بعد قرار رفع الدعم عن المحروقات الذى نتج عنه ارتفاع تعرفة الموصلات عموما وبصفة خاصة الركشة التي كانت في السابق تنافس الكارو في النقل و المشاوير،نجد في هذه الايام طلبات كبيرة من أغلب المواطنين لاستخدام عربات الكارو التي اصبحت وسيلة نقل رخيصة وسهلة الحركة لا تتطلب طرقا معبدة هي ما جعل عربات (الكارو) سيدة (الموقف) في هذه الايام خاصة مع ارتفاع وسائل النقل في المناطق الطرفية من العاصمة مع ارتفاع قيمة البنزين والجازولين وهنالك نوع جميل من عربات الكارو التي يتم بها تزيين العربة ووضع المفارش عليها ومكبرات الصوت تجعل أغلب الناس يطلقون عليها لقب ( تاكسي الغرام ) عن جدارة واستحقاق فضلاً عن مواءمة تكلفتها لأوضاع المواطنين الاقتصادية. علاقة قديمة ولاحظت (الرأي العام) انتشار عربات الكارو في الأسواق والأحياء حتى الراقية منها، ويجر العربة حمارا كبيراً كان أم صغيراً، غير أن المشهد الثابت حمل العديد والمختلف من الأغراض على ظهر العربة التي يجرها الحمار المغلوب على أمره، في مشهد قديم متجدد لما يربط الإنسان بالحيوان. وقال عبد الباقي سعد لله صاحب عدد من عربات الكوارو بشارع عبيد ختم، ان الحمار صديقا للإنسان منذ القدم، استخدمه في الأسفار ونقل الأغراض والتنقل بين القرى والبوادي، غير أن الحمار كما يقول عبد الباقي دخل المدينة مؤخراً، ففي البدء استخدمه سكان الأطراف في نقل المياه عبر براميل أو صفائح، ثم تنوعت استخداماته من خلال عربة الكارو وأصبحت تنقل مختلف البضائع من الأسواق الكبرى إلى داخل المدينة وأحيائها المختلفة. تعدد المنقولات وعن نوع البضائع التي تنقل بواسطة الكارو، يقول عبد الباقي هنالك المواد التموينية من الأسواق إلى دكاكين الأحياء، بالإضافة إلى نقل مواد البناء مثل السيخ والرمل وبعض جوالات الأسمنت والقليل من الطوب، حسب حمولة العربة. كما يتم نقل الفواكه والخضار واللبن للتجارة بها داخل الحي، للذين لا يتمكنون من الذهاب إلى السوق أو المحلات التجارية بالشوارع العامة، مضيفاً أن آخر تقليعات استخدام الكارو أنها تستخدم في عمليات جمع الحديد (الخردة) من الأحياء وأماكن الحداد، بالإضافة إلى نقل الأواني المنزلية من قبل البعض. غلاء الحمير في سوق (6) بالحاج يوسف أوضح لنا محمد عمر صاحب كارو أنه اشترى الحمار قبل (6) أشهر بمبلغ (1200) جنيه نسبة لكبر حجمه، كما أنه اشترى العربة جاهزة بمبلغ (600) جنيه، وظل يستخدم الكارو في نقل الركاب القاطنين في أحياء دار السلام بالحاج يوسف والذين لا تصل المواصلات إلى مساكنهم، بالإضافة إلى نقل مختلف البضائع، ويبلغ سعر المشوار نحو (5-10) جنيهات حسب المسافة، وقيمة نقل الفرد "طرحة" (1) جنيه، وأكد رحمة أن أسعار الحمير أغلى من أسعار بعض العجول والخراف التي يؤكل لحمها، مبيناً أن استخدام الحمار في جر عربة الكارو أقصى استخدام الخيل والبغال، لأن الحمار يتحمل المشاق أكثر من تلك، ويتميز بالوفاء والذكاء ويعرف الدرب (صاح)، لذلك أسعاره مرتفعة وفي ازدياد مستمر، حيث يتراوح بين (600-1500) جنيه، حسب الحجم والنوع والعمر. عايزين اتحاد وذكر رحمة أن أكثر المشاكل التي تواجههم هي عمليات التوقيف من قبل المرور، حيث لا يسمح لهم بعبور الكباري ولا السير في الشوارع الرئيسية الكبرى، وطالب رحمة وبعض زملائه بضرورة إيجاد كيان خاص بهم في حالة واجهتهم مصاعب في العمل، وذلك أسوة بأصحاب مهن أخرى. "راضين رغماً عن؟!" في جانب آخر أوضح عبدالرحمن البديرى يعمل على كارو لنقل البضائع ، أن قيمة المشوار تتراوح بين (7-10) جنيهات لنقل أثاثات أو بضائع أخرى، وقال: إن سوق الكارو ينتعش في مواسم الأعياد والمناسبات المختلفة، وأضاف أن أسعارهم أرخص من البكاسي ويدخلون شوارع ضيقة، لذلك الإقبال عليهم كثير، وأضاف يتراوح الدخل اليومي ما بين (20-60) جنيهاً معبراً عن رضاهم بالعمل على الكارو رغم ما يشوبه من مشكلات تتمثل في عدم عبور الكباري والطرق الرئيسية وارتفاع أسعار الحمير والعربات وعدم وجود تراخيص لمزاولة العمل من قبل المحليات، بالإضافة إلى ضعف العائد اليومي لمقابلة متطلبات الحياة.