فى مستودع مجلس الوزراء توصيات لم تبلغ الحلم بعد ... فالحلم هو أن تصبح التوصيات قرارات ... واحدة من هذه التوصيات تنتظر من ينشّط هرموناتها لترتقى الى قرار مجلس الوزراء رقم 13 لعام 2008 ! لن يرضى العقل الجمعى للسودانيين أن يكتب القرن الحادى والعشرين حين يكتب مذكّراته بانّ أول قرار اتخذه السودان وهو يستقبله هو انسحابه من توقيت مجموعة الدول التى تشاركه خطوط الطول ... أو تدّرس مدارس الدنيا فى حصص الجغرافيا أنّ خطوط الطول هى أداة تحديد التوقيت فى كل العالم ما عدا السودان ! قبل ثمانية أعوام اتخذ مجلس الوزراء فى السودان قرارا بأن تتقدّم ساعته الكليّة ساعة ... وذلك بأن يقوم كل مواطنى السودان بالتفاعل مع ساعة دولتهم فيقدّمون ساعتهم ساعة ... هذا القرار اتخذ بعد أن انعقدت له الورش واللجان و المستشاريات ! ومع سير التنفيذ بدأت تظهر عدد من الثغرات فى التجربة حتى تسرّبت منها الآثار الجانبية ... فقرار كهذا لا تتخذه دولة فى ظرف السودان وبحجم أولوياته وفى مقدار مشكلاته ... فبدأت ذات اللجان والورش والمستشاريات تتبرأ منه ... حتى غدا هذا القرار بلا صاحب أو أب أو ولى أمر ... لكنّه استطاع الصمود مع الاعتياد التنفيذى السودانى حتى تذكّروه ذات يوم فأوصى المجلس باعادة الساعة الى ما كانت عليه ! من أجل تفعيل التوصيات نذكّر وزارة مجلس الوزراء وأمانة مجلس الوزراء بالنقطة التى تقف عندها توصية لم تبلغ الحلم بعد ... ومنح التوصية فرصة أن تتطور الى قرار مثل توصية عطلة السبت ... واعادة السودان الى توقيت الدول ما بين خطّى طول 38 و 22 درجة ! فى ذكرى بداية تنفيذ قرار ارجاع ساعة السودان ساعة ندعو الى أن يفعل السودان ما تفعله معظم الدول : التوقيت الشتوى و التوقيت الصيفى ... تتقدّم الساعة ساعة فى الصيف و تثبت عقاربها فى مكانها فى الشتاء ... ولأنّ كل شيئ نفعله ننجزه تحت شعار فانّ شعار اعادة الساعة ساعة سيكون : يا ساعة السودان المطمئنّة ارجعى الى خط طولك راضية مرضيّة !!