فى منتصف التسعينات تصادف أن كان أربعة مدراء جامعات سودانية أطباء بيطريين فراج وقتها مصطلح حيونة الجامعات ... مع انّ البروفسير النذير دفع الله كان قبل ذلك رئيسا لمجلس الشعب أيام النميرى و لم يقل أحد انّها حيونة لمجلس الشعب ! الاطباء البيطريون فى قلب الحياة العامة و رئتيها و فى دماغها فهم فى مراكز الوعى و التفكير و الاستراتيجية ... رئيس تحرير صحيفة سودانية و صحافيين و كتّاب اعمدة هم بالأساس أطباء بيطريون ليس من بينهم الاستاذ حسن (البطرى) ... بل انّ صحافيا مصريا اسمه محمد الحيوان ! سر استمرار الانسان بل حق تقرير مصيره فى ان يكون ذكرا او أنثى يكمن فى (الحيوان) المنوى ... و أشهر القصص فى الترميز السياسى و النقد اللاذع للدكتاتوريات و طبائع الاستبداد هى للبريطانى جورج اوريل : كتاب مزرعة الحيوان ! الجاحظ الّف 350 كتابا المعروف منها (البخلاء) و (المحاسن و الأضداد) ثمّ (فضل السودان على البيضان) بالرغم من أنّ السودانيين لا يعرفون هذا الكتاب للجاحظ ... لكنّهم يعرفون كتابه (الحيوان) ! عائلات سودانية كثيرة تستمد اسمها من حديقة الحيوان فهناك عائلات الاسيد و العجيل و الفحل و الفيل و النمر و بعشوب و الديب و الثعلب و الدابى و الوحش و وحيش ... بل انّ جماعات سكّانية استمدّت اسمها من حيوانها : البقّارة / الأبّالة ! تبوأ الحيوان فى الغناء السودانى مقعدا عليّا ... فمعظم الدوبيت قيل على ظهر الجمل ... و فى الغناء برز الظبى و غزال الروض و عيون المها و (تور قرنه ماكن) ... وركب الغناء الحماسى على ظهور الخيل و الفرس ... لكن أرفع الأغانى التى ارتبطت بالحرية كانت اغنية النور الجيلانى (خواطر فيل) التى اهتزت لها جمعيات الرفق بالانسان و الرفق بالحيوان بقيادة الممثلة السينمائية ب. ب. أو برجيت باردو التى قاومت اضطهاد الحيوان فى كل صوره ... حتى مساهمته فى حركة البحث العلمى (حيوان التجارب) ! القرأن الكريم حين وصف الدار الآخرة قال (و انّ الدارالآخرة لهى الحيوان) ... و لذلك فاننى أهدى هذا العمود بشجاعة صحافية الى مؤتمر الأطباء العرب الذى ينعقد غدا بالخرطوم ... المدينة الملقّبة بكرش الفيل !! كمال حنفي