قبل شهور تناولنا قضية أراضي (المدينة عرب) عبر تحقيق صحفي مشفوع بالمستندات والأدلة الدامغة ، كشفنا فيه ملابسات ما جرى ، حتى وصلت القضية إلى حل بعد دخولها اروقة المحاكم ، ولكن هذا الحل يكاد يكون هو الآخر مشكلة جديدة ، فبعد أن حكمت المحكمة باعادة الاراضي المأخوذة من قبل لجنة (تسيير اللجان الشعبية) لمصلحة الأراضي ، تم تغريمها مبلغ (5) الاف جنيه .. وتعود التفاصيل كما ذكرنا سابقاً في التحقيق ، أن اللجنة آنفة الذكر ، وضعت يدها على اراضي مدرسة ومستشفى المدينة عرب .. فعقب اصدار الحكم نشب خلاف بين الطرفين ، (لجنة تسيير اللجان الشعبية) و (المواطنين) الذين تبنوا القضية ، كانت نتيجته ضرب الشاب (فضل الله عبد الحليم نعمان) مدير مسرح الجزيرة بود مدني ، الذي حكى لنا تفاصيل ما حدث حيث قال : (عدت مساءً من عملي إلى المنزل ، وبعد استراحة قصيرة جلست اتناول فيها وجبة مع اسرتي (شقيقتي وشقيقي) ، سمعت طرقاً على الباب حينها كان الوقت بين المغرب والعشاء ، فتح اخي الباب ، وقبل أن يرى الطارق فاجأته ضربة عصا على يده اليسرى ، وعندما قمت بسحب شقيقي للداخل ، انهالوا علىّ ضرباً من الخلف وطعنة سكين في رأسي ، ذهبنا بعدها لقسم شرطة المنطقة وفتحنا بلاغا بالواقعة وحرر لنا (اورنيك 8) ، وذهبنا لمستشفى المدينة عرب ،و هناك قرر الطبيب تحويلنا لحوادث مستشفى ود مدني ، ووجدنا طبيبة (نائب اختصاصي) طلبت منا إجراء فحوصات وهي عبارة عن اشعة مقطعية ، وفي الصباح تغيرت وردية الطبيبة التي عاينت حالتي ، بطبيب آخر وبدوره طلب مني الخروج من المستشفى دون السماح لي باجراء الفحص المطلوب ، مما ترك علامة استفهام عريضة لماذا تم تخريجي دون أي تقرير طبي؟).. أًخذ فضل الله من المستشفى لقسم الشرطة وتحروا معه ومن ثم اطلق سراحه .. فمن حديثه يتبين أن الجهة التي خسرت القضية وراء ما يحدث ، ولكن ما يثير الدهشة تعامل الاطباء مع الحالة بمستشفى ود مدني فكيف لا يسلم المريض تقريراً بحالته الصحية ، علماً بأنه حضر للخرطوم لإجراء الفحص بنفسه للاطمئنان على صحته .. بعد صدور الحكم ودخول الطرفين في خلافات تدخل احد ابناء المنطقة ويدعى (الفاتح عبد الرؤوف) وعمل صلحاً بين الطرفين ، ولكن ما حدث من خلاف دفع ثمنه الشاب (فضل الله)،الذي تبنى هو ومن معه من مواطنين قضية اراضي مدرسة ومستشفى المدينة عرب حتى وصلت لنهايتها .. عبر صفحة (حضرة المسؤول) نناشد المسؤولين بمحلية المدينة عرب على الصعيدين الرسمي والشعبي بحل الخلاف ، حتى لا يقتتل ابناء المنطقة الواحدة فيما بينهم .