا، ولجنة تقارير الأداء برئاسة علي محمود محمد، بجانب لجنة للتعديلات في النظام الأساسي التي أحالها مجلس الشورى الى المؤتمر برئاسة د. تاج السر مصطفى، وسترفع هذه اللجان توصياتها بعد مناقشة الأوراق لإجازتها. إلى ذلك عَلمت «الرأي العام»، أنّ د. إبراهيم أحمد عمر أقوى المرشحين لرئاسة مجلس شورى المؤتمر الوطني، الى جانب توقعات بتصعيد بعض القيادات لمواقع تنفيذية داخل الحزب.