«المسؤولية ثمن العظمة».. ونستون تشرشل! ليلة أمس دشن الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية برنامج (تواصل) الرمضاني الذي تقيمه رئاسة الجمهورية وينظمه مجلس الوزراء (بادرة جديرةٌ بالتقدير والإشادة لأنها تسهم بقدر وافر في رد بعض الجميل لرموز أصيلة وأيقونات سودانية نبيلة قدمت لبلادنا الكثير ولم تزل)..! كانت لحظات سائغة من الجلال، حظينا فيها بصحبة رهط كريم وسعدنا باستضافة أسرة البروف، وسمعنا و»استمعنا» إلى إفادات ثرَّة كلها تصب في نهر العرفان وتلهج بالتقدير لعالم جليل دثَّر الهوية السودانية بمؤلفات ثرّة منها (الطبقات في خصوص الأولياء والعلماء والشعراء والصالحين، تأليف محمد النور بن ضيف الله).. (الشلوخ أصلها وطبيعتها في سودان وادي النيل).. (العلاقة بين الثقافة العربية والثقافة الأفريقية).. (تاريخ الدولة العثمانية: ملامح من العلاقات السودانية التركية).. و(مقدمة في تاريخ الممالك الإسلامية في السودان الشرقي) ...إلخ، تلك الإسهامات التي ظلت على كثرتها رهينة شهرة (طبقات ود ضيف الله) الذي يقول عنه البروفيسور يوسف فضل (.. إن كتاب طبقات ود ضيف الله، لهو مرآة صادقة لحياة السودانيين الدينية والروحية والثقافية والاجتماعية، وسجل صادق لمعتقداتهم الدينية في ذلك العصر أياً كان رأينا فيها، وقد سجل المؤلف ما تواتر من تلك الأخبار واشتهر دون أن يتعرض لها بالنقد والتعليق، بل وقف من كل ذلك موقف الراوي الأمين. ولا شك أنّ المؤلف في أخباره عن الشعوذة والخرافة التي كانت رائجة في زمانه، وفي حديثه عن الكرامات وخوارق العادات التي أسبغها الأتباع على مشايخهم حتى ظنوهم قادرين على إبراء المرضى، وإحياء الموتى، والإخبار عن الغيب، قد أرخ لكثير مما لا يرضاه العقل ولا يقبله الدين، لكنه ترك لنا معلومات ثرة عن معتقدات السودانيين، والتي تمثل الجذور التاريخية لكثير مما هو سائد في سودان اليوم..)! البروفيسور يوسف فضل كما كتب البروفيسور أحمد أبو شوك في مقالة محكمة، مفصلة بشأن الجدل حول طبيعة الكتاب (.. لم يكن أول من نشر كتاب الطبقات في صورته المطبوعة، ولكنه أول من حققه تحقيقاً علمياً وافياً، استهله بمقدمة نفيسة، سرد فيها بإيجاز خلفية الظروف التاريخية والسمات الثقافية التي صُنِف فيها كتاب الطبقات، وترجم للمؤلف وأسرته، وعرَّف القارئ بالمنهج الذي اتبعه في التحقيق، وشرح في الحواشي الألفاظ الصعبة، وترجم للأعلام والأماكن، ثم ذيل ذلك بثبت للمصادر والمراجع، وفهارس للأعلام، والأماكن، والبلدان، والقبائل، والكتب التي ذُكرت في الطبقات، وبعض الكلمات والمصطلحات المشروحة في الحواشي..)، وهو كما ترى جهدٌ عظيمٌ..! حتى تكتمل الصورة بقي أن تعرف أن صاحب الطبقات يشجع الهلال العظيم، ويطرب لصوت الرائع جمال فرفور.. متعه الله بالصحة والعافية وأثابه بعلمه النافع.