واصل المؤتمر الوطني حملته الانتخابية، غير معني في ذلك بقرارات قوى المعارضة التي ترواحت بين مواقف المقاطعة، والمشاركة، فيما أختارت بعض القوى الوقوف بين المنزلتين، والموقف الأخير تحديداً يجوز فيه (الركن) بفعل حركة السياسة المرورية. الوطني لم تصب مفاصل حملته حالة تراخ كانت لتكون مبررة، مع إعلان قوى جوبا الإنسحاب من إنتخابات الرئاسة، ولم يركن الى الدلائل التي تقول ان طريق مرشحه البشير للقصر الجمهوري بات مفروشاً بالورد والرياحين، وواصل حملته بذات النفس، تحسباً وخوفاً من تقلبات السياسة وفجائيتها، خاصة وبطاقات الإقتراع لا تزال تحمل في طياتها صوراً وأسماء ورموز قادة المعارضة، الذين قد يقررون المشاركة في آخر (لفات) السباق الانتخابي، بهدف الحصول على كأس الانتخابات. أخر تقليعات الوطني الانتخابية الذي تمضي حملته على قدم وساق، كانت إرسال خطابات أنيقة مع (بوسطجي الحزب) لبيوتات المواطنين، الخطاب مرسل الى الناخب السوداني، بحسب المظروف الأخضر اللون (ربما من جراء الشجرة التي توجد في أقصى أعاليه)، بينما المرسل هو عمر البشير، وهي واقعة تقف على نقيض الدعوة التي أرسلها الفنان هاني رمزي للرئيس المصري لحضور مراسم زفافه في الفيلم الشهير (جواز بقرار جمهوري)، وبالعودة الى واجهة المظروف فأننا نجد أن ركنه الجنوبي، على يسار يد القارىء، إزدان بعبارة محببة للأنفس (يجدكم بخير). وبالولوج للداخل، يفاجأ الناخب بخطاب مكتوب بيد البشير ويحثه فيه لدعمه لصالح فترة رئاسية جديدة، إستكمالاً لما بدأه الوطني من مشروعات للنهضة بحسب الرسالة التي أختتمت بلفتة تؤكد ثقة البشير المطلقة في الشعب السوداني (ودمتم أخواني منارة وعي وأصحاب قضية وناس حارة)، ووقعت الرسالة بأخوكم عمر حسن أحمد البشير.