الغيرة.. كلمة حيّرت العلماء ولكنها باعترافهم تمثل غريزة إنسانية لا تعرف شريحة دون الأخرى ولا رجلاً دون إمرأة.. وقد تجدها سلوكاً أحياناً يتحول إلى خطر وفي أحيان أخرى إلى شيء إيجابي يزيد صاحبه درجة في الرقي والوعي.. فهل الغيرة في الوسط الطلابي موجودة؟.. ما نوعها؟.. سلبية أم إيجابية؟ وإحدى الطالبات تروي قصتها: (كنت أغير من صديقتي التي يكثر حولها من يطلب ودها من الزملاء رغم أنها لا تتفوق علىّ بشيء ما.. فجمالنا وسط ومستوانا الأكاديمي أيضاً ولكنها تتميز بروح مرحة وكنت «أغير» منها إلى أن تواجهنا وجلسنا مع بعضنا وأدت هذه المواجهة إلى أن يذوب جليد «الغيرة» بيننا.. فالغيرة موجودة في كل وسط وتوجد بصورة كبيرة بين «الطالبات» .. وعندما أجرينا إستطلاعاً وسطهن خرجنا بالحصيلة التالية..? الطالبة «صافية منصور» أكدت على وجود «الغيرة» بين الطالبات وقالت بما إنه سلوك طبيعي، إلا أنه أحياناً يدمر صاحبه.. وكل التعليقات التي تطلق على واحدة من الطالبات من قبل زميلاتها تعتبر «غيرة» لانها قد تكون مميزة في كثير من الاشياء وهن يفتقدنها.. أما «تودد محمد» قالت إذا كانت هناك طالبة جميلة ومتزنة في سلوكها ومواظبة على صلواتها مثل هذه تجد الاعجاب من الطلاب فيمدحونها ومن وراء ذلك تتعرض إلى «الغيرة» من زميلاتها وهناك من تفكر في ألف طريقة لإقصائها عن الجامعة حتى يخلو لنا «الجو» .. بينما يقول الطالب «بشرى حسن» لا شك أن «مشاعر الغيرة» موجودة داخل البني آدم لكن هناك من يستفيد منها ويجتهد حتى يصل إلى درجة من «يغار» منه، وآخرين يسلكون طرق خاطئة بدلاً من أن يدمروا الذي يغارون منه يدمرون أنفسهم.. وقال إن الاولاد «بيغيروا» ولكنهم يكتمون ولا تكون ظاهرة عند الكثيرين منهم .. أما «البنات» فتكون واضحة في كل تصرفاتهن.. «الطالبة مروة» قالت «الغيرة» موجودة في كل مجتمع خاصة في مجتمع «الجامعة» بين «الطالبات» وهي مرض يعالجه الانسان بنفسه، وقالت إن الطالبة المتفوقة اكاديمياً تواجهها العديد من المشاكل والصعوبات بسبب «غيرة» الزميلات عليها.. ? الدكتور «علي فرح» استاذ علم النفس.. أوضح أن الغيرة سلوك إنساني ليس لديه شخص محدد «الاطفال ، النساء ، الرجال» وهو سلوك ملازم للبشر ومكمل للتكوين «البني آدمي» الذي يغير تكون لديه نظرة في أشياء الآخرين سوا كانت سلبية أو إيجابية، ولكل مرحلة خصوصيتها، فمثلاً الاطفال يشعرون بالغيرة من اخوانهم إذا استأثروا باهتمام الكبار.. وللشرائح الاجتماعية أثرها، وهناك فروق بين شريحة النساء والرجال، فالطالبة «تغار» من زميلتها إذا كان «لبسها» مميزاً وملفتاً للنظر أو إذا كانت على علاقة بآخر، وأغلب «غيرة» البنات على بعضهن تكون مرتبطة بعلاقات عاطفية، وهناك «غيرة» الطبقات الاجتماعية، وقال إن «الغيرة» تصبح مرضية عندما تصير سبباً لاعاقة مسار الحياة العادية أو انها تصل إلى حد التغيب عن الدراسة، وحسب شدة الغيرة التي تصيب الشخص بالعجز والدونية وهذه معقدة وتجعله غير قادر على الانجاز ونظرته للانجاز نظرة سالبة.. أما د. سلوى عبد الله - رئيسة قسم علم النفس بجامعة السودان قالت: إن الغيرة موجودة منذ قابيل وهابيل إذا أخذناها من ناحية تاريخية وفي علم النفس وفي العقل الباطني تتحكم فيها حسب العادات والتقاليد الدينية وإذا اظهرناها نظهرها مغلفة لتكون مقبولة، واضافت أن الغيرة أكثر «حدة» بين الإناث وتقل بين الرجال، لذلك النساء هن أكثر أهل النار.