انخرط سكوت غرايشون المبعوث الأمريكي للسودان، في سلسلة من المباحثات والمشاورات عقب وصوله مباشرةً من الدوحة، شملت مسؤولين في الحكومة على رأسهم د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية ود. غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية، مسؤول ملف دارفور وبعض قيادات القوى الشعبية بهدف إيجاد صيغة توافقية لتسوية ما طرأ من عقبات تواجه العملية الانتخابية عقب مواقف قوى جوبا الأخيرة، وقال د. غازي للصحافيين أمس، إن المباحثات ركزت على العملية الانتخابية الجارية في السودان، وقال إن وجود غرايشون في السودان خلال هذه الأيام بغرض متابعة قضية الانتخابات وإجراء تقييم عن ما يجري، خاصة مع المفوضية لتكوين رأي حول الانتخابات حتى تتمكن واشنطن من تأسيس موقف مبني على معلومات وبيانات، وأضاف أن مهمة غرايشون تنحصر في إجراء اتصالات مع القوى السياسية وسماع وجهة نظرها حول القضايا المطروحة من أجل تضييق هوة الخلاف، واعتبر د. غازي هذا الأمر تقدماً وخطوة مهمة، وجدد التأكيد على اتفاق الولاياتالمتحدة بقيام الانتخابات في موعدها، على أن تترك المسائل الفنية للمفوضية للتقرير بشأنها، ونبه د. غازي إلى أنه لا يوجد مبرر لتأجيل الانتخابات، مشيراً الى أن بعض متطلبات القوى السياسية ليست شأن المؤتمر الوطني، إنما شأن المفوضية. إلى ذلك أكد الفريق الهادي محمد أحمد رئيس الدائرة الفنية بالمفوضية القومية للانتخابات، عضو اللجنة العليا، قيام الانتخابات والاقتراع بمنطقة حلايب كغيرها من أقاليم البلاد، وقال ل «الرأي العام» أمس، إن التسجيل بالمحلية بلغ (57.731) ألف ناخب، واوضح أن المثلث الذي تتواجد فيه القوات المصرية تم التسجيل فيه بالمناطق المجاورة له، وقال إن مراكز الاقتراع ستكون ايضاً خارج المثلث، واضاف الهادي ان حلايب تعتبر الدائرة القومية الأولى بولاية البحر الأحمر، وأشار إلى وجود (37) مركز اقتراع بالمنطقة. وفي السياق حدد رئيس الدائرة الفنية مراكز الاقتراع بالبلاد ب (10.230) ألف مركز، تعمل من خلالها (16.775) ألف لجنة اقتراع، وأوضح أن الشمال به (7.100) ألف مركز، تصاحبها (10.739) ألف لجنة، بالاضافة الى (3.130) ألف مركز بالجنوب، وأكثر من (6) آلاف لجنة، وقال إن (46) مركزاً للاقتراع الخارجي، وأشار إلى أن اليوم سيشهد البداية في توزيع مواد الاقتراع إلى مراكز الاقتراع بالولايات. من جانبه أكد الاتحاد الأفريقي السعي من أجل إنجاح الانتخابات المقبلة، وقال إن المرحلة التي يمر بها السودان تتطلب تعاون الجميع من أجل الخروج بتحول ديمقراطي ينعكس إيجاباً على أمن واستقرار البلاد. وقال جون كوفور رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي لرقابة الانتخابات، رئيس جمهورية غانا السابق، إن دورنا كمراقبين مساعدة السودان للخروج من هذه الأزمة. وقال إن السودان قادر على تخطي الأزمات كافة. وقال كوفور فى مؤتمر صحفي بفندق «قراند هولي دي ?يلا» أمس، إن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة وليس من الحكمة أن نحكم عليها قبل قيامها، وأشار إلى أن الوفد اطلع على مجريات العملية الانتخابية، وتأكد من أن المراحل كافة استوفت الشروط وليس هناك ما يشير لعدم نزاهتها، ونادى الجميع بضرورة العمل على تجنب ما يهدد أمن البلاد. وفي السياق وصفت الأممالمتحدة، الانتخابات بأنها تنذر باحتمالات اندلاع عنف فى دارفور وجنوب السودان، وعزت ذلك لانعدام الثقة بين القوى السياسية والشريكين. وقال عادل بخيت مدير قسم حقوق الإنسان ببعثة الأممالمتحدة لدى مخاطبته بعثة الاتحاد الأفريقي المراقبة للانتخابات أمس، إن عدم الثقة التي أحدثها انسحاب الحركة الشعبية من الرئاسة خلقت شكوكاً بين القوى السياسية، متوقعاً أن تنعكس سلباً على احداث بعض الاحتقان، ووصف عادل العملية الانتخابية بأنها لا تزال هشة في المستويات كافة وذلك لعدم تفاعل القوى السياسية وانتقادها للعملية. ونفى المهدي ما تردد من معلومات بأن حزبه قد يلجأ إلى العنف إذا ما فاز البشير في الانتخابات الرئاسية. وقال إن حزبه سيتصرف بشكل حضاري إذا فاز البشير بنزاهة، واستدرك: (لكن إذا استخدمت الأساليب الفاسدة، حينها سنرى كيف نتصرف)، وقال: سنحاول تجنب العنف، وأضاف المهدي: هناك وسائل سلمية يمكن اللجوء إليها كالجهاد المدني بالوسائل المدنية. من ناحيته وصف فاروق أبو عيسى، رئيس الهيئة العامة لقوى جوبا، موقف أحزاب المعارضة من الانتخابات ب (المرتبك)، وقال أبو عيسى ل «الرأي العام» أمس: هنالك (ارتباك) في أجندة الانتخابات ناتجة من عدم ثبات أحزاب المعارضة في مواقفها، وأضاف: على أي حال، فإن الانتخابات ليست آخر المعارك، وقال: نحن في انتظار معركة الاستفتاء التي وصفها بأنها أهم من الانتخابات، وأكد أبو عيسى أن تحالف أحزاب جوبا سيظل مستمراً، ولن نسمح بأن ينهار هذا التحالف. وأضاف: سنعمل في المرحلة المقبلة في وسط الجنوبيين لإقناعهم بوحدة الوطن بوصفها ستحقق مصالح الوطن العليا، وأوضح أن التحالف سينشط لتحقيق التحول الديمقراطي وحل قضية دارفور. من جهته جدد الشيخ حسن أبو سبيب القيادي البارز بالحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)، أن موقف حزبه النهائي هو خوض الانتخابات على مستوياتها كافة، وأكد عدم وجود أي اتجاه لدخول انتخابات جزئية، وأشار الى أن حزبه لن ينسحب من الانتخابات الرئاسية أو ينسحب لصالح أي مرشح آخر. وفي الوقت ذاته ينتظر أن يعلن حزب الأمة القومي قراره النهائي بشأن المشاركة في الانتخابات أو عدمها اليوم، فيما تدشن د. مريم الصادق المهدي حملتها الانتخابية اليوم بأم درمان الريف الغربي الدائرة القومية (11). إلى ذلك قال د. محمد يوسف أحمد المصطفى وزير الدولة بالعمل، القيادي بقطاع الشمال ل (أس. أم. سي) أمس، إن قطاع الشمال بالحركة الشعبية يعيش حالياً أفضل حالاته التنظيمية ولا يوجد أي تأثير سلبي عليه جراء سحب ياسر عرمان لترشحه. وأكد يوسف أن مقاطعة قطاع الشمال للانتخابات بالولايات خوطب بها المكتب السياسي بذات المبررات التي أدت إلى سحب ترشح ياسر عرمان، وأضاف قائلاً: (أردنا من هذا الطلب التنبيه أو الالتماس الداعم لقرار المقاطعة والرأي الأخير في هذا الأمر للمكتب السياسي). وفي الاثناء أكد ميخائيل مارغيلوف مبعوث الرئيس الروسي المفوض إلى السودان، رئيس اللجنة الدولية في مجلس الفيدرالية، أن روسيا تدعو إلى إجراء الانتخابات العامة بالسودان في موعدها. وقال إن موقف روسيا يحظى بتأييد الولاياتالمتحدة. وقال مارغيلوف إن تأجيل الانتخابات، له آثار سالبة على إحلال السلام بدارفور، وأضاف: إذا لم تجر الانتخابات فقد «تتوقف» كل عملية التسوية في دارفور. وأعلنت وزارة الصحة الاتحادية عن تكوين لجنة طوارئ بالتنسيق مع الشرطة والهلال الأحمر للاستعداد للانتخابات.وأكد د. كمال عبد القادر وكيل وزارة الصحة الاتحادية للصحافيين أمس، وجود منظومة متكاملة للاستعداد للانتخابات وذلك بوجود إسعاف ومتطوع من الهلال الأحمر وممثل وزارة الصحة في اي مركز اقتراع.