هذا الشعر العذب لشعراء من جنوب الوطن، فيه الكثير من السمات السودانية والتي من أخص خصائصها الارتباط بالأرض ثم ظهور كل تلك الطيوف على السمات الواقعية التي يشكلها المكان.. وما هذه الطيوف إلا هذا الوجدان الممتلئ بالأشواق والأحلام التي تعبر عن الآمال الكبيرة التي تمثل نصر الارادة الانسانية. وفي هذا المنحى يلتقي الشعراء صلاح أحمد إبراهيم والمجذوب وعبد الحي.. يلتقي شعراء الافريقانية والعروبية.. شعراء الغابة والصحراء مع اخوتهم في الغابة أو الصحراء.. حينما يمتزج الزمانان بالمكانين .. «الآن والأمس» و«هنا وهناك». «المحرر» ----------------------------------------------------------- أقول الحياة هي الحياة وأنا أحذو حذو حدسي في المتاهة المتأرجحة صاعداً هابطاً في قلق النهايات المتشاكسة متحدين في نسيسج مشيمة واحدة دائماً نهب الحياة لكل ما هو جديد ولنا في كل بداية بداية في طلاب عنيد للطمأنينة والكمال ??? إدوارد لينو: من قصيدة «الأم»: النشوة التي أحن إلى أن أعيشها، ولعمري كله، أن ألاقي أمي ألبي ندائها وأبث في رغباتها القوة حُران.. أنا وانت لأستطيع بعدها ان أستلقى بسلام مشبعاً بالرضى عميقاً بين حنان فخذيها ???? بيتيا لو مارغريتا من قصيدة أغصان الزيتون من قصيدة «بعيداً عن الوطن ولكن في قلبه» ولدنا في الشتات وفي الشتات لا نزال وما قضينا في الوطن من سنوات قليلة بدل نظرتنا إلى الحياة أوقعتنا أمنا الأرض في حبها، أوقعتنا في شرك وفي الذهن عالقة التقاليد والأعراف إلى إلى سلوى تزين كل يوم بفخار عظيم، بهامات عظيمة مرفوعة كجنوبيين نقف ونتقدم في عالم لا يعدنا سوى بغد مؤسف ???? ديانا كوجو: من قصيدة «مولدي»: تسعة أشهر عشت فيها ما يحدث مرة لكل منا من غبطة عناق إلى لهاث وتعب مولد لأرى الحياة وبينما هي في مشاغلها سمعت صياح الديك وأدركت انه الفجر إنتظروا وصولي بالمياه الساخنة وعماتي بزيت السمسم وحدها خبرت الشعور الذي يخلفه وصولي صباح سمايتي في أزيائهم الاحتفالية البهيجة أدت عشائر البيعة وأعلنت ممالك ولاءها وشربوا نخب صحتي على مائدة الجبى والبرندا الجبال وسمعت أسمائي وأنا مرفوعة، وعيناي موجهتان نحو السماء والتحايا من فوق تمطر علي ويباركون مولدي آآآ - بذا أعرف أنني أنتمي ???? نا كاكو وكوتي من قصيدة «حينما تغني»: حينما تصادفها تغني، صه من الشروق حتى المغرب بعفوية تصفر الأنغام في الهواء المبلل أو تحت شمس مغلفة بالسحاب أغنيات تؤلفها تواً لمناسبة وأغنيات أناشيد وترانيم تعرف ما للغناء من سحر في السعادة وفي ساعة الضجر تغني فالغناء سكينة والغناء يخفف الآلام والأحمال بينما العرق فوق الوجه يهدر والغناء عندها مبعث حياة بينما هي تطحن البذور تمنحها الأغنيات رؤيا بعيدة وفي يدها تخف المعزقة وعلى سجيتها مرحة تغزل النسيج. عن مجلة كرامة لإتحاد الكتاب السودانيين