الأستاذ الفاضل/ عبدالمجيد عبدالرازق لك أطيب التحايا والأمنيات وبعد: ? أتابع من حين الى آخر رغم ظروف الحياة الخانقة ووتيرتها المتسارعة والمتلاحقة ما يجري في المجال الرياضي عبر الصحف والاذاعة وقد شد انتباهي تناولك لكل الأمور عبر «حروف كروية» بكل موضوعية وصدق وحياد وبتجرد تام من اجل المصلحة العامة وفي مقدمتها مصلحة الوطن.. وأشير هنا الى دعوتك لزملائك الصحافيين للوحدة ولم الشمل بدلاً من العداوة والمهاترات والخصومات. اما اكثر ما لفت نظرى ودفعني لاسطر هذه الحروف فهو تناولك لمشاركة الهلال والمريخ في بطولة دورى ابطال افريقيا حين خسر المريخ من كانو خسارة ثقيلة وفاز الهلال بشق الأنفس «أو بالصدفة» على زيسكو بهدف وحيد في أرضه وبين جماهيره فحينها قلت (ان من حق الجميع ان يحلم ويسعى لتحقيق حلمه ولكن يجب ان يكون هذا الحلم معقولاً وممكن التحقيق واذكر انك قلتها صراحة ان مستوى فريقى الهلال والمريخ لا يؤهلهما لهذه البطولة «وقد اسمعت اذ ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي»).. ? العاقل من يستفيد من تجاربه وخاصة الفاشلة منها والأعقل من يستفيد من تجاربه وتجارب الآخرين من حوله مما يفرض علينا السؤال تلو السؤال.. لماذا هذه الاخفاقات في شتى مجالات الرياضة السودانية؟ ولماذا هذا الخروج المبكر من المنافسات والبطولات الافريقية والعربية على مستوى المنتخب الوطني الأول «أو الشباب» والفرق السودانية وخاصة الهلال والمريخ؟ ? وللاجابة على هذه الاسئلة سأجيب من وجهة نظرى الخاصة والمتواضعة وبصفتي مواطن متابع لما يدور من حوله على المستوى العالمي والاقليمي والمحلي وأقارن وأفاضل وأجيب بايجاز وأقول: ان السبب الرئيسى لهذه الاخفاقات وخاصة في كرة القدم يعود الى ان القائمين على الأمر في الوزارة والاتحاد العام لا يخصصون ميزانيات تكفي ولا يضعون خططاً مدروسة تنفذ على مدى قريب وبعيد وبالتالى ينعدم الهدف أو الأهداف التي يجب ان يعمل كل في مجاله من اجل تحقيقها بل هم يهدرون الوقت والمصالح العليا في اختلافاتهم ومعاركهم من اجل مصالحهم واثبات وجودهم ضاربين بمصلحة الوطن عرض الحائط والامثلة كثيرة نراها تارة بين الوزير والاتحاد العام ومرة بين الاتحاد العام وانديته وقضايا وطعون بالمحكمة الدستورية وردهات المحاكم ونتوه نحن جميعاً مع تلك العنتريات التي لم تقتل ذبابة.. ? أما السبب الثاني فهو الاعلام بشتى مسمياته «المقروء والمسموع والمرئى» فالاعلاميون بسبب انتماءاتهم الصارخة يطبلون ويكيلون المديح لادارة الفريق أو لاعبيه ويتغاضون ويتعامون عن السلبيات وهم بهذا كالذى ينفخ في بالون لا محالة سينفجر واسوق هنا مثالاً واحداً فحين انتصر المنتخب الوطني على منتخب مالي بثلاثة اهداف مقابل هدفين ظل كل الاعلام يتكلم عن الفرحة بالفوز وتبارى في وصف اللاعبين بالابطال والالقاب فهذا اسد وذاك غزال وذاك معلم ومايسترو الى آخره ولم يتحدث أحد عن كيف ولج هدفا مالي مرمانا ولماذا؟ بل ان بعض الصحافيين صاروا يتناولون الفاظاً قبيحة كل القبح وبعيدة كل البعد عن الرياضة وقيمها اذ كيف يعقل ان يطلق على ميدان للتبارى والتنافس واللعب النظيف لفظ المقبرة؟ رابطين ذلك بالموت والفناء والعدم فالرياضة يا هؤلاء حب وسلام وتواصل بيننا والآخرين بل هي سفارة شعبية تحقق أحياناً ما يعجز الحكام عن تحقيقه عبر الحروب أو الدبلوماسية.. ولأنهم تشربوا بمثل هذه الألفاظ صارت الأعمدة الصحفية تحمل لنا مسميات مثل دبابيس ونمل ولن نستغرب اذا رأينا غداً اعمدة تحمل اسم «لدغة ثعبان او عقرب وانفجار بركان او زلزال».. ? أما السبب الثالث فيعود الى ادارات بعض الاندية السودانية التي جاء الى رئاسة مجالس اداراتها أناس أهم مؤهلاتهم كانت هي المال الذى به يشترون ويبيعون ويهددون وكل همهم من تلك المناصب المصلحة الخاصة عبر الهيل والهيلمان والنجومية التي تتحقق عبر هذه الأندية الكبيرة والتاريخية ولذلك يسير العمل بتسلط وديكتاتورية فيتم التدخل في المسائل الفنية من تسجيلات وتشكيلة للفريق ويذعن المدرب وخاصة الاجنبي حفاظاً على وضعه ومخصصاته المادية التي هي أهم لديه من سمعة كرة القدم السودانية.. ? أما السبب الرابع والأخير فهم اللاعبون فالغالبية العظمى منهم غير متعلمين وبالتالى يصعب فهمهم واستيعابهم لبرامج التدريب وخطط اللعب ولا يعرفون كيف يكتسبون اللياقة وكيف يحافظون عليها ولا يعلمون قيمة الوطن فلا يفرقون بين مصلحته ومصالحهم الخاصة المادية فنرى الهروب من المعسكرات لاتفة الاسباب والتمرد والغياب.. ? وقد يقول قائل ان الجمهور يعد واحداً من هذه الاسباب فأنفي ذلك وأقول ان انصلح حال تلك الجهات الاربع فسينصلح حال الجمهور تلقائياً وتتلاشى الالفاظ الشاذة والمناظر القبيحة مثل حمل شعار الفريق «المنافس» ككفن على عنقريب من اجل الدفن والمقبرة وتأسيساً على الفاظهم واسلوبهم هذا اسأل ان كان هناك من يجيب: في عشية ذاك الأحد هل انتحر الهلال أم اغتالوه؟ ? الأستاذ عبدالمجيد الحديث عن الاخفاقات الرياضية يطول ويتشعب لذا بهذا القدر اكتفي آملاً ان يكون حديثي هذا كحجر القيته في بركة ساكنة لتتحرك وتنداح سائلاً الله ان يوفقنا جميعاً لما فيه خير البلاد والعباد.. عمر جلال الدين - ودمدني اعلامي من منازلهم تعقيب: ? شكراً أخي عمر و،قد أوفيت.. وكفيت..!