النيل الابيض : انتصار فضل لله: مشروع أبقر الزراعي بمحلية (ام رمتة) ولاية النيل الابيض ساهم في تحقيق الاستقرار لعدد كبير من مواطني الولاية حينما كان يتبع لمؤسسة النيل الابيض الزراعية ولكن ثمة عوامل عديده أدت الى خصخصته فأصبح في العد التنازلي ، بعد ان وقفت على ادارته لجنة اشرافية مكونة من بعض المزارعين .. حاليا وضع المشروع يدعو للتعجب ، فالمساحة الواسعة من الاراضي البكر الخضراء تحولت الى أكوام تراب سوداء لا حياة فيها، بسبب الاهمال وعدم وصول المياه الى الحواشات مما أدى لضياع الموسم الزراعي هذا العام .. وانعكس ذلك على أحوال المزارعين الذين يعتمدون على المشروع في معيشتهم. عدد من المزارعين بالمشروع تحدثوا ل(الرأي العام ) المزارع( كاسر ابراهيم كاسر) صاحب الحواشة رقم (862 ) قال: يعاني المشروع اهمالا كبيرا و سوء ادارة فالتردي المستمر الذي يواجهه أخرجه من دائرة الانتاج للعروة الصيفية للموسم الزراعي الحالي وحسب وجهة نظره المشروع يحتاج الى اعادة نظر واسعة والى تقييم من الجهات المختصة بالولاية ، واتخاذ اجراءات حاسمه تحفظ للمزارعين حقوقهم وتوفر لهم البيئة الصالحة للانتاج ، والتقط خيط الحديث المزارع(حسن كسيرة ) صاحب الحواشة رقم 223 ليشير الى انتشار اشجار المسكيت التي غطت الحواشات واغلقت القنوات الرئيسية مما أعاق انسياب المياه وابدى استغرابه لعدم وجود ترتيبات ادارية لمواجهة المشاكل التي تسببت في فشل العروة. وضم المزارع التيجاني حسين صاحب الحواشة رقم 219 صوته ليتقاسم المعاناة مع زملائه موضحا : ان عدم توافر المياه وفتح القنوات وتطهيرها يعد جريمة ارتكبت في حق المزارعين والمشروع وحمل المسؤولية لوزارة الزراعة والري بالولاية لمعرفتها بمدى التجاوزات والتلاعب الذي يتم بالمشروع مبينا ان عملية الري مرهونة بمصالح الواقفين على ادارته فقد سمحوا لبعض اصحاب الحواشات بكسر الترع على ابو عشرين ، بما يسمى عندهم ب(التنكيس ) مما يؤكد ان المشروع يعمل بنظام (الخيار والفقوس ) ، مسترسلا كانت اللجنة المشرفة على المشروع اصدرت قرارا بعدم السماح للمزارعين بسحب المياه من الترعة الرئيسية بواسطة الطلمبات وتمت محاسبة عدد من المزارعين الذين خالفوا هذه القرارات وتساءل لماذا لا تستلم الدولة ادارة امر المشروع ومعالجة مشاكله عبر توفير الآليات الزراعية من تراكتورات ومعدات حرث وكوادر ومفتشين زراعيين ( هندسيين ) ومحاسبين ومهندسي ري ؟ ، مع توفير الأصول الثابتة والمتحركة لهم ، اما صغار المزارعين من الشباب فقد قرروا الهجرة الى المدن البعيدة او العودة للخرطوم والعمل في المهن الهامشية لان حكومة الولاية لم تدعمهم في ظل ما يعاني منذ خصخصته اللجنة الادارية بالمشروع اكدت جهودهم في تشغيل البيارة وقيامها بري حوالي 50 -60% من المشروع غير ان المزارعين ينفون والنتيجة مشروع ابقر خارج دائرة الانتاج للموسم الصيفي ، البروفيسور عمر محمد توم الشامي وزير الزراعة والري والثروة الحيوانية بالولاية قال ل(الرأي العام ) تدهور المشروع مسؤولية مجالس الانتاج التي تدير المشروعات بالمحلية ، وان انتشار المسكيت تسبب فيه المزارعون انفسهم مشيرا ان دور الوزارة ينحصر في توفير الادوات ووحدات الري وتطهير الاحواض فقط ،والآن جاري العمل في مسودة قانونية تجيز أيلولة المشروع للدولة بعد اجازتها داعيا المزارعين الى الاهتمام بحواشاتهم لتفادي الأزمة.