الباحث في التراث الشعبي السوداني محمد الفاتح أبو عاقلة يتحدث ل «الشروق» اليوم تشكل موسيقى «الوازا» حضوراً كبيراً في المحافل الرسمية والاجتماعية في النيل الأزرق، كونها الآلة التراثية السائدة في المنطقة وسط القبائل المتنوعة هناك، وهي تصنع من قرون الأبقار وبها ثقوب تساعدها على إصدار أنغام موسيقية رائعة. وتعد الآلة من الفنون الشعبية بالمنطقة، ويرجع تاريخها إلى عهد مملكة الفونج الإسلامية، وهي أول دولة إسلامية تحل محل الممالك النوبية التي تراجع حضورها بعد دخول العرب للسودان. ولقبيلة «الفونج» القدح المُعلّى في أن تظل موسيقى «الوازا» بالمنطقة وتحرص القبيلة على وجود الأطفال ضمن المنظومة التي تعزف عليها، ما يؤكد حرصها على توريث هذا الفن الشعبي عبر العصور والأجيال. وتستخدم موسيقى «الوازا» كوسيلة إعلام جماهيري، إذ أنّها أداة للتنادي القومي إذا أرادهم زعيم القبيلة لأمر ما، فضلاً عن استخدامها في أيام الحصاد. إيقاع «الوازا» ينقسم الى نوعين هما المشنق والشنير، ويختلفان عن بعضهما من حيث علو الصوت وانخفاضه. وتستخدم أيضاً كدق النحاس في بعض مناطق السودان للتعبير عن شئ ما حدث أو قد يحدث. وتُحظى الآلة الموسيقية ذات الإيقاع المحلي لمنطقة النيل الأزرق بقبائلها المختلفة من الفونج والأنقسنا والوطاويط، باهتمام واسع من جانب هواة الفن الأفريقي من الغربيين الذين لم يخفوا إعجابهم بها، فمنهم من يشد الرحال إلى النيل الأزرق لسبر غورها ومعرفة تاريخها، وفك طلاسم علاقتها ببعض الفنون الأفريقية المشابهة لها. ويقول الباحث في التراث محمد الفاتح أبو عاقلة إن آلة «الوازا» تعتبر الآلة الموسيقية الأولى في منطقة النيل الأزرق، وهي امتداد لتراث دولة الفونج. وأكد أنّ الآلة تحفظ في بيوت خاصة ولا توجد في أي بيت بالمنطقة، ويتم الاحتفال بها سنوياً خاصةً في موسم حصاد الذرة بشهر أكتوبر. وقال إن إيقاعها يختلف وهو يشمل المشنق والشنير، وتختلف عن بعضها من حيث علو الصوت وانخفاضه.