أصدر الرئيس المصري عدلي منصور، إعلاناً دستورياً يقضي بالانتهاء من التعديلات على دستور البلاد في فترة لا تتجاوز أربعة أشهر ونصف، فيما تم تكليف حازم الببلاوي بتشكيل الحكومة الجديدة في مصر. وفي المقابل، اتهمت جماعة الإخوان المسلمين، الجيش بإطلاق النار على أنصار مرسي أمس الأول وهم يؤدون صلاة الفجر أمام نادي الحرس الجمهوري. ووصفت الجماعة الحادث بأنه (مجزرة). لكن الجيش قال إنّ الأحداث بدأت بهجوم مسلحين باستخدام ذخيرة حية وأعيرة خرطوش على قوات الأمن المكلفة بحراسة النادي. وبدأ مؤيدون للرئيس المصري المعزول محمد مرسي في الاحتشاد في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة وفي مدن أخرى استعداداً لمظاهرات أطلقوا عليها (مليونية الشهيد) أمس, في حين أشارت مصادر طبية إلى ارتفاع عدد ضحايا مجزرة الحرس الجمهوري إلى أكثر من (80) قتيلاً وألف جريح. وقالت تقارير إعلامية أمس، إنّ مسيرات مؤيدي مرسي تصل تباعاً إلى ميدان رابعة العدوية شرقي القاهرة حيث يعتصمون منذ عزله مساء الأربعاء الماضي. ومن المقرّر أن يشيع مؤيدو مرسي خلال المظاهرات المرتقبة عدداً من القتلى الذين سقطوا برصاص الحرس الجمهوري. وفي السياق، قال جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين ل (أ. ف. ب) أمس، إنّ القتلى سيشيعون في محافظات مختلفة ستشهد أيضاً مظاهرات منددة بمجزرة الحرس الجمهوري. وأوضحت التقارير أن المعتصمين في رابعة العدوية أقاموا جدراناً خرسانياً عند بعض المداخل تحسباً لمحاولة محتملة لإجلائهم أو الهجوم عليهم, وأوضح أنه لا وجود لأي أمنيين أو عسكريين في المداخل. من جهته، أورد حزب الحرية والعدالة في موقعه على الإنترنت أن معتصمين في رابعة العدوية سينظمون مسيرة يحملون خلالها الأكفان. في المقابل يعتصم عددٌ من معارضي مرسي في ميدان التحرير وسط القاهرة، رافعين لافتات تؤيد قرارات الجيش بعزله. وينحو مؤيدو مرسي باللائمة على الجيش لإطلاقه النار عليهم خارج مقر الحرس الجمهوري حيث يُعتقد أنّ الرئيس المعزول محتجز بداخله، غير أنّ الجيش قال إنه أطلق النار رداً على هجوم تعرض له جنوده. وكانت حصيلة أولية صدرت أمس أشارت إلى مقتل (51) من مؤيدي مرسي وإصابة (435) آخرين. لكن نقابة أطباء مصر أعلنت أمس، أن الحصيلة ارتفعت إلى (84) قتيلاً بينهم طبيبان وأكثر من ألف مصاب بينهم سبعة أطباء. ودعا القائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق أول عبد الفتاح السيسي إلى عدم زج الجيش في الصراع السياسي, واستنكر ما وصفه بتزييف الوعي المصري من قبل المتحدثين باسم الجيش والشرطة. وفي الوقت نفسه استنكرت قوى سياسية مصرية استهداف المتظاهرين المؤيدين لمرسي, ودعت بدورها إلى التحقيق في الأحداث. إلى ذك، دعت تونس، الإتحاد الأفريقي لعقد قمة عاجلة لبحث إمكانية التوصل إلى حل سلمي للأزمة المصرية، واعتبرت أن جامعة الدول العربية لم تعد الهيكل الإقليمي المناسب للعب دور الوسيط في الأزمة. وقال عدنان منصر الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية في مؤتمر صحفي أمس، إن الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي اتصل هاتفياً مع رئيسة مفوضية الإتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني زوما وطلب منها ضرورة تحرك الإتحاد الأفريقي لإيجاد حل للأزمة في مصر. وأضاف أن الرئيس المرزوقي اقترح على زوما عقد قمة أفريقية طارئة لبحث تطور الأوضاع في مصر على أمل التوصل لحل الأزمة وحقن الدماء المصرية. ووفقاً للناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية فإنّ الدعوة لعقد قمة أفريقية يعود إلى أنّ تونس ترى أن جامعة الدول العربية فقدت دورها في أعقاب تصريحات أمينها العام نبيل العربي التي انحاز فيها لطرف دون الآخر. وقال إنه فقد بتصريحاته دوره كأمين عام للجامعة العربية لأنه تصرف كمصري منحاز لطرف دون الآخر وهو أمر غير مقبول. وأضاف: نعتقد أنّ الجامعة العربية فقدت القوة الأخلاقية للقيام بدور الوسيط في الأزمة المصرية بعد التصريحات الصادرة عن نبيل العربي.