أطلت متلازمة طقوس رمضان برأسها كالعادة في كل عام، وتصاعدت وتيرة القلق الروتيني قبيل أن يبت مجلس الإفتاء الشرعي المنتظر أن يلتئم اليوم بالقطع في بدء الصيام ما بين غد أو بعد غد (الأربعاء)، وبدا لافتا للعيان مشهد احتشاد أسواق لحوم الشواء الشهيرة ب(قندهار) غربي أم درمان بجمهور كثيف من الفئات العمرية المختلفة. ورصدت (حكايات) في جولة استثنائية إقبالا غير مألوف على الشواء لم يخل رواده من الجنس اللطيف واللاتي شكلن حضورا أنيقاً ضمن أسر أو «شلليات» ضاقت بها الرواكيب الصغيرة المتراصة. وأفاد أمين محمد، بائع في محلات «نزار أم درمان للحوم» أن عادة (خم الرماد) مرتبطة بالشعب السوداني ويتناول خلالها الرواد من مدن العاصمة اللحوم بشراهة ونهم قبيل يومين أو ثلاثة من بدء رمضان، إلا أن أمين وبرغم الجمهور الكبير، اعتبر أن الإقبال هذا العام أقل من سابقاته لأسباب أرجعها برأيه إلى غلاء الأسعار لافتا إلى أن هناك زبائن نوعيين من طبقات الأثرياء يعتمدون عليهم بالأساس. وقال إن هؤلاء عادة ما يأتون في عدد من السيارات ويدعون أصدقاء لهم لقضاء نهار كامل مع لحوم الشواء يتخلله تناول مشروب تقليدي خليط من الزبادي والمشروبات الغازية. ومن داخل «شواية أولاد أم درمان» بالخرطوم، قال متوكل علي، إن (خم الرماد) يعتبر موسماً للبيع، وفيه إقبال كبير من الزبائن خاصة من موظفي الشركات والمؤسسات المختلفة إلى جانب الأفراد والأسر الذين يأتون في مجموعات تتناول شواء لحم الضأن وكبدة الإبل وغيرها من أنواع اللحوم وعادة ما يدفعون القيمة بالتضامن في آخر الوجبات ويغادرون وكلهم راضون عن خوض معركته الأخيرة مع اللحوم. وتابع متوكل: الزبائن هنا من كل قطاعات المجتمع من موظفين وعمال ورجال أعمال ووزراء ومحامين وصحفيين، تعرف منهم على (محمد لطيف، ومحمد محمد خير)، يأتون للتداول في بعض شؤونهم بجانب تناول الشهي من الشواء، إضافة لكثيرين من نجوم الفن والغناء، بجانب لاعبي كرة القدم في أندية القمة ومنهم مدثر كاريكا ومهند الطاهر. وتجد المياه الغازية والزبادي إقبالا كبيرا في يوم «خم الرماد» – بحسب بائع مياه غازية في شواية قندهار- ما يشجعهم على جلب وتوفير كميات منها في هذا الموسم أكثر مما كانت عليه في الأيام الأخرى، ورأى محدثنا أن الخلطة السحرية المكونه من الزبادي و(السفن أب) تعد من أهم مكونات وجبة «خم الرماد» لأنها تساعد على الهضم وأيضا تقلل من نسبة الشحوم في الجسم على حد زعمه. من جانبه، قال أحمد جعفر أحد الزبائن الذين وجدناهم في جلسه أشبه بحلقة مديح في حولية الصوفية: خم الرماد من الأيام التي نبرمج لها قبل فترة كافية ونأتي إلى هذا المكان لتناول كمية من اللحوم.. إلا أنه أشار إلى أن الوجبة تهضم سريعا وخلال ساعات وأضاف: «عندما يدخل رمضان لا يكون لديك أي رصيد من الطاقة لكن رغم ذلك هو يوم مهم بالنسبه لنا نحن الشباب». وفي السياق، أكد الطيب علي مصطفى صاحب شواية البركة أن يوم خم الرماد يمتلئ فيه المحل بالزبائن من مختلف الفئات ويشتمل على كافة الطقوس المعروفة، إلا انه وصف الإقبال في السابق بأنه كان أفضل مقارنة بالراهن، وعن أسعار اللحوم أشار الطيب إلى أن كيلو الضأن المشوي بسعر 70 جنيها والكبدة ب 80 جنيها وعادة ما تطلب الاثنتان معاً حتى تكتمل اللوحة حسب قوله.