[email protected] في احدي الزيارات التفقدية للمهندس عوض عبدالمجيد وزير الري الأسبق في مطلع الثمانينات لأحد أقسام مشروع الجزيرة وحد احد المواطنين يقوم بأخذ مياه في (خُرج )علي ظهر حمار من الترعة للرئيسية للمشروع بغرض استخدامها للشرب فما كان من الوزير حتي أمره بإرجاع الماء إلي الترعة بحجة أن هذه المياه محسوبة بدقة لري جميع أراضي المشروع وطلب منه الاتصال باتحاد المزارعين كي يتم توفير مياه الشرب لقريته بصورة عاجلة عبر الخدمات التي يقدمها المشروع . معجزة مشروع الجزيرة التي أذهلت العالم تتجلي في فكرة الري الانسيابي وذلك عبر نظام دقيق أصبح يدرس الآن في الجامعات والمعاهد العالمية ، يجمع بين السعة التخزينية للمقطع الهندسي لقنوات الري وانحدارها المقاوم لقوة الرياح من الجنوب الي الشمال عبر الترعة الرئسية Main Canal والتي تعرف عند الجميع ب (الكنار ) التي تتفرع من خزان سنار و تنتهي في شكل (سرسار مياه ) جنوبالخرطوم في المنطقة التي تعرف بالحزام الاخضر . هنالك ترعة تجري بمحازاة الترعة الرئسية (الكنار ) وتعرف بالترعة (الجنابية) التي مهمتها (مناولة) المياه للترع الفرعية الرئيسية والتي هي الاخري توزع المياه في مصرف صغير يعرف ب (ابوعشرين ) ويمتد لنمرة كاملة طوله 3 كيلومترات تنحدر منه المياه الي اصغر قتاة ري في المشروع تعرف ب (ابوستة ) التي توصل المياه الي الحواشة .هذه القنوات الفرعية تنحدر شرقا وغربا من الترعة الرئيسية في شكل (ظهر تور ) تقوم بري كل مساحات الحواشات المستهدفة التي تقع شرقي وغربي الترعة الرئيسية بنظام دقيق محسوب الانحدار ومستوي المياه الذي يتوافق مع الانحدار دون أي اختناق او بطء في مجري المياه وذلك طيلة الموسم الزراعي بعروتيه الصيفية والشتوية حيث يبلغ طول قنوات الري بالمشروع حوالي 14 الف كيلومتر وهي تعادل محيط الكرة الأرضية . هنالك الكثير من فنيات الري الاخري لتوزيع المياه عبر قناطر وبوابات تفتح وتقفل بمقاييس و أدوات قياس معلومة ونظام يدير المياه في الحقل لكل محصول مع الأخذ في الاعتبار توزيع مياه الأمطار في فصل الخريف والاستفادة القصوي منها والحفاظ علي اكبر مخزون مياه من الهدر المائي .هنالك مرحلة هامة من مراحل الري ترتبط بتطهير الترع و نظافتها من تراكم الاطماء وفق نظام محسوب يقوم به مختصون في الهندسة الزراعية والحفريات يحافظون علي المقطع الهندسي للترع والقنوات من تدمير السعة التخزينية والانحدار . بعد خصخصة قطاع الهندسة الزراعية والحفريات أصبحت مهمة تطهير الترع ونظافتها من نصيب شركات تجارية تستخدم آليات بواسطة عاملين عديمي الخبرة والتجربة وبدون إشراف من مهندسي الري والغرض تحقيق اكبر قدر من الأرباح عبر استخراج ملايين الأمتار المكعبة من الطمي مما نتج عنه تدمير المقطع الهندسي وإحداث اكبر جريمة تتعلق بالري ساهمت بشكل مباشر في تدمير مشروع الجزيرة والذي سر نجاحه يكمن في نظام الري بدون كلفة عالية. التوقيت الزمني لملئ قنوات الري بالمياه لا يتجاوز الخامس عشر من شهر مايو في كل عام وحتي لحظة اعداد هذا التقرير يمضي شهر وقنوات الري بالمشروع الآن بلا مياه .. وفي جولة داخل قسم المسلمية وهو من اهم اقسام المشروع والذي يتبع له مكتب طيبة المعروف كأول مكتب قام بزراعة القطن في السودان عام 1925 ومن مكتب النديانة المشهور بانتاجيته العالية في كل المحاصيل ووجود اكبر عدد من المزارعين ميسوري الحال واكثرهم اهتمام وحرص بالزراعة حيث بدأ التحضير المبكر للأرض بواسطة شركات الخدمات المتكاملة التي يمتلكها النافذون في الدولة ، هنالك مساحات شاسعة تم تحضيرها بالفعل ولكن بشكل عام علما بان كل محصول له طريقة تحضير تختلف عن الآخر ولكن ، قانون 2005 اعطي المزارع الحق في زراعة ما بروق له من محصول قطن ، فول ، ذرة ، بطيخ ، عباد شمس او أعلاف وخضر ولهذا أصبح تحضير الأرض Free (بتاع كلو ) . حتي كتابة هذا التقرير لم يتم حفر ونظافة القنوات الفرعية من ابوستة مرورا بابوعشرين وحتي الترع الفرعية ثم الترعة الجنابية وجميع هذه الترع خالية من المياه تماما وحتي مستوي المياه في الترعة الرئيسية (الكنار ) دون مستوي بوابات الري بحوالي المتر تقريبا وكل ذلك سينعكس سلبا في تاخر الزراعة و ضعف انتاجية الفدان و ارتفاع تكلفة الانتاج وبالتالي خسائر مالية تنتظر المزارعين الذين لم يفقوا بعد من خسائر القطن المحور حتي اطل عليهم وزير الزراعة بحملة ترويجية (مونديالية ) لزراعة قطن (السامبا) البرازيلي وعباد الشمس الارجنيني و (الفهيتا) المكسيكية . من داخل مكتب النديانة التقينا باحد المزارعين الذي فضل حجب اسمه قائلا (( مشروع الجزيرة عليه الرحمة ) الجماعة ديل دمروا الري عشان يطفشونا من المشروع ، لكن مافي طريقة غير المقاومة مشيرا بيده ناحية وابور الليستر الذي يسحب به المياه لأكثر من 3 أشهر من الترعة الرئيسية (الكنار) مباشرة إلي حواشته متجاوزا الجنابية والفرعية الي ابوعشرين ثم رأسا الي حواشته التي زرعها بامبي . القائمون علي ادارة المشروع من رئيس مجلس الادارة وهو ايضا وزير الزراعة الطبيب العمومي عبدالحليم المتعافي والمهندس سمساعة مدير عام مشروع الجزيرة( لم يعمل به من قبل ) ، هما كالزوج أخر من يعلم بحالة الري في المشروع عامة وفي انجح مكتب في مشروع الجزيرة خاصة والذي يعتبر مؤشر نحاج وفشل الموسم الزراعي لمشروع الجزيرة والذي سينضم حتماً بفشله الي بقية مشاريع الزراعة التقليدية المطرية و مناطق الزراعة الآلية التي تقع بمحازاة مناطق العمليات الحربية في النيل الأزرق والدمازين وجنوب وشمال كردفان والتي ستخرج لظروف الحرب والظروف الأمنية من الموسم الزراعي هذا غير الشح الملحوظ في وقود الجازولين وارتفاع مدخلات الإنتاج والارتفاع المتوقع لسعر العملات الصعبة بعد القرار المفاجئ الاخير الذي قضي بقفل انبوب بترول الجنوب كل ذلك سيتسبب في فجوة غذائية تنذر بمجاعة متوقعة اذا لم يتدارك الامر سريعا بإنجاح الموسم الزراعي الذي أصبح الآن في كف عفريت ولا يمكن انقاذه ولللاسف الشديد أن هذه الجريمة النكراء تتم بعلم وتستر اتحاد المزارعين المنتهي الصلاحية وقضية الري الآن بمشروع الجزيرة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد تعكس حجم إهمال و إستهتار المسئولين والقائمين علي امر المشروع ولو كنا في ظل حكومة تحترم مواطنيها و أمنهم لما ظل المتعافي وسمساعة ووزير الري (مثلث الموت) في مواقعهما ولكن المواطن في الجزيرة لن ينتظر الموت جوعا والمجاعة علي الابواب. [/justify] الترعة الرئيسية (الكنار) التي تروي مشروع الجزيرة طولها حوالي 350 كيلومتر الترعة الجنابية المحازية للقناة الرئيسية بلا مياه الترعة الفرعية الرئيسية داخل الحواشات بلا مياه مصرف ابوعشرين بلا نظافة او صيانة وهو يقوم بري نمرة كاملة من 9 حواشات فم ابوعشرين عند الترغة الفرعية الرئيسية بلا مياه الجدول القراع والذي يعرف في الجزيرة ب (ابوستة) لم يتم حفره بعد الارض محضرة ولكن بلا فائدة ستظل هكذا ابوعشرين في يمناه الارض محضرة وشماله الطريق الرئيسي الذي يعبر به المسئولون منسوب المياه في الترعة الرئيسية (الكنار) دون مستوي بوابة التوزيع لبقية القنوات وابورات الليستر كانت تسحب من قنوات فرعية اصبحت الان تسحب من الكنار مباشرة السحب مباشر الي ابوعشرين من ابوعشرين مباشرة الي الحواشة بدون ابوستة (تدمير لنظام الري ) ياساتر من اللساتر في ري المشروع هذه حالة قناطر الري بالمشروع [/b][/size][/font]