شهدت دار إتحاد المحامين بالخرطوم أمسية تأبين الكاتب الصحافي الراحل «نجم الدين محمد نصرالدين» التي نظمت من قبل إتحاد المحامين والكتاب والصحافيين ومنتديات أربجي الثقافية وفاء وتقديراً للراحل.. وشرف الأمسية حضور كبير من أسرة الفقيد وأصدقاءه.. وقال الأستاذ حسن عبدالقادر مدير منتديات أربجي الثقافية إن نجم الدين كان رجلاً يحب الخير ومعطاء، مضيفاً أن الراحل وسطي الإتجاه جمع كل ألوان الطيف السياسي من أقصى اليمين الى أقصى الشمال بمعنى أنه لم يك منحازاً لتيار معين ولا تستطيع أية جهة أن تحتوي نجم الدين وأشار الى أنه نقي لا يحمل عداوة لأحد فهو عبارة عن موسوعة في جميع المجالات وكان قانونياً ضليعاً، فرغم علمه الغزير كان متواضعاً وبسيطاً لا يجلس إلا الى البسطاء ليتجاذب معهم الحديث، وقال بما أنه كان غائباً عن الوطن إلا أن كتاباته الصحفية كانت مستمرة، ويشعر القاريء بأنه موجود في السودان لإطلاعه اليومي ومعرفته بما يدور داخل الوطن لحظة بلحظة، وقال حسن إن نجم الدين ترك بصمة واضحة في مدينة «إيوا» الأمريكية وفي بعض الولايات التي تنقل بها، وكان تفاحة المجالس ويخلق الطرفة لإضفاء السعادة على الجالسين معه، ورغم معاناته مع المرض كان يضحك لايعرف اليأس ولم تغير الجراحات من نفسياته. ? الموسيقار حافظ عبدالرحمن ذكر أنه التقى الراحل نجم الدين في باريس في العام 1997م وهو ذاهب الى استديو مونتكارلو ليجري لقاءً إذاعياً، وقال كان يجلس خلف الزجاج ويهز رأسه حينما اتحدث للمذيعة، وخرجنا سوياً، وقبل أربعة أعوام التقيته في نيويورك في حفل للأمم المتحدة وأعدته الاستاذة سلوى زوجة الاستاذ بونا ملوال وكان نجم الدين فرحاً كالطفل، وكان مفتوناً بكل ما قدمناه في الحفل.. وقال إن نجم الدين يسيطر على هذه الآلة «الفلوت» وتتحرك بصماته عليها فأنا حزين لأنها تذكرني به دائماً فهو باق كالألحان التي هي ليست من ألحاني وحدي بل دلاني عليها نجم الدين وقال لي: أعزف للإنسان السوداني عامة ولا تعزف موسيقى محدودة، وقال أنا الآن أرسل له رسالتين أعرف أنهما لا تصلانه ولكن عرفاناً مني بما قدمه لي سأعزف له لحنين أرتجلهم الآن. ? وقدمت في الحفل كلمات أخرى من أسرة الراحل ومقطوعات من حافظ عبدالرحمن ومرثيات منها مرثية الاستاذ حسن عبدالقادر: «وبرغم دائك كنت تدعونا الى فك الحصار.. وكسر اليد بل هدم الجدار.. وطرد الغول من أدمرة الصغار.. وحب الناس في كل الديار.. هذا حديثك للمنتدى والمنتدى جهراً يقول: ما ضل صاحبه المسار، لكنه قد غادر النجم الديار.. وبرحيلكم يا سيدي لا أشرقت شمس ولا طلع النهار.