أضحت الأخبار عن ضبط أسلحة وذخائر مهربة من الأخبار المعتادة للقراء والعاملين في مطبخ صناعة الأخبار الصحفية والإذاعية والتلفزيونية والإلكترونية ، وشهدت الآونة الأخيرة ورود أخبار كثيفة تفيد بضبط القوات النظامية أعداداً من الأسلحة والذخائر عبر التهريب تنسف بالاستقرار والأمن وتستخدم في ترويع الآمنين والأبرياء والمدنيين العزل، وكان آخر هذه التراجيديا أمس الأول حيث تمكنت قوات الأمن الوطني والمخابرات بولاية شمال كردفان من إلقاء القبض على سيارة عند مدخل مدينة الأبيض محملة بأسلحة وذخائر قادمة من منطقة الحاجز بولاية جنوب كردفان ومتجهة إلى الشرق ، وقال مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني بالولاية العميد أحمد حسين إن السيارة كانت تحمل خمس وعشرين قطعة سلاح وذخائر تقدر بأكثر من عشرين ألف قطعة. إغراءات مالية في غضون شهر واحد من العام الماضي تمكنت السلطات الأمنية بولاية النيل الأبيض من إلقاء القبض على شحنتي أسلحة مهربة في طريقها من ولاية جنوب كردفان إلى العاصمة الخرطوم ، تزيد عن (70) قطعة كلاشنكوف محمّلة داخل تناكر وقود بشاحنة تتبع للجبهة الثورية ، وقال مدير الأمن والمخابرات بالولاية إنهم تابعوا العملية منذ تحركها من جنوب كردفان إلى أن تم ضبطها في حدود الولاية ، وأشار إلى إغراء تعرّض له سائق الشاحنة بشحن القطعة الواحدة ب(400) جنيه بغرض ضرب استقرار السودان، كما تمكنت شرطة ولاية القضارف والمباحث المركزية من ضبط (256) قطعة سلاح عبارة عن مسدسات كانت في طريقها لإثيوبيا على متن عربة بوكس من الخرطوم بعد أن حاول اثنان من المتهمين إخفاءها داخل جوالات وكراتين للتمويه. أسلحة بالمنازل وكانت شرطة ولاية الخرطوم قد عثرت على كميات كبيرة من الأسلحة داخل عدد من المنازل بمحليات الولاية السبع آخرها منزل بمحلية جبل أولياء ، وباتصال هاتفي بالشرطة من قبل أحد المواطنين أبلغ الشرطة بوجود أسلحة وقامت بالاجراءات اللازمة حينها، وكذلك أحبط جهاز الأمن بولاية نهر النيل عملية تهريب لكميات من الأسلحة الخفيفة شملت (61) قطعة بندقية كلاشنكوف و(4) مدافع قرنوف و(56) خزنة كلاشنكوف بمنطقة الباقير بمحلية الزيداب، ووفقاً لمصادر موثوقة فإن عناصر مسلحة تعرض أحياناً أسلحة للبيع لتقوم عصابات وتجار ناشطون ببيع وشراء تلك الأسلحة. النيل الأبيض.. مكمن الخوف يبدو أن الموقع الجغرافي لولاية النيل الأبيض لم يساعدها على الخروج من دائرة التهريب المستمرة، ولا تمر أيام وإلا يتم القبض على كميات من الأسلحة المهربة، حيث تمكنت شرطة مكافحة التهريب من القبض على عربة دفار محمل ب (37) قطعة سلاح و(24.630) قطعة ذخيرة بكوبرى كوستى فى طريقها للخرطوم، وبعدها بأيام معدودة فقط تمكنت شعبة الاستخبارات العسكرية في الفرقة (18) مشاة بولاية النيل الأبيض من القبض على شاحنة صغيرة محملة ب(69) قطعة سلاح (كلاشنكوف) و(1000) قطعة ذخيرة بكوبري كوستي، وكشفت إدارة مكافحة التهريب أن الشحنة المضبوطة حاول المتهمون التمويه عليها بشحن (30) من الخراف على ظهر شاحنة ، وتم إخفاء السلاح في أسفل العربة، وكان مخبأً داخل مربعات من الحديد وسط (رمل)، وتمت تغطية المربعات بلوح من الصاج تم لحامه، وأخفيت بداخله (34) قطعة كلاش و (2.630) طلقة و(13) خزنة و(2.5) قندول حشيش، غير أن هذه العملية نفسها كانت قد سبقتها عملية أخرى وتم فيها ضبط أسلحة خبئت داخل عربة تانكر . تخصص تهريب الخبير الأمني العميد م. حسن بيومي قال أن قضية تهريب السلاح تخصص فيها خبراء حفظوا الطرق والدروب والمداخل والمخارج والمعابر، مع علمهم بأماكن تواجد وتمركز قوات الحكومة مما فتح لهم أبواباً وطرقاً خفية استعصي على الحكومة معرفتها ومراقبتها وبالتالي تسهل عليهم عملية التهريب، ولفت بيومي الى أن المهربين يتعاملون مع كل من يعترض طريقهم إما بقتله أو شرائه بالمال، مشيراً بأن سوادهم الأعظم من مرافيد القوات المسلحة المتمرسين والخبراء الذين اكتسبوا مقدرات وقدرات عالية منها، ولفت بأن لهم جيوبا منتشرة في مواقع عديدة بالعاصمة والولايات، وأضاف: يمكن أن يحضروا لك السلاح في أي مكان وأي زمان . ورمى بيومي باللوم على الحكومة لتقصيرها ودعاها لضبط الحدود السودانية وخلق توأمة مع القوات الأمنية على الحدود مع الدول المجاورة لتقليل تمرير وتهريب الأسلحة والممنوعات الأخرى التي تؤثر على السلم الإجتماعي وتهدد استقرار الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية، بجانب تعطل فرص التنمية وتضعف الموارد وتسهم في زيادة الفقر . وقال بيومي أن مهربي الأسلحة يستخدمونها في ثلاثة أغراض إما للحرب والتمرد على الحكومة أو استخدامها في النهب والهمبتة أو للوصول إلى السلطة عبر القوة . ونوه بأنه لا توجد أي جهة تحمل سلاحا بصفة قانونية إلا القوات المسلحة وبعض الأسلحة المرخصة وما عداها دخل عن طريق التهريب، مشيراً بأن التهريب يشمل أسلحة خفيفة وأخرى ثقيلة مثل الألغام والقنابل والكلاشنكوف والراجمات، وقال أن بعض المتمردين استخدموا خليل إبراهيم ضحية نظير أن يدخلوا أسلحة ثقيلة إلى مناطق بجنوب كردفان ما زالت موجودة حتى الآن . ضعف أجهزة الرقابة من جهته أبدى اللواء محمد العباس الأمين الخبير العسكري قلقه بشأن تهريب الأسلحة المتكررة إلى السودان، وقال إن الظاهرة في تنامى وانتشار خطير ، لافتاً بالى أن (60%) من الأسلحة المنتشرة في إفريقيا توجد في أيدي المواطنين والقبائل ، وأشار الى أن السودان أصبح مرتعاً لتهريب السلاح، وعزا ذلك لاحاطة السودان بدول غير مستقرة ساهمت في وضع السودان وبقوة بين الدول المؤثرة والمتأثرة بظاهرة تهريب السلاح ، وأضاف: أن معظم الحلول والاتفاقيات التي تتبعها الحكومة مع الحركات المتمردة ضعيفة وهشة، ونوه الى بأن أكثر من (20) اتفاقية ذهبت أدراج الرياح وأصبحت حبراً على ورق وعاد أصحابها إلى التمرد والغابة ، ويرى العباس أن فرص نجاح مهربي الأسلحة تتزايد في السودان لبيئته وطرقه الوعرة وصحاريه الواسعة والتي حفزت العديد من مهربي الأسلحة لتمرير بضائعهم عبرها، وشكا من ضعف ورداءة الأجهزة والمعدات المستعملة في نقاط التفتيش والمعابر، واضاف: لا توجد أجهزة ومعدات ووسائل تساعد على ضبط المهربين، وطالب بتزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات حتى تتمكن من القيام بواجبها على أكمل وجه.