يقولون عبر المواقع الاسفيرية والصحافة الإلكترونية بأنهم قد خرجوا من »أبوكرشولا« في انسحاب تكتيكي دون ان تلحق بهم هزيمة من القوات المسلحة السودانية وتدعي الجبهة الثورية في عدد من البيانات المتناقضة بأن قرار الإخلاء من المدينة قد اتخذوه حفاظاً على أرواح المدنيين وان الجيش السوداني قد دخل »ابوكرشولا« وهي خالية تماماً من قواتهم. وفي موقع آخر يقولون بأن خططهم في الحرب ضد حكومة السودان قائمة على الدخول لأية مدينة ثم الخروج منها لتأكيد قوتهم وتشتيت جهود القوات المسلحة عبر عدة مواجهات في مواقع مختلفة.. ولكن المعروف بالأدلة والبراهين أن قوات الجبهة الثورية قد هزمت واندحرت وقتل منهم أكثر من ثلاثمائة محارب في داخل وخارج »ابوكرشولا« وان المعركة استمرت لأكثر من خمس ساعات لاذ فيها المعتدون بالفرار بعد مطاردات من الجيش في مناطق مختلفة وهزيمة تحكي عن نفسها. بعيداً عن تلك البيانات المتناقضة التي صدرت عنهم بعد يوم كامل للهزيمة وتفكير استغرق القادة وقتاً في البحث عن تبريرات لتلك الهزيمة المفاجئة بعد إعلانهم السابق في البقاء في »ابوكرشولا« حتى الاستيلاء على مدينة الأبيض ثم دخول الخرطوم وكنت قد شاهدت أحد قادتهم يتحدث من »لندن« في إحدى القنوات الفضائية يؤكد ان قواتهم على مشارف الخرطوم وهو لا يدري أن الجيش السوداني على بعد خطوات لدحرهم من »أبوكرشولا«... يقولون كان انسحاباً تكتيكياً ونقول لهم كانت هزيمتكم على يد القوات المسلحة شنعاء وإذا افترضنا انكم انسحبتم فهل تم ذلك بإرادتكم أم بإرادة الجيش السوداني الذي أرغمكم على الانسحاب الذي يعتبر أيضاً هزيمة بعد نصر كاذب استمر لأسابيع معدودة وتركتم خلفكم أسوأ سلوك لأسوأ معتدٍ فالثوريون لا يقتلون الأبرياء والثوريون لا ينهبون ويغتصبون النساء والثورية في نهاية الأمر هي سلوك وأخلاق حميدة وذكرى حسنة حتى بعد الانسحاب الذي تروجون له والذي يعتبر في كل المفاهيم العسكرية والسياسية وحتى الرياضية هو هزيمة ففي كرة القدم وحتى الملاكمة يعتبر المنسحب مهزوماً وفي كل الرياضات ناهيك عن معركة عسكرية لا يمكن ان يعتبر المنسحب عنها منتصراً.. إن المهزوم الأول في معركة »ابوكشرولا« هو العدو الاسرائيلي الذي خطط خبرائه للمعركة ووفروا لأدواتهم البشرية من الجبهة الثورية كل الأسلحة ووسائل الاتصالات المتطورة من اجل تقسيم السودان إلى دويلات عرقية إلا أن ذلك المخطط قد اصطدم بقوة وشجاعة الجندي السوداني الذي ألحق بهم تلك الهزيمة النكراء مما يجعل خيار حاملي السلاح من الجبهة الثورية هو التفاوض والحوار الوطني وصولاً إلى معالجات للأزمة في كل مواقع الاحتراب فالانتصار الحقيقي هو تحكيم صوت العقل والتفاوض السلمي حقناً للدماء فالقتال بين الأشقاء في الوطن الواحد خسارة والهزيمة يجب ان تكون للعدو الاسرائيلي وحده..