دخل لاعب مهم وقوي ملعب الاستثمار في البلاد بثقل زائد عن الاعوام الماضية خاصة وانه يتميز بإمكانيات مالية ضخمة وعلاقات خارجية واسعة من شأنها ان تغيّر خارطة الاستثمارات العربية بالبلاد وان يحتل مراتب متقدمة، فدولة قطر او (العنابي) كما يحلو لأهله ان يطلقوا عليها دخل بقوة مجال الاستثمار بالبلاد بتوقيع اكثر من اتفاق ومذكرات تفاهم مع جهات محلية عديدة شملت جهات حكومية وقطاعاً خاصاً والاتفاق على قيام مشروعات في المجال العقاري ومجالات اخرى. ويعد ابرز تلك المشروعات مشروع الضفاف على النيل الازرق الذي تنفذه الشركة القطرية ووضع حجر اساس المشروع بواسطة نائب الرئيس علي عثمان محمد طه وولي العهد القطري الامير تميم بن حمد أمس الاربعاء بمساحة تبلغ اكثر من (200) الف متر مكعب على امتداد النيل ويشمل وحدات سكنية وتجارية وفندقا من فئة الخمسة نجوم، ويأتي ذلك عقب منح بنك قطر الوطني الشركة قرضا يصل الى ملياري دولار لتمويل استثمارات عقارية في الخارج من خلال قرض اسلامي في ديسمبر الماضي. ويعد الضفاف احدها، حيث تؤكد الديار انها سوف تستثمر حوالي (600) مليون دولار بالبلاد خلال العام الحالي _ بحسب وزير المالية الزبير احمد الحسن- بجانب مذكرة التفاهم ما بين البنك المركزي السوداني ونظيره القطري الذي يسهم في التعامل بعملات دول مجلس التعاون الخليجي المختلفة، ويبدي البعض تفاؤلاً من بداية بنك قطر الوطني الذي يمتلك جهاز الاستثمار (50%) من اسهمه في حين يمتلك القطاع الخاص ال (50%) الباقية لعمله بالبلاد، فالبنك يستحوذ على ما يقارب (45%) من اجمالي موجودات القطاع المصرفي حيث يفتح هذا الامر فرصاً واسعة للتمويل من الصناديق والبنك القطري بالبلاد الامر الذي يصب في مصلحة القطاع المصرفي المحلي والقطاع الخاص. وحرص القطاع الخاص السوداني على استعراض الامكانات كافة التي تتمتع بها البلاد خاصة في جانب الاستثمار الزراعي عقب اتفاق الجانبين على تكوين مجلس اعمال سوداني قطري للتعاون والتنسيق في المجالات المختلفة ما بين الجانبين، وقال بكري يوسف الامين العام لاتحاد اصحاب العمل ان السودان يستأثر بنحو «52-03%» من المساحات المزروعة بالحبوب بالوطن العربي ونحو (40%) من اجمالي الثروة الحيوانية التي يمكن ان تسهم بشكل كبير في معالجة الفجوة الغذائية في الوطن العربي عبر الاستثمار في تلك المجالات وذلك على خلفية اعلان الدولة التوجه الاستراتيجي نحو اعطاء الاسبقية للزراعة والتصنيع الزراعي، غير ان القطر سبق ان ولجت مجال الاستثمار الحيواني عبر شركة المواشي القطرية التي بدأت اعمالها في موسم الهدي الماضي. وفي المقابل كانت المشاركة الحكومية الاتحادية وولاية الخرطوم فاعلة سواء في المشاريع التي يتم طرحها او في مشاركة الوزراء في مداولات الاعمال، حيث دعا وزير الطاقة والتعدين د. عوض الجاز المستثمرين القطريين الى الدخول في استثمارات في مجال الطاقة والتعدين خاصة في قطاع الغاز والكهرباء ورحب بأي استثمارات في هذا الجانب، خاصة وان قطر تمتلك خبرات كبيرة في مجال الغاز عبر امتلاكها احد اكبر الشركات على المستوى العالمي وهي قطر للغاز التي يعد وقود الايثانول احد اهم منتجاتها. ولم يذهب وزير الصناعة بعيداً عن رصيفه، حيث دعا القطاع الخاص القطري الى الاستثمار بالقطاع في الجوانب التي يتميز فيها السودان بميزات تفضيلية منها السكر والصناعات الجلدية والغزل والنسيج والصناعات الغذائية المختلفة. وجاهر الجانب القطري على لسان وزير ماليته يوسف حسين كمبال بأهمية تهيئة الحكومة للمناخ الاستثماري عبر وجود قوانين وانظمة وان تكون الاجراءات سهلة وسلسة تسهم في جذب مزيد من المستثمرين سواء القطريين او العرب، مضيفا ان هناك توجيهات من امير البلاد الشيخ حمد بن خليفة بأن يكون الاستثمار في الدول العربية من الاولويات. وسارع وزير المالية الزبير احمد الحسن الى التأكيد ان الدولة عملت على إزالة كل المعيقات التي تواجه الاستثمار في جميع مراحله، حيث قامت بجهود لتحسين مناخ الاستثمار وأولها تحقيق الاستقرار الاقتصادي. واستشهد الوزير بالسياسات التي أدت الى استقرار اقتصادي العام الماضي، حيث تم تحقيق معدل نمو اقتصادي وصل الى (10%) في حين من المتوقع أن يصل الى (8%)، واشار للإعفاءات التي تم منحها للقطاع الزراعي بإعفاء ضريبة ارباح الأعمال وإعفاء المدخلات من الجمارك. وشدد ان الاجراءات البيروقراطية سيتم ازالتها عبر اجتماع المجلس الاعلى للاستثمار الذي يترأسه رئيس الجمهورية وعضوية عدد من الجهات الاتحادية والولائية.