قال الدكتور رياك مشار أن الحديث عن نسبة المسيحيين في السودان والقول بأنها تبلغ فقط 17% من السكان غير صحيحة ولا تستند إلى منهج علمي ولا ينبغي وضعها في الحسبان وطالب مشار السكان المسحيين بأخذ ذمام المبادرة حتى يظهر العدد الفعلي للمسيحين في السودان. وفي ذات الحديث وقع الدكتور رياك مشار في ذات الخطأ الذي عاب على التلفزيون القومي القول به وهو يتحدث في كنيسة بانتيو أن عدد المسيحيين في السودان هو الأكثر وأضاف ((لوكانو صادقين لوجدوا أن نسبتهم في البلاد 70% )). هكذا دون أن يبين المرجعية التي إستند عليها في تحديد الرقم الجيد الذي أطلقه. نتفق مع الدكتور رياك في أن هنالك أزمة في الإحصاء والإحصائيات في السودان وأن هنالك الكثير من الأرقام التي يرددها كثيرون دون أن يكون لها سند علمي ومنهج واضح ومن هذه الأرقام عدد الموتى في حرب الجنوب وفي حرب دارفور وفي حروب كثيرة. ليس مستنكرا أن يقل أو ينقص عدد المسلمين ولا عدد المسيحيين والمهم ألا يكون ثمة تجاوز في التعامل مع المواطنين في السودان وأن تكون المواطنة هي الأساس في نيل الحقوق وأداء الواجبات. غير المقبول التوجه العام للفرز الديني الذي تقوم به الحركة الشعبية لتحرير السودان في السودان فهذه الحركة تعلن أنها حركة علمانية وتريد أن تبعد الدين عن السياسة ولكنا نفهم هذا على أنه إبعاد الإسلام عن السياسة وليس الدين الذي يشمل ايضا الدين المسيحي. الدكتور رياك أدلى بحديثه هذا في كنيسة مستحثا الحمية الدينية لدى المسيحيين وكنيسة كتور في جوبا تشهد الكثير من المواقف التي تستحث عواطف وتوجهات الناس الدينية ومن قبل قيادة الحركة الشعبية العليا القائد سلفا كير. لست مؤمنا بفصل الدين عن الدولة ولا أرى غرابة أو مانعا في أحاديث الدين في مواقع العبادة ولكن المانع في أن تكيل الحركة الشعبية بمكيالين تنادي بعلمانية في مواجهة الإسلام وعكسها مع المسيحية. ليست مشكلتنا نحن أهل الإسلام في التعايش مع المسيحيين وإذا قامت الدولة على أساس المواطنة فلا بأس في هذا. ولكن البأس كله في هذه التوجهات الواضحة والجارية حاليا لتغيير هوية السودان إلى دولة مسيحية رغم أن الغالبية في السودان من المسلمين . نيفاشا اضحت سياسة لنشر المسيحية والثقافة المسيحية قيادات الحركة في الكنائس والصحيفة التي تعبر عنها تسمي (( أجراس )) الحرية. ومغالبة دولية وقوى عديدة تجير لتغيير وجه الحياة في السودان إلى الملامح المسيحية والتي باتت تنتشر بشدة في السودان وخاصة في هذه الأيام. وحتى المفوضيات التي أنشأتها نيفاشا تعمل على أساس أنها لأجل المسيحيين وليس غير المسلمين. السمات المسيحية أضحت واضحة في الشارع السوداني وعندما تتحدث قيادات الحركة الشعبية عن غلبة مسيحية في السودان فإن هذا حديث يقرأ مع الواقع والممارسات السياسية والدينية وهذا حديث له ما بعده وسيتواصل في سلسة الأعمال التي بدأت من قبل الحركة برفض التعداد السكاني والسجل الإنتخابي بفرية جديدة وإحصاء جديد يغير السودان الحالي إلى دولة مسيحية. هذا الحديث هو من نوع الذي يسمى مستصغر الشرر وهو حديث مهم أيضا ليدفعنا نحن المسلمين لنفتح أعيننا على القادم والخطر الداهم. هذا سبب لنخشى على ديننا وأنفسنا وأبنائنا في السودان. لايوجد مثل التعايش والتسامح الديني في السودان بين مسلميه ومسيحييه ولكن هذا التعايش يواجه الخطر من قبل الحركة الشعبية. نعم لتعايش حقيقي وسلمي وفاعل مع الإخوة المسيحيين ولكن لا يمكن أن نقبل أن تغير بلادنا المسلمة بغالبيتها إلى دولة مسيحية.