قبيلة حمر من مجموعة قبائل جهينة العربية فهم من القحطانيين الذين كان موطنهم في جنوب الجزيرة العربية. ويقول المؤرخ السوداني الراحل مكي شبيكة - طيب الله ثراه- انها دخلت السودان من شمال افريقيا ومعها الكواهلة والكبابيش في القرن الثامن عشر واستقروا بمنطقة السا?نا الفقيرة حول مدينة النهود حاضرة هذه القبيلة السودانية الكبيرة وتمتاز هذه المنطقة بخصوبة اراضيها وجودة مراعيها ويحترف بعض افراد هذه القبيلة الرعي فهم يرعون الابل الحمرية الكبيرة الحجم والضأن الحمري الشهير الذي يعرف بجودة لحومه وكبر حجمه ويتم تصدير معظم الإبل الحمرية الى ارض الكنانة بينما ُيصَّدر الضأن الحمري الى كل دول الخليج.. وتشكل الثروة الحيوانية في دار حمر دعماً كبيراً للصادر السوداني وعائداتها مقدرة للخزينة العامة ، أما المزارعون من قبيلة الحمر فقد برعوا في زراعة الفول السوداني والدخن والسمسم الى جانب انتاجهم الوفير من الصمغ العربي وحب البطيخ. وظلت المنطقة منذ استقلال السودان تعاني من وعورة الطرق وتفتقر الى الخدمات الاساسية بالرغم من انها منطقة إنتاج وفير ولم يصل طريق الاسفلت الى حاضرتها النهود إلا في العام الماضي. والقبائل التي تجاور الحمر من الشرق هي قبائل البديرية والجوامعة ومن الشمال قبائل الكبابيش والشنابلة والبزعة والهواوير ومن الغرب قبائل البرتي والرزيقات والمعاليا، أما من الجنوب فتوجد قبائل المسيرية. وتمثل القبيلة الحاجز الذي يفصل ولايات دارفور عن ولاية شمال كردفان. وأكتوت هذه المنطقة بنيران تمرد دارفور وصمدت صموداً اسطورياً وتعرضت لخسائر في الارواح والاموال والممتلكات حين ضُربت عدة مرات في سبيل دخول حركات التمرد لكردفان وضم كردفان للتمرد. وتمركزت ضربات التمرد المؤلمة في منطقتي المجرور وغبيش (ثلاث مرات) ومنطقة ود بندة وما جاورها فضلاً عن الاختراقات والتدخلات العديدة. ورغم ضراوة هذه الاعتداءات الغادرة فانها تكسرت بفضل صلابة اهل المنطقة ومقاومتهم الشديدة لمحاولات جرهم الى أتون صراع دارفور. ومما يجدر ذكره ان منطقة دار حمر تمثل (33%) من الكثافة السكانية بشمال كردفان وبالرغم من ذلك وما لهذه المنطقة من المنتجات الزراعية والحيوانية الهائلة التي ترفد الصادر وتقوى من عضد اقتصاد الوطن فهي لم تنل حظها من التنمية والسلطة. واستغل المتمردون هذه الثغرة واستطاعوا تجنيد العديد من ابنائها لحركات التمرد. بحجة الحصول على حقوقهم في السلطة والثروة. وعلى الرغم من ظروف منطقة حمر وافتقارها للاساسيات مثل مياه الشرب والطرق والصحة والتعليم فهي موالية للانقاذ بنسبة (100%) واستطاعت بوطنية ابنائها وصلابة عودهم ان تقاوم وتفشل كل التهديدات والاغراءات. وسبق ان تكونت ولاية غرب كردفان من قبائل حمر وتم بناء عاصمة كردفان الفولة بجهودهم وعند تصفية ولاية غرب كردفان تم ضمهم لشمال كردفان دون سلطة او ثروة او تنمية، والولاة الذين تعاقبوا على شمال كردفان ليس من بينهم سوى ابو كلابيش الذي تحددت فترة ولايته باجراء الانتخابات العامة ولذا فاننا نرى من الضرورة وجود احد ابناء دار حمر على سدة الحكم في ولاية شمال كردفان وبذلك يمكن استعادة ابناء حمر من صفوف التمرد وتجنيد ابناء حمر من الفاقد التربوي في صفوف القوات المسلحة. وأهل المنطقة أملهم بعد الله عظيم في السيد رئيس الجمهورية البشير الذي يدرك وضع المنطقة وخصوصيتها.