لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مذبحة آثار بالعباسية
ضحيتها مسجد «قدح الدم»
نشر في الرأي العام يوم 13 - 10 - 2009

(أنتم لا تهتمون كثيرا بماضيكم وتاريخكم).. هذه العبارة (القاسية) سمعتها من أحد الأجانب عقب سماعه هدم مسجد «قدح الدم» الذي تحول الى كوم تراب لتعرضه الى (مذبحة أثرية) جرت فصولها بقلب العاصمة الوطنية أمدرمان، على مرأى ومسمع المسئولين، بما فيهم هيئة الآثار .. فما هي ملابسات هدم هذا المسجد الذي يبلغ عمره «111» عاماً؟ ---- جولة وسط الأطلال كان مسجد الشيخ «قدح الدم» يحتل القطعة رقم «19»، مربع «1-4» و «4-4» ، بالعباسية شرق بالحي المعروف ب «حي القرآن»، مساحته «181» متراً، وجنوبه مباشرة حوش ، قدح الدم» الذي كان يستضيف فيه أهل العلم والحجيج من غرب أفريقيا.. وهو من ضمن المساجد الخمسة الاوائل التي شيدت بامدرمان، إذ شيد في العام 8981م، بواسطة الشيخ «محمد قدح الدم»، بعد أن منع الانجليز أداء الصلاة بمسجد الخليفة، وقدح الدم هو أحد أمراء المهدية المشهورين وحامل لإحدى راياتها، وكان ناظر عموم قبيلة «الفولاني» فيما يعرف بالسودان الغربي.. والمسجد «كان» مشيدا من الطين اللبن، وهو بلا مئذنة، بسقف بلدي، ويستند على «6» أعمدة خشبية كبيرة، و «6» شبابيك، و «3» أبواب، و «4» مناور، وملحقة به زاوية وخلوة للعلم «فقه- حفظ القرآن- التجويد- اللغة العربية- الحساب».. ووصلت شهرة المسجد العلمية، والأثرية والتاريخية الى خارج الحدود، ولذلك كان قبلة العلماء وسياح الآثار من بعض دول العالم، نذكر منهم: «فاطمة بنت مالك»، وهي عالمة صينية مسلمة مهتمة بآثارنا السودانية، وبروفيسور «لوشيكا»، العالمة اليابانية المتخصصة في التاريخ الاسلامي، بجانب مجموعة من الألمان يتبعون للطريقة البرهانية، يأتون سنويا لزيارة المسجد.. ومن أشهر الذين ادوا الصلاة بالمسجد. الزعيم اسماعيل الازهري، والسيد عبد الرحمن المهدي.. والسيد «الصادق المهدي»، وبعض عامة المواطنين كانوا يأتون من خارج العاصمة خصيصا لصلاة الجمعة به.. والمسجد كما يقول احفاد قدح الدم وقف وصدقة جارية، يشرف عليه «عباس» ابن قدح الدم منذ وفاته، ثم إنتقلت الوصاية لابنه «ناجي» وبقية الاسرة.. عند زيارتي له الجمعة الماضية، لم أجد شيئاً سوى مساحة خالية، وعدد من الأعمدة الخشبية على الارض، من الناحية الشرقية، بينما اصبح المصلون يؤدون صلاة الجمعة داخل صيوان. تفاصيل المذبحة *صلاة الوداع الأخيرة التي أقيمت بالمسجد كانت صلاة الجمعة قبل عيد الفطر، حيث أعلنت لجنة المسجد للمصلين نيتها هدم المسجد لإعادة بنائه بصورة حديثة.. وفي تمام الواحدة والنصف صباح السبت، بدأ عمليات الهدم «المذبحة» ، حيث قام عدد من المواطنين وبعض الشباب بالحي يحملون معاول الهدم، بخلع الابواب والشبابيك، إلا ان قوة من شرطة تأمين وحماية الآثار بقيادة مدير الآثار، ولاية الخرطوم «بشرى اسماعيل»، أمرتهم بإيقاف عملية الهدم، إلا ان لجنة المسجد رفضت وأصرت، فواصلت أعمال الإزالة والهدم، إذ لم تكن شرطة حماية الآثار تحمل أمراً رسمياً مكتوباً لايقاف عملية الهدم.. فاستمرت مذبحة مسجد «قدح الدم» حتى صلاة فجر اليوم التالي.. وعلى ضوء خيوط الصباح إنجلت آثار المذبحة عن هدم جزء كبير من الجامع الأثرى .. بعدها حضر مدير مكتب وزير الثقافة والاعلام ولاية الخرطوم «تاج الدين» وطالب اللجنة بإيقاف الهدم، مشيراً انه يمكن تعمير وتأهيل المسجد بصورة حديثة، وفي نفس الوقت المحافظة على شكله الأثري، إلا ان اللجنة لم تذعن لذلك، فقامت بازالة وهدم المسجد كاملاً على مرأى ومشهد من الجهات الرسمية، بما فيها هيئة الآثار.. فحول المسجد الأثرى الذي ناهز عمره المائة عام إلى كوم تراب!!.. وازيلت الانقاض، ونقلت الابواب والشبابيك الأثرية إلى جهة مجهولة، وعند زيارتي له عقب هدمه مباشرة كانت آثار المذبحة واضحة ومؤلمة، لم أشاهد سوى أرض فضاء، وعدد من الأعمدة الخشبية ملقاء في الجانب الشرقي، أما حوش قدح الدم الواقع بالجزء الجنوبي من المسجد الأثرى المندثر، فقد سلم من معاول الهدم. *والسؤال المهم هنا: كيف ولماذا سمحت إدارة الآثار المسئولة عن حماية آثارنا القومية بإرتكاب تلك المذبحة الأثرية؟، إتصلت بأمين أمانة المتاحف بالهيئة العامة للآثار، «د. عبد الرحمن علي»، محاولا الوقوف على رؤية الهيئة. *سألته اولا: لماذا فشلت هيئة الآثار في حماية جامع «قدح الدم» الأثري من الهدم؟ - اجاب: ورد إلينا بلاغات جمهرة من المواطنين بالعباسية شرق شرعوا في هدم مسجد الأمير «قدح الدم»، فتحركت على رأس قوة من شرطة السياحة وحماية الآثار، وعند وصولنا الموقع وجدنا جمهرة من المواطنين يقومون بعملية هدم المسجد ، فطلبنا منهم التوقف حتى كتابة تقرير فني، وعندما أصروا طالبتهم بالإبقاء حتى على عمود واحد من أعمدة المسجد، ليضاف للمسجد الجديد، إلا انهم كانوا مصرين على هدم المسجد. *ولماذا لم تمنعوا الهدم والإزالة بالقوة خاصة انك حضرت الموقع برفقه قوة من شرطة السياحة وحماية الآثار؟ - المواطنون كانوا متحمسين لهدم المسجد أكثر من اللازم، ولذلك فضلنا التعقل. *ما هي مبرراتهم للهدم؟ - كانوا يعتقدون ان المسجد غير مسجل لدى هيئة الآثار. *وهل إعتقادهم ذلك صحيح؟ - أجل مسجد قدح الدم ليس مسجلا، مثله مثل معظم آثار الفترة المهدية، والآن نقوم بمسح أثرى لحصر وتحديد آثار المهدية وتسجيلها. *وهل عدم تسجيل المسجد يجعله خارج نطاق مظلة وحماية الهيئة العامة للآثار؟ - عدم التسجيل لا يعني انه لا يتبع للآثار؟ - كيف؟ - مسجد قدح الدم أنشيء منذ العام 8981م، اي ان عمره أكثر من مائة عام، ومعلوم ان قانون الآثار ينص على ان كل موقع أو مبنى تجاوز عمره المائة عام، تلقائيا يدخل في نطاق قانون الاثار، وتصبح الهيئة مسئولة عنه، بل هناك آثار ذات قيمة تاريخية وأثرية عالية، يحق للهيئة ضمها قبل بلوغها المائة عام. *البعض يرى أن هيئة الآثار اهملت في المسجد الاثري ولم تكن رادعة لوقف الهدم. - إذا كان هناك تنسيق بين الاثار والمواطنين، كان يمكن تجنب عملية الهدم، وترميم المسجد. اما عدم الردع، سبق ان قلت لك اننا وجدنا المواطنين متحمسين لإزالة المسجد، وكانوا باعداد كبيرة ومنفعلين اكثر من اللازم، ولذلك رأينا عدم إستخدام القوة معهم، لكنهم تسببوا في إندثار وزوال أثر وطني تاريخي لا يعوض. *ما القيمة الأثرية لمسجد قدح الدم؟ - يعود ذلك لإرتباطه بواحد من أمراء المهدية المشهورين، إضافة لكونه معلماً معمارياً يؤرخ للفترة المهدية، ومثل هذا النوع من المباني القديمة غير موجود في السودان، وهو رمز ومخلف أثري لواحد من قادة المهدية، وبعكس التراث المعماري لحقبة المهدية، ويعتبر جزءاً من تراث السودان وإرثه، وهو ليس ملكاً للجنة المسجد او خلافها. *هل إتخذت هيئة الأثار اي اجراء قانوني ضد الذين هدموا المسجد الأثري؟ - هناك إجراءات قانونية سوف تتخذ ضد الذين هدموا المسجد وكل من شارك في ذلك. وزارة الاعلام مدير مكتب وزير الثقافة والاعلام ولاية الخرطوم «تاج الدين» قال لي معلقاً: «وفق قانون الاثار، فإن اي مبنى عمره مائة عام يدخل تلقائيا في قانون الاثار وحمايتها، وناشدنا لجنة المسجد بإيقاف عملية الهدم، حيث سيتم ترميمه بنفس المواصفات.. وقال: هناك إجراءات شرعت فيها وزارة السياحة ولاية الخرطوم، والتي كونت لجنة للتحقيق في ملابسات هدم المسجد، مسئول عنها مدير عام وزارة السياحة الولائية. حفيدا قدح الدم «ناجي عباس أحمد محمد قدح الدم» حفيد الأمير قدح الدم، قال لي من داخل منزل الأسرة بالعباسية شرق: «لجنة المسجد إستغلت فترة غيابي خارج البلاد وفعلت ما فعلت بالمسجد، وسبق ان حذرتهم ان مسجد قدح الدم لن يهدم إلا على جثتي ومعروف ان المسجد وقف وصدقة جارية، وكان والدي (عباس) الوصي عليه منذ وفاة مؤسسه قدح الدم وبعد وفاة أبي أصبحت الوصي عليه مع بقية أفراد الاسرة.. ورفض «ناجي» الخوض أكثر في القضية، بقوله ان هناك إجراءآت قانونية سوف تتخذ ضد كل من إنتزع ولو طوبة واحدة من المسجد». اما شقيقته هدى عباس قدح الدم» فقالت: «أبلغت شرطة حماية الآثار يبدء عملية الهدم الذي تم للأسف في العشرة الاواخر من رمضان، وهي الفترة التي ينشط فيها الذكر وترتيل القرآن داخل المساجد، والهدم تم بواسطة العتلات والايدي، وكانوا يهدمون حوائط المسجد بربطها بالحبال، وفي اليوم التالي أحضروا جرافة قامت بهدم ما تبقى من المسجد. لجنة المسجد *ولكن ما وجهة نظر لجنة المسجد في ما قامت به من هدم؟ - «عنتر يوسف محمد» ، العميد بالمعاش، رئيس لجنة المسجد التقيته بمنزله بالعباسية شرق، على مرمى حجر من المسجد، أقصد أرض المسجد. سألته أولاً: كيف تكونت لجنة مسجد قدح الدم؟ - قال: تم ترشيحها من جانب المصلين، وتضم «71» عضوا ففي أغسطس 3002م تقدمنا بطلب إلى اللجنة الشعبية بالعباسية شرق لإعتماد لجنة المسجد، وبعد التصديق عليها من اللجنة الشعبية، تم التصديق عليها ايضا من الإدارة العامة للشؤون الاجتماعية- إدارة المساجد والدعوة - محلية أمدرمان بتاريخ 8/9/3002م، والتي منحتنا تصديقا لمباشرة مهامنا تحت إشراف إدارة الدعوة والتوجيه، ومنذ ذلك التاريخ اصبحنا نحن المسئولون عن إدارة مسجد قدح الدم. *هل لديكم شهادة بحث للمسجد؟ - أجل، فبتاريخ 21/2/5002م تقدمنا لإدارة الدعوة والتوجيه، محلية أمدرمان بطلب كروكي للقطعة رقم «19»، «4/3» - المسجد - وبناء على ذلك إستخرجنا شهادة البحث. *هل الشهادة تثبت ان المسجد خالٍ من الموانع؟ - أجل. *وما هو الغرض من إستخراجكم لشهادة البحث؟ - لغرض البناء. *لماذا قررتم إعادة بناء المسجد؟ - العباسية شرق منطقة مكتظة بالسكان، ومساحة المسجد ضيقة لوجود «4» كتوف طينية أخذت من مساحة المسجد، ولذلك فهو بوضعه السابق لا يتسع للمصلين، ولذلك قررنا إعادة بنائه بصورة حديثه تسمح بتوفير الراحة للمصلين، مع التزامنا الإحتفاظ باسم المسجد وتاريخ تأسيسه. *ولكن المساحة ضيقة أصلا ، وليس هناك قابلية لزيادتها؟ - قررنا إعادة بناء المسجد بطابقين على أن يحتوى على حمام ووضايات وعرضنا المشروع على الخيرين بالمواصفات المذكورة، ووجد ذلك إستجابة من أسرة المرحوم «محمد الامين حامد» وهو جار للمسجد، وابدوا إستعدادهم لتشييده على نفقتهم الخاصة، ووافقت لجنة المسجد على طلب الاسرة بتاريخ 6/6/8002م. *هل خاطبتم الجهات الرسمية المسئولة عن بيوت الله نيتكم إعادة البناء؟ - أرسلنا خطابا بذلك للأمين العام لمجلس الدعوة ولاية الخرطوم، أوضحنا فيه رغبتنا في إعادة بناء المسجد بواسطة الاسرة المذكورة. *هل عاينت إدارة الدعوة والتوصية أمدرمان، المسجد ميدانيا للوقوف على حالته؟ - أجل، فبتاريخ 01/2/9002م أرسل مدير الدعوة والتوجيه، امدرمان مندوبه وقام بمعاينة المسجد وكتب تقريرا عن حالته الراهنة في ذلك التاريخ. *ماذا جاء في التقرير؟ - التقرير اوضح ان بناء المسجد من الجالوص ويحتاج الى تجديد، وأوصى مخاطبة جهات الإختصاص لإستخراج شهادة بحث جديدة بغرض البناء، إستخرجت فعلا بتاريخ 61/2/9002م. *كيف أستخرجت اللجنة ترخيص البناء؟ - بناء على شهادة البحث، وترخيص ا لبناء الذي حصلت عليه اللجنة عمل الرقم «11872»، بتاريخ 7/9/9002م. *وما هي الجهة التي أصدرته؟ - إدارة المباني بوزارة التخطيط العمراني والمرافق العامة، ولاية الخرطوم. *هل صدر قرار هدم المسجد بإجماع اللجنة؟ - أجل، وكان ذلك في آخر جمعه قبل عيد الفطر المبارك مباشرة. *ولكن هناك أوصياء على المسجد هم أحفاد «قدح الدم» وأسرته.. هل قمتم باستشارتهم عند إتخاذ قرار الهدم؟ - المسجد لا يتبع لاي شخص، بل للأوقاف. *معلوم ان المسجد آسسه الامير «قدح الدم»، وذلك يعني انه يتبع لاحفاده؟ - القطعة التي شيد عليها المسجد تم وهبها من جانب أفراد أسرة «قدح الدم» لتصبح مسجدا، وذلك العام 7691م، وبالتالي فهو يتبع للاوقاف. *هل إدارة الدعوة والتوصية- إدارة المساجد - على علم بذلك؟ - أجل. *المسجد تأسس منذ العام 8981م، بمعنى ان عمره تجاوز المائة عام بإحدى عشرة سنة وبذلك فهو حسب قانون الاثار يعتبر مسجداً أثرياً.. فكيف أقدمتم على هدمه دون إخطار الهيئة العامة للآثار؟ - لم نجد ما يثبت انه مسجل لدى هيئة الآثار كأثر. *ألم تخطركم إدارة الآثار بذلك؟ - لا، لم يتصل بنا اي أحد من الاثار يشير ان المسجد يتبع لهم سوى ليلة الجمعة الموافق 11/9/9002م عندما بدأنا عملية الإزالة، فأوضحنا لمندوب هيئة الاثار اننا
كلجنة مسجد نمتلك المستندات التي تثبت أحقيتنا في إعادة تشييد المسجد، وفي نفس الوقت لا يوجد اي مستند لدى أية جهة يمنعنا عن ذلك. *الا تعلمون ان عمر المسجد ناهز المائة عام، وهو بذلك يعتبر مسجداً أثرياً حسب قانون الآثار؟ - حسب علمنا، ان مسجد «قدح الدم» تم تسجيله كمسجد العام 7691م، اي ان عمره «54» عاماً فقط، وبذلك فهو لم يتجاوز المائة عام، فلا يدخل في قانون الاثار الذي أشرت إليه. *كيف ذلك والمسجد شيد منذ العام 8981م، اي عمره «111» عاما؟ - صحيح أنه شيد العام 8981م لكنه لم يسجل كمسجد الا العام 7691م، وفي العام 8891م تصدع بسبب الأمطار، وأعيد تشييده مرة أخرى لإنهيار السقف، وبذلك فهو رسميا لم يتم مائة عام سوى إسما فقط. *تقصد انه ليس مسجدا أثريا؟ - كما ذكرت لك يا أستاذ مسجد قدح الدم لم يبلغ المائة عام حسب المستندات، وبذلك فهو ليس أثرىاً ولا ينطبق عليه قانون الآثار وحمايتها. *ما هدفكم من مخاطبة إدارة الدعوة والتوصية، وإدارة المساجد، محلية أمدرمان بتاريخ 2/8/9002م تطلبون منهم الحصول على السجل التاريخي للمسجد؟ - ليكون ذلك بداية لتوثيق متكامل للمسجد عند إفتتاحه بصورته الحديثة الجديدة. *كيف وأين تخلصتهم من مخلفات المسجد؟ - كلفنا لجنة التخلص من الانقاض ببيعها لإستغلال ثمنها كنثريات لتكلفة التشييد. *وأين إختفت الشبابيك والابواب وهي تعد أثرية بعمر المسجد؟ - الأبواب والشبابيك التي أزيلت ليست أثرية، وليست من خشب بل من حديد، سبق ان قام المرحوم «عوض محمد شوقي» بتجديدها، وهو من أبناء المنطقة، وحفيد «قدح الدم»، وهو الذي أدخل الكهرباء وجلب المراوح والميكروفون، كما شيد المنبر. *هل سيتم بناء المسجد بواسطة اللجنة، أم باشراف الاسرة المتبرعة بإعادة البناء؟ - أؤكد ان اللجنة ليس لديها اي تدخل في عملية التشييد مادياًً أو فنيا، ولم ولن نستلم اي مبالغ او مواد من اية جهة. *ومتى يكتمل العمل في المسجد؟ - نهاية العام الحالي. *هل تعلمون ان هناك لجنة قانونية للتحقيق مع اللجنة لتسببها في إزالة وزوال مبنى تاريخي أثري؟ - نسمع بذلك، لكن كل المستندات التي تثبت شرعية ما قمنا به بطرفنا.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.