القدس لنا.. حكاية منذ طفولة أجيال مضت وأخرى ستأتي.. ربما على شفاه أغصان الزيتون أو على أفواه البنادق.. وتسمع آذان مئذنة الأقصى وأجراس الكنائس.. وصوت فيروز.. والعرب على كتاب تاريخ العصر يختارونها عاصمة للثقافة العربية.. وهي أرض اليسوع.. والبلاد التي سار على أرضها الخليفة عمر بن الخطاب وأعاد فتحها صلاح الدين الأيوبي.. أمس الأول.. وفي أم درمان التاريخ تلتقى القدس مع ملتقى النيلين.. تنشد يومها الذى غاب فيه أهل فلسطين.. وأنشد فيه أهل ام درمان «رؤية في مقام العز» الأوبريت الذى نظمه الشعراء محمود درويش وعبدالباسط سبدرات وصديق المجتبى وفاروق شوشة ضمن احتفالات اللجنة العليا للاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية العام 9002م.. مسرح الفنون الشعبية ليلة أمس اكتسى بالجمال والجلال والهيبة.. وفرقة أسامة سالم تقدم بقيادة الموسيقار د. الفاتح حسين.. وسهير الرشيد.. راوية.. وآمال النور.. وعبدالله جفون ودفع الله أحمد.. والمبدع محمد الخاتم مع المجموعة الأوبريت الذى رغم مجموعة الشعراء الناظمين له.. فقد كان الانسجام وكانت وحدة الكلمة.. وهي تجتمع لتحيى القدس: الانتفاضة تأتي.. من باطن الأرض والبنفسج مال قليلاً.. ليعبر صوت البنات كان اخراج الليلة مميزاً فالمدينة العريقة علمتنا: «علمينا كيف نشدو.. مثل الضوء والظلمات لا ولا يلويها.. ألم وضيم».. فقد استفاد المخرج أسامة سالم من تقنيات الإضاءة التي استخدمها بشكل متميز واضافت اليها المواهب الغنائية بأصواتها جمالاً.. أما الحضور فبعظمة القدس في ضمائر الأجيال.. فمن بين الحضور شباب وأطفال وكبار.. وكان الحضور.. ممثلاً في وزارة الثقافة والشباب والرياضة.. وفي الأجهزة الاعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة.. تعلمنا ان الموسيقى سفير وهي جمال.. والقدس تستحق أن يمثلها في القلوب ملايين السفراء..