بدأ مجلس السلم والأمن الأفريقي في مستهل زيارته للسودان أمس، مباحثات ومشاورات مكثفة مع المسؤولين في الدولة يستكملها اليوم بدارفور وغداً بجوبا. وشملت المباحثات د. غازي صلاح الدين مسؤول ملف دارفور، ومفوضية الانتخابات والاحزاب الجنوبية. وأبلغ د. غازي مجلس السلم والأمن الأفريقي، إيمان الحكومة بأن الانتخابات مناسبة مهمة للإصلاح والتحول السياسي. وقال في رده على ملاحظات أعضاء المجلس إن هناك توقعات بمصاعب يمكن أن تعترض العملية الانتخابية، وان الانتخابات في السودان خلال (53) عاماً لم تكن مبرأة من العيوب، وان إسهام الجنوب في بعض الجولات كانت ضعيفة، غير أنه أكد حرص الحكومة الشديد لإقامة انتخابات بأفضل وأحسن الشروط والممارسات. وتوقع د. غازي الا تصل الإنتخابات الى بعض المواقع. وقال في تصريحات له عقب اللقاء إنه اطلع المجلس على المباحثات الأخيرة ومحاولات إشراك المجتمع المدني في المفاوضات، بجانب شرح آخر تطورات تنفيذ اتفاق السلام الشامل والعلاقات السودانية التشادية، وقال إن الزيارة تعد الأولى للمجلس لإظهار الدعم والمساندة للحكومة، بجانب متابعة قمة أبوجا الخاصة بتقرير إمبيكي والتعرف على نية الحكومة للتعامل معه، وجدد التأكيد باعتماد مجلس الوزراء لتقرير إمبيكي باعتباره مجموعة توصيات يجب أن تتسق مع مرجعيات الحكومة الإساسية - الدستور واتفاقية السلام الشامل - وكشف عن البدء عملياً في إيجاد التوصيات والوسائل الخاصة بالتعامل مع التقرير، وقال إنه قدم شرحاً لإستراتيجيات لتثبيت العمل الإنساني في دارفور ومجهودات إصلاح العلاقات مع تشاد. من ناحيته قال سفير رواندا بالاتحاد الأفريقي، رئيس مجلس السلم والأمن الأفريقي إن اللقاء كان مفيداً ومثمراً، وأشار إلى أن الأعضاء أثاروا جملة موضوعات تتعلق بدارفور، الانتخابات، واتفاقية السلام.وطالبت الأحزاب الجنوبية على لسان د. جوزيف ملوال رئيس جبهة الإنقاذ الديمقراطية، مجلس السلم بالضغط على الحركة الشعبية لقبول الحوار حول الانتخابات والاستفتاء، وأبدت الأحزاب تخوفها من قيام الانتخابات في ظل الوضع الحالي، وأكدوا لمجلس السلم أن الانتخابات لن تكون مرضية، وقالوا إنهم لن يقبلوا بها في ظل عدم الحريات بالجنوب. وتشير «الرأي العام» إلى أن مجلس السلم والأمن سيلتقي اليوم بوالي شمال دارفور و«اليونميد» ويقف على الوضع بالفاشر، فيما يبحث غداً بجوبا مع سلفاكير وحكومة الجنوب آخر التطورات لتنفيذ الإتفاقية.