يعتبر الكدمول واحدا من الظواهر السالبة التي دخلت الى دارفور بعد الازمة التي شهدها الاقليم و بحضور الحركات المسلحة التي كانت تستخدمه كوسيلة للحماية من الاتربة والهواء العاتية وهم على ظهور الخيول والجمال و مقاتلاتهم الحربية ، ويعتبر الكدمول ثقافة وافدة على دارفور خاصة في المدن وهو يستخدم غالبا ببعض دول الجوار مثل تشاد وافريقيا الوسطى ومالي والشمال الغربي من افريقيا لطبيعة المنطقة الصحراوية. وهذا الكدمول يعتقد بعض الدارفوريين الذين يقطنون في الاتجاه الشمالي الغربي من السودان ومناطق الصحراء الكبرى أنه ليس بالثقافة الغريبة وانما هو مستخدم منذ القدم وكانت عادة فرضتها الظروف الطبيعية بالمنطقة الصحراوية وكذا يستخدم في دولة تشاد بشكل اساسي ورسمي بالدولة لجهة ان هنالك بعض الوزراء والمسؤولين بالحكومة التشادية يستخدمونه ولا يوجد اي خلاف في الامر ، فالكل يستخدم هذا الكدمول بصورة طبيعية ، ولكن في الآونة الاخيرة تم استخدامه من قبل بعض المليشيات المسلحة والحركات الثورية للظروف الطبيعية المحيطة بالمنطقة فارتبطت ظاهرة الكدمول بصورة اساسية مع ظهور حركات دارفور المسلحة وبعض المليشيات التي تقوم بارتكاب بعض الجرائم غير الانسانية من نهب وقتل ونحر وتشريد للابرياء. والكل كان يتلفح بتلك العمامات ويلفون رؤوسهم بقطعة من الاقمشة في شكلها اقرب الى الكاكي مما جعلها مكروهة بين الناس ووصف كل من اقتناه او من استخدمه بالمجرم. وفي نفس الوقت اقتناؤه يعتبر للبعض ثقافة وسيظل متمسكا بها ولكن البعض يقتنيه فقط عندما يريد ارتكاب جريمة لذلك يتوشح به حتى لا يتعرف عليه الآخرون ولكن عملية اقتناء الكدمول بالمدن تعتبر واحدة من الظواهر السالبة . اشار محمد العاجب اسماعيل رئيس المجلس التشريعي بالانابة ان الكدمول ليس جديدا في الولاية وانما يستخدم للتنكر لان لفه اصبح موضة ولم يرتق الى سلوك اجرامي لان المجرم لا يرتبط بالزي وانما هو شئ نفسي. وقال العاجب (للرأي العام) ان المراسيم التي اتخذتها المحليتان بمنع الكدمول لم تصل المجلس التشريعي سيما وانهم ختموا دورة الانعقاد ولم تصلهم اي اوامر لمنع الكدمول وتعتبر غير سارية المفعول لانها من الطبيعي ان تطرح على مجلس الوزراء و من ثم تعرض للمجلس لتتم اجازتها .. وعن ما يجري في الولاية من احداث ان المسؤولية تقع على السلطة التنفيذية ولكن من خلال لقائنا بالوالي جارالنبي وقفنا على الترتيبات التي وضعتها الحكومة لاحتوائها وعدم تكرارها بجانب وقوفهم ? على الاجراءات التي اتخذت لمعالجة الاوضاع والجهود المبذولة من الجهات الشعبية لتعزيز الاجراءات الحكومية بجانب اطمئنانهم على تكوين لجان تحقيق محايدة للاحداث التي وقعت بالولاية. فيما قال صديق عبد النبي مستشار والي شرق دارفور السابق ان ظاهرة الكدمول دخيلة على اهل دارفور وان المؤسف كل المجرمين والنهابين وقطاع الطرق يستخدمون الكدمول لتمويه المواطنين بانهم قوات تابعة للمعارضة وفي الاخير اختلط الحابل بالنابل مما جعل واليي جنوب وشرق دارفور اللواء آدم جار النبي ود./عبد الحميد كاشا اصدار قرارات بمنع استخدام الكدمول ووصف ذلك بانها خطوة ايجابية لمنع تفشي الجريمة ومحاصرتها ، ولكن العبرة ليست في اصدار القرارات ولكن على القوات النظامية ان تعمل على تنفيذ القرارات لمحاربة الكدمول ومن يستخدمونه وبهذا تكون الولايتان خطتا خطوات في محاربة الكدمول ، وعلى العسكريين ضرورة الالتزام بالزي العسكري ، ودعا صديق الحكومة المركزية بالتدخل العاجل لحسم قضايا المنتسبين للقوات المسلحة ومراجعة اجراءاتها ووضع حد للتفلتات حتى لا تتفاقم بشكل اكبر ، بجانب تدخل العقلاء والحكماء من اهل دارفور للوقوف مع الحكومة جنبا إلى جنب لمعالجة الاشكالات. وابدى اسفه على الاحداث الاخيرة خاصة الاعتداء على الاسواق بنهب ممتلكات المواطنين وحرق المتاجر داعيا الى تفويت الفرصة على المتربصين الذين يحاولون زعزعة الامن واستخدام القبائل في مآربهم الرخيصة والعمل من اجل مصلحة البلد . ويرى الصحفي عبد الرحمن ابراهيم ان لف الكدمول على الرأس ليس عيباً او عملية مشينة وهي تعتبر ثقافة مستمدة من جذور تاريخية بعيدة المدى وليست لها علاقة بالاجرام ، ولكن المجرم هو مجرم في نفسه ولفت الى ان هنالك بعض الاشخاص بالعديد من مدن دول الجوار يرتدونه نسبة لظروفهم الطبيعية في السابق ..اما الآن فقد اصبح الكدمول ثقافة مشتركة بين سكان دارفور ودولة تشاد خاصة المدن الحدودية منهما لا يستطيع الانسان التمييز بين من هو التشادي او السوداني الكل يستخدمه ولكن هنالك بعض المجرمين استغلوا هذه الثقافة لتنفيذ خططهم الدنيئة ، و هذه هي المشكلة و العيب ليس في الكدمول.